الأسيرات.. ظروف اعتقال صعبة

ثامر سباعنة

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

لا يكاد يمر يوم علينا إلا وفيه أخوات لنا يطوي الزمان صفحات من أعمارهنّ وهنّ يقارعن سجانيهنّ ، ويسجلن صفحات من العز والمجد والعزيمة ، يكملن مشوار التحدي والنضال حتى في داخل غرف المعتقل وزنازين التحقيق .

 إن سلطات الاحتلال العسكري الإسرائيلي ضربت بعرض الحائط حقوق المرأة الفلسطينية المحرومة من حريتها ، وتعاملت معها دون أي قانون أو نظام ، وأذاقتهنّ أصناف العذاب والمعاملة القاسية والمهينة من ضرب وشبح وحرمان من النوم ومن الطعام ، وتهديد وشتائم وتحرش جنسي ، وحرمان من الزيارة ، واستخدمت معهن أبشع الوسائل النفسية والبدنية لانتزاع الاعترافات ، وسنتناول هنا جزءاً من هذه السياسة العنصرية ضد أسيراتنا.

العلاج :

إن إدارات السجون الإسرائيلية لا توفر طبيباً مقيماً بشكل دائم في عيادة السجن ، ولا تزال سلطات الاحتلال تماطل وأحياناً ترفض إجراء عمليات جراحية للنساء المصابات بأمراض تستدعي عمليات جراحية فورية ، فهناك أسيرات بحاجة إلى عمليات مستعجلة ونساء تعاني من أمراض نفسية ، ومن أمراض عيون وأذن وأسنان ، وإهمال طبي وحالات مرضية بدون رعاية والاعتماد على الأكامول فقط ولكل الحالات المرضية ، آلام في الظهر والحوض هي الآلام التي تعاني منها أغلب الأسيرات مع وجود التهابات مزمنة لدى البعض منهن ، وكذلك آلام الرقبة والظهر بسبب وضع الأسرّة الذي بات يشكّل شبحاً يقضّ مضاجعهنّ ، وهذا ما صرحت به أحلام التميمي باسمها وباسم أخواتها في الأسر واعتبرت أن الغفلة عن هذا الجانب سيؤدي لمخاطر كبيرة تضر بحياة الأسيرات ، بالإضافة إلى انعدام المرشدين والأخصائيين النفسيين خاصة أن أعمارهنّ متفاوتة وهنّ بحاجة لمزيد من الدعم والإرشاد.

الحقوق :

تحرم سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسيرات من أبسط الحقوق التي تمنحها لهنّ المواثيق الدولية ، هذه الحقوق الأساسية التي يستحقها المحرومون منحريتهم بغض النظر عن دينهم وقوميتهم وجنسهم وديانتهم ، وتشتمل هذه الحقوق على الحق في عدم التعرض للاعتقال العشوائي ، الحق في معرفة سبب الاعتقال ، الحق في الحصول على محامي ، حق الأسرة في معرفة سبب ومكان اعتقال الأسيرة ، الحق في المثول أمام قاضي ، الحق في الاعتراض على التهمة والطعن بها ، الحق في الاتصال بالعالم الخارجي ، الحق في معاملة إنسانية تحفظ كرامة المرأة المعتقلة ، بالإضافة إلى التضييق عليهن في زيارات المحامين حيث تتم عبر شبك وحاجز بلاستيك وشبك آخر ، بالإضافة إلى سياسة التفتيش العاري ،  والتعرض لهن من قبل الأسيرات الجنائيات الصهيونيات ، الأمر الذي دفع الأسيرات عدة مرات للتمرد على إدارة السجن وإعلان الإضراب عن الطعام .

الحياة اليومية :

ضيق مساحة الفورة ، وما يزيد مرارتها أيضاً أنها من جدران حديدية وهناك عازل يقوم بحجب أشعة الشمس عن الأسيرات في لحظاتهن البسيطة مع الحياة خارج غرف السجن ، ورفض إدارة السجن وضع أبواب للحمامات والاكتفاء بوضع قطعة قماش ، على الرغم من استعداد الأسيرات أن يقمن بشراء وتركيب هذه الأبواب على حسابهن الخاص ، كذلك الرطوبة المرتفعة داخل الغرف مع انعدام دخول أشعة الشمس والهواء للغرف بحكم إغلاق الشبابيك بسواتر حديدية ، كذلك انعدام التدفئة شتاءً ونقص في الملابس الشتوية والأغطية والتي يمنع دخولها  للأسيرات ، كما أن إدارة السجن تمنع الأسيرات من ممارسة الأشغال اليدوية كالتطريز والخياطة وغيره في كثير من الأحيان كأسلوب للعقاب والنيل منهن ومن صبرهن وصمودهن ، كذلك النقص في أجهزة التلفاز ، وتقوم إدارة السجون بتقديم الطعام غير الصحي في كثير من الأحيان من ناحية الجودة والكمية غير الكافية للأسيرات .

انقطاع زيارة الأهل ومنع بعضهن من الاتصال بعائلتها  من أصعب ما تمر به الأسيرة داخل الأسر ، إذ لا يكتفي الاحتلال باعتقال الأسيرة وحرمانها من حريتها إنما يستمر بسياسته العنصرية الظالمة ، فيمنع أهالي الأسيرات من زيارتهنّ بعدة حجج واهية ليزيد من معاناة الأسيرة وأهلها .

بالإضافة إلى التعرض للأسيرات بالشتم والإهانة وكذلك العقوبات المالية ، وأحياناً الضرب والتهديد بالعزل وتنفيذه كأسلوب عقابي مجحف بحقهن .