أبهذا أوصاك المسيح.. يا غبطة البطريَرْك

د. أحمد أبو النور

بثّت قناة (العربية) يوم الخميس 8-9-2011 مقابلةً مع البطريرك بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، تحدث فيها عن العلاقة بين النصارى والمسلمين في البلاد العربية عموما، وفي سورية ولبنان خصوصاً.

وقد حاول البطريرك أن يتحدث بلغة دبلوماسية ما أمكن، ولكن من يقرأ ما بين السطور، بل من يقرأ السطور نفسها، يستطيع أن يفهم الكثير الكثير..

قال غبطة البطريرك: إن النصارى هم أقدم الشعوب التي تقطن بلاد الشام، وأنهم عاشوا فيها منذ أيام المسيح عليه السلام.

ومن يقرأ بين السطور سيفهم أنه يريد أن يقول: إنّ النصارى هم أصحاب الأرض الأصليين وأن المسلمين غرباء عن هذه الأرض (ولقد قالها مصريٌّ قبطيّ قبله بشهور، ولكنّه قالها من غير تورية: إن المسلمين ضيوفٌ على المسيحيين في مصر وعلى الضيف أن يحترم صاحب البيت).

هذا هو تماما منطق الصهاينة في احتلال فلسطين. إنهم يدّعون أنهم سكنوها قبل العرب والمسلمين فهي إذن من حقّهم، وكأن مسلمي فلسطين لم يأتوا من فلسطين، بل هبطوا إليها من القمر أو المريخ.

إنّك تعلم يا غبطة البطريرك، وستكون مصيبة لو لم تعلم، أنّ الفلسطينيين في فلسطين ، يهوداً ومسيحيين وعرباً، هم الفلسطينيّون، لم يتغيروا منذ آلاف السنين. كانوا وثنييّن، وحين جاءت اليهودية أصبحوا يهودا، وحين جاء المسيح اعتنق معظمهم المسيحية وظلّ الآخرون على يهوديّتهم، ثم حين جاء الإسلام اعتنق معظمهم الإسلام، وظلّ بعضهم على مسيحيّته، وظلّ بعضهم على يهوديّته. وهكذا توزعوا بين يهوديّ ومسيحيّ ومسلم فاجتمعت الديانات الثلاث في أرض واحدة. لم يهاجر أحدٌ من فلسطين ولا إلى فلسطين، وبقي سكان فلسطين هم سكان فلسطين، والهجرة الجماعية الوحيدة التي عرفتها هذه الأرض على مر التاريخ هي هذه الهجرة الحديثة لليهود من أنحاء العالم إلى فلسطين في النصف الأول من القرن الماضي لتأسيس دولتهم المزعومة هناك.

هكذا كان شأن المسيحيين والمسلمين في كلّ بلاد الشام، وكذلك في مصر وفي معظم البلدان العربية، لم يهاجر إليها أحد، ولم يخرج منها أحد. ولو حدث أن وُجد شعب في العالم يستطيع أن يدّعي أنّ ساكني بلده هم غرباء عنها وأنه هو صاحب الأرض الأصلي، فليس هناك إلاّ شعبان: الهنود الحمر في أمريكا، وقد هاجر الأوروبيون إلى أرضهم على مدى القرون الخمسة الأخيرة، فعاد الهنود الآن وكأنهم غرباء في أرضهم، والفلسطينيون في الشرق، وقد هاجر إليها يهود العالم خلال القرن الماضي، وما يزالون، ليجعلوا من الشعب الفلسطيني الأصليّ، يهوداً ومسيحيين ومسلمين، غرباء في أرضهم.

أما أنتم يا غبطة البطريرك فقد جئتم تدّعون أن نصارى الشام هم أصحاب الأرض الأصليين، وكأن المسلمين لم يعيشوا على مدى آلاف السنين في هذه البلاد مثلهم مثل المسيحيين. وكلّ الفرق بين مسلمي سورية ومسيحيي سورية أنّ معظم سكّانها المسيحيين قد اختاروا قبل أربعة عشر قرناً أن يتركوا المسيحيّة ويعتنقوا الإسلام، على حين ظلّت أقلّيةٌ منهم على مسيحيتها، ثم، وبسماحة الإسلام وانفتاحه على كلّ الديانات السماويّة، لم يضطهدها أحد، ولم يجبرها أحدٌ على تغيير دينها واعتناق الدين الجديد.

