عشرة أعوام على حوادث 11 أيلول/ سبتمبر 2001

عشرة أعوام

على حوادث 11 أيلول/ سبتمبر 2001

محمد هيثم عياش

[email protected]

بيصادف يوم الاحد من 11 أيلول/سبتمبر الحالي مرور عشرة أعوام على  حوادث  11 ايلول / سبتمبر من عام 2001 تلك الحوادث التي  دمرت مركز التجارة الدولي بنيويورك والهجوم على وزارة الدفاع الامريكية / البنتاجون /  بواشنطن  اضافة الى سقوط طائرتين لاسباب لا تزال مجهولة .

وبالرغم من اتهام المخابرات الامريكية والدولية الاخرى تنظيم القاعدة وراء الهجوم على الولايات المتحدة الامريكية الا أن القائمين وراءها مجهولون ، فاتهام القاعدة كان مجرد تخمين اصبح فيما بعد وبضربة معلم واقعيا وجازما ، فوزير الخارجية الامريكية السابقة كرنتسيلا رايس التي كانت وقت وقوع الهجوم مستشارة لشئون السياسة القومية للرئيس الامريكي السيء الصيت جورج بوش أكدت  بمقابلة لمجلة / شبيغل /  انه عندما صدمت الطائرة الاولى المركز المذكور اشارت وقتها بأن الاصطدام حادث عابر لكثرة اصطدام طائرات صغيرة بالمبنى الا انه عندما صدمت الطائرة الثانية المركز أعلنت بانه لم يكن حادثا وانما هجوما وفكرت الادارة الامريكية عن الذي يقف وراء الهجوم فجزمت على الفور القاعدة اذ ان زعيم ذلك التنظيم الراحل اسامة بن لادن اعدى أعداء امريكا . ويؤكد السياسي الالماني يورجين تودينهوفر الذي كان يشغل رئاسة شئون السياسة الدفاعية بالبرلمان الالماني اواسط الثمانينات ومستشارا لشئون السياسة الامنية للمستشار الاسبق هلموت كول  ان حوادث 11 ايلول / سبتمبر لا يمكن الكشف عن حقائقها الا بعد موت الجيل الذي عايشها والسيء الصيت جورج بوش قتل الالاف من الابرياء في افغانستان ولبنان وافريقيا وغيرها اكثر مما قتل ابن لادن في نيويورك وغيرها واذا ما أراد المجتمع الدولي ان يكون ضميره نظيفا فعليه تقديم جورج بوش وادارته الى محكمة مجرمي الحرب ، مضيفا ان ما يعانيه اهالي غزة من الحصار والتجويع لم يكن الا بتشجيع وتدبير من بوش وادارته .

حوادث 11 ايلول/ سبتمبر من عام 2001 لم تنتهي بغزو  افغانستان  وازاحة الطالبان عن حكم تلك الدولة وتعيين حكومة جديدة يراسها حامد كرزاي فالحكومة الجديدة تتمة لحكومة افغانستان التي كان يراسها برهان الدين  رباني قبيل استلام الطالبان حكم بلادهم ، وعلى حسب راي خبير افغانستان الصحافي والكاتب الالماني بيتر شولا تور ، ان الطالبان ورباني وكرزاي امريكيون فرباني لم ينجز ما أملت امريكا عليه كما لم ينجز الطالبان مطالب امريكا وسيعود الطالبان لحكم افغانستان اذا لم يقم كرزاي بتأدية واجباته تجاه امريكا والغرب .

