من عجائب موقع مجلس الشعب على نت

شمس الدين العجلاني

حكايا في السياسة والأدب والممنوع:

عطري الآن رئيسا لمجلس الشعب و محافظا لحمص

و نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات في آن واحد و كان رئيسا للوزراء .!؟

شمس الدين العجلاني

[email protected]

تقوم بعض مراكز البحوث والدراسات أو الباحثون و المهتمون من الدول العربية أو الأجنبية بإعداد دراسات حول الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي أو البرلماني أو السياسي في سورية ، و قد يستند هؤلاء الدارسون في إعدادها على شبكه نت ، و حين يريدون البحث أو دراسة حياتنا البرلمانية فليس لهم مصدر رسمي معتمد أهم من موقع مجلس الشعب على شبكة نت ، و بالتالي يجب ان يكون هذا الموقع فعلا موقع موثق معلوماتي ( لا يخره المي ) و لكن مع الأسف الشديد فأن هذا الموقع من حيث المعلومات و التوثيق في خبر كان .!؟ و إن أردنا البحث و التدقيق في المعلومات الواردة على الموقع الحديثة منها أو القديمة ، فلا يكفينا المجال هنا. إن العديد من المعلومات الواردة على موقع مجلس الشعب على شبكة نت تتنافى والروح العلمية وتجافي الحقائق الموضوعية وتتجنى على تاريخ سوريه و تتجاهل عظمة رجالها الذين صنعوا الاستقلال و ناضلوا  ضد الانتداب الفرنسي  .                                           

قد نكون  كمؤسسات لم نستطع حتى الآن إدراك خطورة هذه الشبكة العنكبوتية المسماة الانترنت..؟  

العودة إلى الوراء :

في حوالي عام 2000 تم لأول مره إنشاء موقع للمجلس على شبكة نت ، بمساعده إحدى الجهات الدولية ، و بعد عده سنوات طالعتنا الصحف السورية بخبر افتتاح موقع لمجلس الشعب على شبكه الانترنت و انه ثمرة تعاون بين مجلس الشعب والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في دمشق و يهدف إلى دعم القدرة المؤسسية للمجلس في إعادة هيكلته وتأهيل وتطوير مكتبته. ‏كما يهدف هذا الموقع حسب الصحافة السورية آنذاك إلى تعزيز وتطوير استخدام المعلوماتية في مختلف وظائف وخدمات المجلس ودعم عمل لجانه وتعزيز دوره في خدمة أهداف التنمية إضافة لتمكين الراغبين في الحصول على معلومات حول ما صدر من تشريعات وقوانين عن مجلس الشعب في سورية منذ تأسيسه وحتى الآن، و حينها لم يقتصر الأمر على هذه الصحف بل تدخل التلفزيون السوري في مدح هذا الموقع مضيفا أن مكتبه المجلس على جانب من التطور .

 واستبشرنا خيرا حينها ، و لكن مع الأسف لم يكن هذا الكلام الدعائي يجانب الحقيقة في كل شي ، فكان الموقع يعبق في الملاحظات وبل في الأخطاء .

الموقع الحديث جدا :

أطلق مجلس الشعب منذ فتره  موقعه الالكتروني الجديد ( للمرة الثالثة ) على شبكة الانترنت  ، و تحدث عدد من المسؤولين في مجلس الشعب الى وسائل الإعلام السورية  عن هذا الموقع و قامت فضائية " الإخبارية السورية " ببث تقرير كامل عن الحلة الجديدة للموقع الالكتروني ، و قام مجلس الشعب بتعميم ذلك على أجهزه الإعلام بموجب كتاب رسمي عنونه ب ( من الشعب و إلى الشعب ) . و قال مسؤلو المجلس ان : ( الغاية من الموقع الجديد هو المتابعة الجدية لكل قضايا المواطنين التي سترد للموقع مؤكداً على المتابعة الحثيثة والجدية لتلك القضايا ) ، و ان هذا الموقع ( سيكون الأول من نوعه في سورية من حيث الكم المعرفي والمعلوماتي والأرشيفي )

رؤساء المجلس :