ولكنّ المخيف أنّك تقول هذا يا غبطة البطريرك، بهذه الصراحة الفجّة، والمسيحيون أقلّيةٌ في الشام. تُرى ماذا كنت قائلاً، أو ربّما فاعلاً، لو كان المسيحيّون، لا سمح الله، هم الأكثرية؟

أهذه هي أخلاق المسيح، وعدالة المسيح، وتعاليم المسيح الإنجيلية السمحة؟

وتقول أيضاً يا غبطة البطريرك فيما قلت: إن المسيحيين لا يهمّهم من أمر الثورات المحلّية المشتعلة الآن في البلاد العربية شيء، وأنهم حريصون على بقاء الأنظمة الحالية، رغم كل سلبياتها، خشية أن تحلّ محلها أنظمة متشددة تسيء إلى المسيحيين؟

أهذا كلّ ما يهمّك من أمر تغيير أو عدم تغيير الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة؟ وهل تتوقّع، بعد هذه الافتراءات على الحقيقة وعلى المسيح وعلى الله، وبعد كلّ هذه الاستفزازات المهينة للمسلمين في سورية، أن يكونوا في المستقبل أقل تشدّداً معك ومع كنيستك؟

وكيف لا يرتدّون من متسامحين معتدلين رحماء معكم، كما كانوا دائماً، ليتحوّلوا إلى غاضبين ومتطرفين ومتشدّدين وأنت تخاطبهم بهذا الخطاب الاستفزازي، وتصفعهم على وجوههم، وتتّهمهم في تاريخهم وفي أوطانهم، ثم تعلن أن المسيحيين مصرّون على بقاء نظام الفساد والقمع في سورية، ولماذا؟ فقط: حتى يضمنوا سلامتهم ورغد عيشهم، أمّا الباقون فليذهبوا إلى الجحيم، ولتُخرّب البيوت، وليُقتل من يُقتل، وليشرّد من يشرّد، وليُعتقل من يُعتقل، مادام المسيحيون في سورية برغد عيشٍ وهناءةٍ وأمان؟

أي نوعِ من الإنسانٍ هذا الذي يمكن أن يقف ليتفرّج على القتل والدمار والدماء، ويسمع أصوات المحتضرين والثكالى واليتامى من حوله، ثم يجلس إلى مائدته ليتناول وجباته "برغدِ عيشٍ وهناءةٍ وأمان"؟ أيّ نوعٍ وأيّ مذهبٍ من المسيحيين هذا المذهب الذي تدعو إليه؟ أهكذا أوصاك المسيح بجيرانك وبمن كانوا دائماً رحماء معك ومع أتباعك يا غبطة البطريرك؟ ثمّ تبدي بعد هذا تخوّفك من التطرّف والمتطرّفين؟ يا للسماء!! إن لم يكن ما تقوله هو عين التطرّف، فكيف يمكن أن يكون التطرّف؟

وتقول غبطتك فيما قلت: إنك تخشى إذا تغلب السنّة في سورية على العلويين أن يتحالفوا مع السنّة في لبنان فتقوى شوكتهم وترجح بهذا كفّتهم على كفّة المسيحيين!

لا أدري ما أسمي مثل هذا التصريح منك يا غبطة البطريرك؟ أهو مجرّد صراحة، أم هو – واعذرني إن قلتها لغبطتك، إذ لم أجد في قاموس العربية ما يؤدّي معناها، أم هو الوقاحة التي ما بعدها من وقاحة؟

لم نكن، والله، نعلم قبل الآن أن صاحب مبدأ (فرّق تسُد) هو المسيح عليه السلام! هكذا يريد أن يخبرنا غبطة البطريرك: يجب أن تتحكّم طائفةٌ قليلة، بل عائلاتٌ منحرفةٌ من هذه الطائفة، بالبلد كله، وأن تهين وتستعبد وتدوس الأكثرية المسلمة بأحذيتها العسكرية، ومن أجل ماذا؟ من أجل عيون غبطته وعيون أتباع كنيسته الذين يريدون للمسلمين أن يتفرّقوا ويتشرذموا ويتحاربوا فيما بينهم حتى يظلّ هؤلاء الأتباع، وهم الأقلّية، هم الأقوياء في بلد ظلّ يحتضنهم بحبّ وإخلاص وعدالةٍ ومساواة على مدى أربعة عشر قرنا، كان لهم فيها دائما ما للمسلمين، وعليهم ما عليهم..

أيّ نكرانٍ، وأيّ تشوّهٍ أخلاقيّ وإنسانيّ ونفسيّ في هذا المنطق؟ ثم تريد بعد هذا يا غبطة البطريرك، وأنت تملك هذه الزخم الرائع من "النوايا الطيّبة"، ألاّ ينقلب المسلمون في سورية إلى متشدّدين ومتطرّفين؟

وتقول فيما قلت: "إن المسيحيين هم قيمة العالم العربي على المستوى الثقافي والعلمي والحضاري والاجتماعي والمالي"، وإن العرب إذا خسروا النصارى فسيخسرون العلم والاقتصاد والمال والأخلاق والحضارة.

