درسٌ .. ورسالة أخيرة.. لسفراء النظام السوري

درسٌ .. ورسالة أخيرة.. لسفراء النظام السوري

م. هشام نجار

najjarh1.maktoobblog.com

الإخوه والأخوات

يعتبر النظام السوري من الأنظمه القليله التي تعتمد على سفاراتها وقنصلياتها في الخارج كمراكز مكمله لأعمال قذره يقوم بها أربعة عشر فرعاً للمخابرات السوريه في الداخل . وللتذكير فقط فإن فرع المخابرات الموكل إليه التجسس على طلاب المرحله الثانويه هو غير الفرع الموكل إليه التجسس على طلاب الجامعات..وقيسوا  على ذلك.  

هذا وقد برز بشكل أوضح وعلى المكشوف دور سفارات النظام وقنصلياته في الخارج كأوكار مخابراتيه إضافيه للنظام خلال الثوره السوريه المطالبه بالحريه بعد أن خلع الشعب السوري بدول الإغتراب

برقع الخوف وبدأ بتنظيم مظاهراته الإسبوعيه في عواصم الشرق والغرب ومدنه الكبرى..وكأن النظام لم يكتف بأربعة عشر فرعاً أمنياً في الداخل تضم ١٢٠٠٠٠ عنصر يشاركون حتى لقمة اطفالنا برواتبهم وإمتيازاتهم ومكافآتهم السخيه لقاء كل عملية ترويع يقومون بها ضد أبناء الشعب السوري الأعزل

 فأكمل الساده السفراء وموظفيهم الدور في الخارج  وبدا هذا الدور واضحاً في كل من بريطانيا والمانيا والولايات المتحده حيث  تم إستدعاء سفير النظام في لندن من قبل وزير الخارجيه البريطاني موجهاً إليه تحذيراً صريحاً بمخالفة موظفيه المخبرين العرف الدبلوماسي بتوجيهم  تهديدات لمواطنين سوريين  ولعوائلهم في سوريا إن هم لم يتوقفوا عن تظاهراتهم ضد النظام. أما سفير النظام السوري في واشنطن السيد عماد مصطفى فقد ضبط شخصياً على أشرطة اليو توب وهو يتهجم على المتظاهرين في واشنطن وإعطاء تعليماته لشبيحته بالإعتراض بالإسلحه الجارحه لمتظاهرين سوريين في مدينة آلن تاون في ولاية بنسلفانيا حسب تقارير الشرطه وذلك ووفق ما ورد في رسالة صادره عن مؤسسة دعم الديموقراطيه في الدول العربيه موجهة لوزارة الخارجيه الأمريكيه  اعزائي القراء 

هذا هو العمل الرئيسي لسفاراتنا في الخارج حيث ان معظم موظفيها لايتبعون السلك الخارجي, بل يتبعون سلك المخابرات اما ما تبقى للساده السفراء والقناصل من عمل فهو لايتعدى سهرات الكوكتيل ببدلات رسميه سوداء وربطة عنق حمراء مع إنحناءة دبلوماسية للسيدات المدعوات وإبتسامة ظريفه على وجوههم البريئه

بقي درس حصل معي شخصياً يجب أن اقدمه بإفتخار لقارئي تقارنون بإنفسكم كيف كان سفراؤنا وقناصلنا يعاملون شعبهم في الخارج وكيف تحول النظام بكل كوادره العليا والدنيا إلى موظفين أمنيين ومخبرين  للتجسس على أبناء الوطن.

أعزائي القراء 

حصلت على الشهاده الثانويه في صيف عام ١٩٦١ وسافرت إلى إيطاليا لدراسة الهندسه الميكانيكيه في جامعة بادوفا. كانت سوريا قد إنفصلت عن مصر في ٢٨ إيلول/سبتمبر من ذلك العام .لم أكن ناصرياً ابداً بل كنت وحدوياً دائماً حزنت على الإنفصال ولكن حمّلت عبد الناصر مسؤوليته لديكتاتوريته التي كنت أمقتها ومازلت..كان أمثالي كثير يحملون نفس الفكر من الطلاب السوريين في إيطاليا وكانت سفارتنا في روما وقنصليتنا في ميلانو تعلمان ذلك .ولم أزر السفاره أو القنصليه لقضاء امر الاّ  وكنتُ موضع إحترام وما قدمت طلباً منطقياً الاّ وأجيب إليه رغم الإختلاف معهم بالإتجاه السياسي ,وما زرت وطني يوماً وقد طلبني سادة المخابرات لمقابلتهم  ...هل سمعتم ياسفراء اليوم وقناصله؟

ولكن دعوني أنتقل بكم الى الأعمق..ففي عام ١٩٦٢ قررت  في صيف ذلك العام مع أصدقاء لي زيارة أوربا على الدراجات الناريه من طراز لمبريتا المعروفه, كنا سته اشخاص على ثلاث دراجات ناريه 

وفي سويسرا  وعلى بعد ٣٠ ك.م من برن العاصمه إنزلقت الدراجه التي يقودها صديقي وكنت جالساً خلفه في منخفض يمر منه قطار وإرتطم رأسي في سكة القطار وسالت الدماء فوراً وكنت  في حالة حرجه جداً حسب وصف الأطباء,نُقلت على الفور إلى مستشفى قريب إجريت لي عملية سريعه إستدعت اربعين قطبة في رأسي ,وشاء الله لي أن احيا ,مكثت في المستشفى إسبوعين لإفاجأ في أحد الأيام بزياره غير متوقعه لسفير سوريا وقنصلها العام والملحق العسكري في زيارة إطمئنان عن صحتي قدموا لي خلالها هدية رائعه..لم تصدق عيني وأنا أتطلع في وجوههم وهم اعلى ثلاث شخصيات تمثل الوطن,شكرتهم بأعين دامعه.وبعد الإطمئنان عن صحتي وفي يوم مغادرتي المستشفى ارسل لي السفير سياره لنقلي للسفاره وهنك ودعني مع اركان السفاره ,ثم سلمني شيكاً حكومياَ بقيمة ٤٠٠ فرنك سويسري بسعر تلك الأيام ,قائلاً لي :إنها منحه بسيطه لمساعدتك للعوده إلى إيطاليا..ثم ربّت على كتفي متابعاً: شد حيلك ياهشام نريدك مهندساً ناجحاً,,

وأخيراً أجد نفسي قد أوصلت رسالتي لسفراء اليوم وقناصلهم وموظفيهم وشبيحتهم..ولأقول كلمة أخيره :الوقت يمضي سريعاً,ولابد للشعب ان يملك ناصية أمره قريباً ,وإن الشعب يدعوكم دعوة أخيره أن عودوا إلى ضمائركم وكونوا مع الشعب قبل فوات الأوان عندها لات ساعة مندم..وأختم بكلمة صادقة صريحه لأستاذ السفراء ومعلمهم السيد وليد المعلم وزير الخارجيه لأقول له: إذا كان لديك ياسيدي القوه لتحذف اوروبا من الخارطه..فتأكد تماماً انك لن تستطيع حذف الشعب السوري من خارطة الوطن...لإنه منذ اليوم هو سيد الوطن.

مع تحياتي..