لنأخذ عينه فقط من موقع ( من الشعب و إلى الشعب ) و لنرى العجب العجاب .!؟ في مقدمة الصفحة الرئيسية هنالك نافذة كتب عليها رؤساء المجلس ، و لندخل إلى هذه النافذة فنرى أنهم اعتمدوا رؤساء المجلس منذ عام 1923 م و لم يأخذوا بعين الاعتبار الرؤساء منذ عام 1919 م ، و لنبدأ الحديث عن الرئيس الحالي لمجلس الشعب وفق موقع المجلس ، فقد ذكر الموقع انه من مواليد عام 1940 م ، بينما ذكر موقع حزب البعث العربي الاشتراكي انه من مواليد عام 1941 م ، و أيضا ذكر المرحوم الأمين العام المساعد لمجلس الشعب في كتابه الذي قدم له رئيس مجلس الشعب أن ( السيد الدكتور محمود الابرش من مواليد ريف دمشق – الزبداني 1941 ) فترى أيهما الأصح ، كما أن رئيس مجلس الشعب لم يزل إلى الآن رئيسا للجنة الموازنة والحسابات .!؟ و أيضا هو رئيسا لمجلس الشعب فقط في الدور التشريعي التاسع .!؟  أما رئيس مجلس الوزراء  السابق عضو مجلس الشعب المهندس محمد ناجي عطري فهو غير معروف المواليد .؟ و لكنه بقدره قادر فهو حسب موقع مجلس الشعب لم يزل إلى الآن رئيسا لمجلس الشعب و عمله السابق رئيسا للوزراء .؟   ( العمل الحالي: رئيس مجلس الشعب  العمل السابق: رئيس مجلس الوزراء ) و و أيضا لم يشارك إلا في الدور التشريعي الثامن .!؟  .!؟ أما عنوان المهندس عطري فهو : ( محافظ حمص - نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات )  بالله عليكم  ما هذا .؟ إذا كانوا يخطئون في تاريخنا الحالي فما بالكم في تاريخنا الماضي .؟

أما عبد القادر قدوره فلم يزل وفق عرفهم عضوا في مجلس الشعب ، و محمود الزعبي برغم وفاته منذ سنين طويلة فهو لم يزل : ( العمل الحالي : رئيس مجلس الشعب ) أما رئيسا مجلس الشعب السابقان محمود حديد و محمد علي الحلبي و ورؤساء البرلمان سعيد الغزي و ناظم القدسي و  صبحي بركات فلم يزل عملهم الحالي جميعا :  ( العمل الحالي: عضو مجلس شعب ) برغم من انتقل منهم منذ عشرات السنيين إلى رحمته تعالى .!؟ أما رؤساء مجلس الشعب الحاليين وفق عرف موقع ( من الشعب و إلى الشعب ) فهم فهمي اليوسفي ،  أحمد الخطيب ، منصور لأطرش ، أنور السادات ، أكرم الحوراني ، مأمون الكزبري ،  معروف الدواليبي ،  رشدي كيخيا ، فارس الخوري ،  بديع المؤيد ، تصوروا هؤلاء جميعا عملهم الحالي رؤساء لمجلس الشعب ، طبعا و لا يفرق هذا الموقع في التسميات بين مجلس نواب و مجلس النيابي و جمعيه تأسيسية و .. كلهم في الهوا سوا مجلس الشعب .!؟

طبعا لم يرد ذكر لسيره حياه هؤلاء الرجال ، فهم مجهولو السيرة الذاتية ، و الأعجب من كل ذلك أن المتصفح لموقع مجلس الشعب يستطيع طرح إي سؤال أو إرسال اي ايميل الكتروني لأي رئيس برلمان منذ عام 1923 م حتى الآن برغم وفاه أكثرهم منذ عشرات السنين ، فمثلا الايميل الكتروني لرئيس مجلس النواب فارس الخوري المتوفي منذ حوالي الخمسين عاما هو [email protected] أما ايميل أكرم الحوراني المتوفي منذ حوالي الخمسة عشر عاما فهو[email protected] ، و أيضا الحوراني برغم وفاته فهو عضو مجلس الشعب في الدور التشريعي التاسع . من خلال موقع مجلس الشعب تستطيعون التواصل عن طريق الايميلات مع كل رؤساء البرلمانات سورية الأحياء منهم و الأموات .!؟ و يبدو هذا الأمر من الانجازات الخارقة للعاملين على الموقع ، و التطوير الذي اعتمد في أجندتهم .!؟

كفى :

بالأمس قالوا جلسه " الوطن و المواطن " ، و اليوم يقولون موقع " من الشعب و إلى الشعب " .!؟ و غدا الله اعلم ما هو الجديد .!؟ إن ما يدعيه محررو الموقع من اختراعهم لزاوية أو نافذة خدمة المواطن  ، شيء اقل من عادي و متوفر حتى في المواقع الشخصية ، أما قولهم ( سيكون الأول من نوعه في سورية من حيث الكم المعرفي والمعلوماتي والأرشيفي  ) فهذا الكلام غير دقيق فالموقع إلى هذه اللحظة هو نسخة طبق الأصل عن الموقع السابق مع بعض التعديلات الطفيفة ، و بالتالي فهو موقع عادي جدا من حيث المعلومات و غير عادي لان هذه المعلومات يلزمها إعادة تقويم ، بالإضافة إلى أن اغلب الزوايا " النوافذ " لم تفعل بعد ، فأعلن عن إطلاق الموقع دون أن يكون جاهزا مائه بالمائة .

  يتبع