يا للفظاظة! هل تعني يا غبطة البطريرك أن المسلمين العرب لا علم لديهم، ولا مال، ولا أخلاق ولا حضارة؟

نعم، إنّ نصارى لبنان، ولا سيما الموارنة الذين تؤكّد في مقابلتك أنهم ظلوا برعاية فرنسا المستمرة منذ القرون الوسطى، قد ابتعثتهم فرنسا، حتى حين كان لبنان في ظلّ الدولة العثمانية، للدراسة في الغرب منذ القرن التاسع عشر، فعاد إلينا أكثرهم وقد حملوا شهاداتهم العلمية، ولكن حملوا معها أخلاق الثقافة الغربية أيضا، بقضّها وقضيضها، تلك التي تخلّت عن أخلاق المسيح وعفّته ومبادئه وتعاليمه، فنشروا في لبنان التحلّل والفجور والخروج على مبادئ التوراة والإنجيل والقرآن، بحيث كان لهم الفضل أن أصبحت لبنان بهم وبفضلهم بؤرةً لنشر الفساد في العالم العربي كلّه، فيا للمكسب العلمي والأخلاقيّ والدينيّ.

هل كان المسيح، عليه أفضل السلام، هو الذي أوصاك وأوصاهم بهذا الانقلاب على تعاليمه وأخلاقه ومثاليّاته يا غبطة البطريرك؟ ثم تتوقّع من تصريحاتك المتعالية الشوهاء، التي لا أساس أخلاقياً لها في توراةٍ أو إنجيلٍ أو قرآن، أن تثمر المحبة والتسامح والاعتدال واللين والتواضع بين مسلمي سورية تجاه المسيحيين من أتباعك؟

وتقول فيما قلت: "إن المسيحيين العرب هم مواطنون من الدرجة الأولى من حيث الولاء". فهل يمكن أن يعني هذا غير أن يكون المسلمون مواطنين من الدرجة الثانية؟

أمّا الولاء، فأنت تعلن بنفسك في هذه المقابلة، التي جرت أصلاً على أرض فرنسية، أن أول عمل يجب أن يقوم به كل بطريرك بعد انتخابه هو القيام بزيارة فرنسا، طبعاً ليقدّم هناك فروض الطاعة والولاء، فهل كان "ولاء" العرب وموالاتهم وحجّهم، على مرّ التاريخ، إلى فرنسا، أم إلى القدس وإلى مكّة؟

أمّا لمن تكون "مواطنيّة الدرجة الأولى" فإنني لن أحاول أن أبرهن لك على أنّ المسلمين كانوا في تعاملهم الحضاريّ مع المسيحيين، على مرّ التاريخ، مواطنين من الدرجة الأولى، ولكن حسبي أن أذكّرك يا غبطة البطريرك بما فعلته محاكم التفتيش المسيحية في إسبانيا بمن تبقّى من المسلمين هناك، من قتلٍ وقمع وهتك وتشريد وإجبار على اعتناق المسيحية، وتلك كانت الحالة الوحيدة في التاريخ التي تمكنت فيها أغلبيةٌ مسيحيةٌ من التحكّم بأقلّية مسلمة، ثم أن تقارن تلك المعاملة البربريّة المتوحّشة بالطريقة التي عاملتْ فيها الأغلبيةُ العربية المسلمة، ذات المواطنة من الدرجة الثانية عندك، الأقليةَ المسيحية في بلادها، ليس خلال قرنٍ أو قرنين، بل على مدى أربعة عشر قرناً، وحتى الآن.

يا غبطة البطريرك: كم مسلماً، بل كم يهودياً، استطاع أن يبقى في إسبانية في ظل حكمكم وفي ظلّ محاكم تفتيشكم الظالمة؟ كم يهودياً التجأ إلى البلاد العربية، وعلى مرّ القرون، هرباً من الاضطهاد الأوروبي "المسيحي"، رغم الثمن الكبير الذي دفعه المسلمون بعد ذلك لقاء تسامحهم المفرط مع هجرة اليهود، فضيّعوا بهذا التسامح بلداً اسمه فلسطين؟ وبالمقابل: كم مسيحياً ظلّ يعيش في البلاد العربية، الإسلاميّة، وعلى مدى أربعة عشر قرناً، في رعاية وحضانة وعدالة المسلمين، وليظلّ أيضاً مواطناً "من الدرجة الأولى" يا غبطة البطريرك؟

فأي الفريقين منّا أكثر حضارة؟ وأيهما أجدر بمواطنية الدرجة الأولى يا ترى؟

أوَبعد كلّ هذه التصريحات "المطَمْئنة جداً" و "المعتدلة جداً" و "المتواضعة جداً" و "المتسامحة جداً" تتوقّع أن تأتي أنظمةٌ أقلّ تشدّداً تجاه المسيحيين في سورية ولبنان يا غبطة البطريرك؟

