أيها المسلمون: أغيثوا أهلنا في سوريا..

منذ أن أعلنها الشعب السوري ثورة على الظلم والاستبداد أعلنها النظام الشبيحي ثورة على الشعب والناس، كان الشعب السوري وما زال يستمد عونه ومدده من الله وحده، وكان النظام وما زال له حبال من الناس هنا وهناك.

لم يرحم النظام الشبيحي أحدا من أبناء شعبنا، لا طفلا ولا شيخا ولا امرأة ولا حتى حيوانا بهيما.

قتلوا وأفسدوا وأحرقوا ومثلوا وارتكبوا فظائع لم تشهد الشام لها مثيلا على وجه الدهر.

لم يرقب النظام في أهلنا إلا ولا ذمة، فالنظام الذي ارتكب كل تلك الجرائم لو استطاع أن يمنع الهواء ويحبس القطر من السماء على هؤلاء الثوار لفعل.

هذا العدو اللدود هو الذي يقاومه شعبنا الأعزل منذ تسعة أشهر إلى اليوم.

ومع حلول الشتاء يضيق الخناق على شعبنا الأبي أكثر وأكثر.

فالنظام الشبيحي قد فرض حصارا على المدن المقاومة الباسلة، وقطع عنهم الامدادات الغذائية والغاز والكهرباء والاتصالات كذلك في أحيان كثيرة.

آخر ما وردني من اتصالات من محافظة إدلب أن الحصار المضروب عليها قد أضر بهم كيرا، فهذا بيت لم توقد فيه نار منذ اربعة أيام إذ لا غاز متوفر في المنطقة، وأما المازوت فذاك أبعد وأبعد.

اتصل بنا أحدهم يخبرنا أنه ليس لديه شي يوقد به كي يسخن الحليب لابنه الرضيع، وأن فرشهم ولحفهم لا ترفع من الغرف ليلا ونهارا، إذ أنهم لا يستطيعون مغادرتها من البرد الشديد.

وأما حمص أم البطولات فلعل المشاهد التي رشحت على شاشات التلفزة عن تلك الطوابير التي لا يرى أولها من آخرها على صهاريج المازوت يلخص لكم مأساة شعبنا الباسل.

إن هذا النظام الشبيحي المجرم يقتل أبناءنا بأسلحته، ويريد الآن أن يطعنهم بالبرد ويميتهم من الجوع!!

هل نسلم إخواننا في سوريا للبرد كما أسلمناهم للقتل!!

ماذا أفدنا إخواننا في سوريا أكثر من أن نهيجهم على الثورة ثم قعدنا في بيوتنا وخذلناهم في شيء قد نستطيعه!!

اتقوا الله ايها المسلمون فإنكم محاسبون ومسؤولون عن هذا الشعب الذي يدافع عن دينكم ويذب عن ملتكم.

أيها المسلمون أغيثوا أهلنا في سوريا وساعدوا في رفع الكرب عنهم لعل الله أن يرفع عنكم كرب الدنيا والآخرة، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.