ولم تقع حوادث 11 أيلول/ سبتمبر 2001 بشكل عفوي بل لها اسبابها الرئيسية التي تعود بشكل اولي الى بحث الغرب عن عدو جديد  بعد انتصاره على الشيوعية في اوروبا وتحقيق انتصاره على الاتحاد السوفباتي السابق فعام 1989 كان نهاية الحرب الباردة التي تم الاعلان عن انتهاءها رسمبا في عام 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وجدار برلين وانتهاء الانظمة الشيوعية في اوروبا الشرقية بدأ الغرب بالبحث عن عدو جديد فوجد بالاسلام ضالته وهو ما أكده قائد حلف شمال الاطلسي / الناتو / السابق  جون كالفين الذي اشار بآخر مؤتمر صحافي عقده ببروكسل عام 1987 ان الحرب الباردة قد انتهت وكسبناها الا ان عودة الغرب باعلان حرب ضد عدوه التقليدي والقديم الاسلام سيبدأ من جديد ، ولما قيل له ان المسلمين متفرقون يقاتلون بعضهم البعض لاسباب تافهة ويعيشون في اجواء حرب داحس والغبراء والبسوس أكد بأن المسلمين سيجتمعون يقاتلون الغرب وينتصرون عليهم . وقد شمر الغرب عن ساعد الجد منذ انهيار الشيوعية وانتهاء الحرب الباردة لإنشاب حرب مع الاسلام فبدأت دعوات الحرب بين الثقافات في عام 1995  وساهم اللاعلام الغربي بالتحريض على العالم الاسلامي والتحذير من الاسلام كعدو يريد القضاء على اوروبا ، فما أن ارسل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين جيشه الى الكويت الا وبدأت التكهنات حول مغزى اعتداءه على تلك الدولة ، كان الصحافي والكاتب الالماني بيتر شولاتور اول من اشار الى حنين المسلمين بالعودة الى الخلافة وان صدام حسين يعد نفسه لاستلام منصب لخليفة وذلك في مقاله له نشرته مجلة / شتيرن / اثناء الحرب العراقية الثانية التي أسفرت عن طرد الجيش العراقي من الكويت . وبعد تحرير تلك الدولة دعا جورش بوش / الاب / الى قيام نظام عالمي جديد هذا النظام الذي تم وضع فيه الاسس الرئيسية لمحاربة الاسلام . ومنذ ذلك الوقت ظهرت الكتب تلو الكتب التي تتحدث عن خطر الاسلام على الامن والسلام الدوليين وخاصة في اوروبا . وأول من ساهم بالتحذير من الاسلام وتشويهه صحافيون من المانيا يدعون خبرتهم بهذا الدين وسياسته اضافة الى خبراء في الولايات المتحدة الامريكية في مقدمتهم صموئيل هونينغتون صاحب كتب حرب الثقافات فقد اكد في معهد الفريد هيرهاوزين عام 1995 بأن حرب الثقافات ستقع والمنتصر فيها الاسلام اذا لم يقم الغرب بمحاربته بشكل مرضي ليعود ويؤكدا في تشرين ثان / نوفبمر من عام 2001 ببرلين ان الحرب قد اندلعت بقيام اسامة بن لادن بالهجوم على الولايات المتحدة الامريكية .

وحوادث 11 ايلول/سبتمبر لها فائدتها فقد اظهرت حقد الغرب الحقيقي على الاسلام والدول الاسلامية ، فالغرب  كان زمن الحرب الباردة يغازل المسلمين ويحرضهم على الشيوعية وما ان كسب الغرب الحرب الا ان وانقلب على العالم الاسلام فهما مثل قول الأول :

يريك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب ومثل قول الآخر :

لا يغرنك من المرء قميص رقعه

او إزار فوق كعب الساق رفعه

اره الدرهم فانظر غيه او ورعه

فتلك الحوادث  وراء ظهور الاحزاب التي تطالب بحرب صليبية حقيقية ضد المسلمين ،  فإدارة الرئيس الامريكي / الابن / جورج بوش اول من دعت لهذه الحرب بان تكون اول طلائع للجيش الامريكي في كابول وآخرها في واشنطن فالفرق العسكرية الامريكية وغيرها في افغانستان اضافة الى احتلال العراق وتقسيم السودان انما هي جزء من الدعوات لهذه الحرب ، الاحزاب القومية المتطرفة  الى طرد المسلمين من اوروبا وقتال العالم الاسلامي نشيطة في الدول الاوروبية الصغيرة مثل الدانمارك وهولندا وبلجيكا والنمسا وقوية في الدول الكبيرة من اوروبا مثل المانيا وفرنسا وبريطانيا ايضا وما مجزرة النرويج التي راح ضحيتها يوم 22 تموز/يوليو من عام 2011  الحالي الا جزء صغير من الحقد على الاسلام . ومنذ عام 2001 لم يهدأ للمسلمين اي بال ، فاهانة الاعلام الغربي لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لا تزال ، والقرآن الكريم الذي شبهه زعيم  الحزب القومي الهولندي جيرت فيلدريز  بكتاب / كفاحي / لهتلر مستهدف لتزويره والنيل منه ، وحجاب المرأة المسلمة يعتبر شوكة في اعين مبغضي الاسلام .

حواث 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001 دخلت تاريخ الانسانية من بابه الواسع والحرب ضد ما يُطلق عليه بمنظمات الارهاب الدولية ستستمر حسب تأكيد المستشارة انجيلا ميركيل قبل يوم أمس الجمعة 2 ايلول / سبتمبر من عام 2001 مشيرة بكلمة القتها أمام حشد من مؤيدي الحزب المسيحي الديموقراطي على هامش الحملة الانتخابية في ولاية ميكلينبورج فوربوميرن ان الارهاب الاسلامي اشد خطرا على الكيان الصهيوني من خطره على الامن والسلام الدوليين ويجب محاربة هذا الارهاب لحماية ذلك الكيان .