لا أدري أية دورة تعليمية في نظام البطركية يجب أن يتبعها البطريرك عادةً قبل أن يتسنم هذا المنصب، فهل قرأت الإنجيل جيداً قبل أن تتسنّم منصبك الجديد يا غبطة البطريرك؟ وهل فهمت حقاً أخلاق المسيح عليه السلام وتواضعه وتسامحه ومحبته لجيرانه ولأعدائه على السواء؟ أم أنّ البؤرة الثقافية الجديدة المشوّهة التي ترعرعت فيها قد وضعت بين يديك إنجيلاً آخر يعلّم التعالي والتكبّر والعنصريّة والطائفية والكراهية والنكران؟ إنّ هذا ما تتبرأ منه وتتجافى عنه حتى الثقافة الغربية التي لا تخفي ولا تنفي انتماءك إليها يا غبطة البطريرك.

إذا تاه عنك إنجيل السيد المسيح عليه السلام، وضاعت بين يديك تعاليمه، فإليك إذن تعاليم أخيه محمد صلى الله عليه وسلم، وتوصياته المشدّدة للمسلمين بخصوص كل من عاش بين ظهرانيهم من المسيحيين واليهود، بل المشركين أيضاً على حدٍّ سواء:

-       "ولا تجادِلوا أهلَ الكتابِ إلاّ بالتي هي أحسنُ، إلاّ الذين ظَلَموا منهم، وقولوا آمَنّا بالذي أُنزِلَ إلينا وأُنزِلَ إليكم وإلهُنا وإلهُكمْ واحدٌ ونحن له مسلمون" [سورة العنكبوت: 46]

-       عن عبد الله بن عمروٍ قال: قال رسول الله (ص): "من قَتلَ معاهَداً (أي مسيحياً أو يهودياً يعيش بين المسلمين) لم يَرِحْ (أي يشمّ) رائحةَ الجَنّة، وإنّ ريحَها توجَدُ من مسيرةِ أربعين عاماً" [رواه البخاريّ]

-       عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (ص): من آذى ذمّياً (أي مسيحياً أو يهوديا يعيش بين المسلمين) فأنا خصمُه، ومن كنتُ خصمَه خصمتُه يومَ القيامة [رواه السيوطي في الجامع الصغير]

-       عن صفوان بن سُليمٍ عن رسول الله (ص) قال: "ألا مَن ظَلم معاهَداً أو انتقصه أو كلّفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طِيْبِ نفْسٍ فأنا حَجيجُه يومَ القيامة" [رواه أبو داود]

-       عن العرباض قال: قال رسول الله (ص): "أيحسَبُ أحدُكم، متّكئاً على أريكتِه، أنّ اللهَ تعالى لم يُحرّم شيئاً إلاّ ما في هذا القرآن! ألا وإنّي واللهِ قد أمَرتُ ووَعظتُ ونَهيتُ عن أشياءَ، إنّها كمِثلِ القرآنِ (أي بحجمه) أو أكثر، وإنّ اللهَ تعالى لم يُحِلَّ لكم أن تدخلوا بيوتَ أهلِ الكتاب (أي المسيحيين واليهود) إلاّ بإذنٍ، ولا ضربَ نسائهم، ولا أكلَ ثمارِهم، إذا أعطَوكم الذي عليهم" [رواه أبو داود]

-       عن جابر قال: قال رسول الله (ص): "إذا ظُلِمَ أهلُ الذِمّة كانتِ الدولةُ دولةَ العدوّ، وإذا كثُرَ الزِنا كثُرَ السِباء، وإذا كثُرَ اللّوطيّةُ رفع الله تعالى يدَه عن الخَلْق ولا يبالي في أيّ وادٍ هلَكوا" [رواه الطبرانيّ]

-       عن أبي هريرة قال: "قيل: يارسولَ الله، ادعُ على المشركين، قال: إنّي لم أُبعَث لَعّاناً، وإنّما بُعِثتُ رحمةً" [رواه مسلم]

فانعم إذن بإنجيلك الخاصّ الذي اخترته لنفسك يا غبطة البطريرك، أمّا نحن فراضون وسعداء بأن نستمرّ متشبّثين بالأخلاق الحقيقية وبالمبادئ الأصليّة لنبيّنا ونبيّكم السيد المسيح عليه أفضل الصلاة والسلام، وكذلك بآيات كتاب الله الكريم وحديث نبيّنا العظيم محمّد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهي جميعاً، كما كلّ الأديان، لم تعلّمنا قطّ إلا التسامح والعدالة والتواضع واللين والرحمة والمحبّة والعرفان.

وإليك أيها السيّد المسيح، وأنت حيٌّ في السماء كما كنت على الأرض، أرفع آهتي وصدمتي تجاه واحدٍ ممّن ادّعوا يوماً أنهم من كبار رجال كنيستك، الكنيسة الرحيمة أبداً، المتواضعة أبداً، السمحة أبداً.