عاجل إلى أساتذة الجامعات

د. محمد جمال صقر

[email protected]

يسخر منا أخلياءُ البال أحيانا بدعوتنا -معشر الدعاة إلى إقالة إدارات الجامعات والكليات الباقية من العهد البائد- إلى إقالة أساتذة الجامعات من أُسْتَاْذِيَّتِهِمْ، لأنهم كانوا أساتذة قبل ثورة 25/1، ومازالوا كذلك بعد الثورة! وإنما استعملوا في السخرية هذا المثال من حيث يستحيل أن يقال الأستاذ!

ألا فليعلموا أولا أن الأستاذ إنما يُؤَسْتِذُهُ تلامذته، فإذا أعرضوا عنه بادت أستاذيته كما بادت رئاسة المخلوع حين أعرض عنه شعبه!

ثم ليعلموا ثانيا أن الذي يقصدونه هو العالِمِيَّة لا الأستاذِيَّة؛ فلن يزال المرء عالما ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل! وأخشى أن يقع تحت هذه الحال البشعة، أكثر من يقصدون!

ثُمَّتَ ليعلموا ثالثا أن هؤلاء العلماء المستمرين، إنما يستوطنون معاملهم ومراكز أبحاثهم ومكاتبهم ومكتباتهم، أما أساتذة الجامعات فعلماء وزيادة، وفي هذه الزيادة اختلافنا؛ فنحاكمهم إلى قيم التعلم والتعليم والعلم الفردية والجماعية، ويحاكمونهم إلى قيم العلم الفردية!

ثمت ليعلموا رابعا أن دعوتنا إنما هي إلى إقالة المديرين لا الأساتذة؛ فلا يخلطوا بين الاثنين كما خلط بعض من أحببت أن أثني عليه، فقلت له: الأستاذ فوق المدير –وسَمَّيْتُ إدارتَه- فأبى! ولقد حدثت بعض الأساتذة عن إباء هذا الأستاذ المدير أن تكون أُستاذيَّتُه فوق مُديريَّتِه؛ فاستنكر!

ثمت ليعلموا خامسا أن مديري المؤسسة غير المؤسسة، وأنه إنما جنى على المخلوع من نفث في روعه أنه هو مصر وأن مصر هي هو؛ ففَرْعَنَه، فتَفَرْعَنَ، وصارت سنة بعده يبوء وينوء بوزرها ووزر من عمل بها في كل مؤسسة من مؤسسات مصر، إلى يوم الدين!

إن الأمر جد لا هزل فيه!

ولقد اطلعنا من بعض الكليات وما هي إلا دليل سائر الكليات، على نشاط إداراتها الفاسدة في معاهدة أولئك الأساتذة على مؤازرتهم في التغيير القادم، تَمَسُّكًا بكراسيهم المقدسة، وكَيْدًا لدعاة التغيير الإصلاحي -"وَلَوْ عَمَلُوا انْتِخَاْبَاْتْ هَبْقَى الْعَمِيْدْ بَرْضُوْ"، أو كما قال بعضهم، هداه الله وإيانا!- فأحببنا أن نعبر عن يقظتنا لتلك المؤامرات، ونحذر من المشاركة فيها أو التعويل عليها!

ينبغي أن نتذاكر مرارا مرارا كلما التقينا أو اختلينا، مطالبنا المؤثرة في هذا التغيير الإصلاحي القادم:

1         إقالة إدارات الجامعات والكليات الباقية من العهد البائد -ولو كانت صالحة- ومنعها من توليها لأول مرة بعد التغيير، وإتاحة توليها بعد ذلك.

2         استحداث إدارات مشهود لها بالكفاية والخبرة والنزاهة والأمانة وسعة الأفق.

3         إحاطة الإدارات المستحدثة من إجراءات التخطيط والمتابعة والرقابة، بما يعينها على عملها، ويحميها من الفساد والإفساد.

4         إشراك جميع أعضاء هيئات التدريس والهيئات المعاونة التي تدير أمورها هذه الإدارات، في أعمال التخطيط والمتابعة والرقابة.

5         منع استمرار الإدارات مدة أخرى متصلة بالمدة المنقضية، وإتاحة توليها بعد تولي غيرها، استثمارا لما يكشفه اختلاف الإدارات.

6         رفض كل إجراء يعطل تلك المطالب، بكل وسيلة رفض ممكنة لكل واحد منا، من الرفض الاعتقادي، إلى الرفض القولي، إلى الرفض العملي:

جَاْمِعَتِيْ

جَاْمِعَةَ الْقَاْهِرَةِ

هَلْ تَسْمَعِيْنَ صَرْخَتِيْ

أَنَاْ هُنَاْ طَاْلِبُ عِلْمٍ صَاْدِقُ الْمَطْلَبَةِ

مُضَيَّعُ الْمَكَاْنِ وَالْمَكَاْنَةِ

ثُرْتُ عَلَىْ نَفْسِيْ وَجِئْتُ كَيْ أَصُوْنَ ثَوْرَتِيْ

أَنَاْ هُنَاْ مُعْتَصِمٌ بِاللَّهِ تَحْتَ الْقُبَّةِ

مُعْتَصِمٌ بِعِزَّتِيْ

هَلْ تَكْرَهِيْنَ عِزَّتِيْ

هَلْ تَفْهَمِيْنَ ثَوْرَتِيْ

يَاْ غَفْلَتِيْ

جَاْمِعَتِيْ ظَاْلِمَتِيْ

تَظْلِمُنِيْ وقَبْلُ كَاْنَتْ مَوْطِنَ الْعَدَاْلَةِ

تَنْبُتُ بِالْفَنِّ وَبِالْعِلْمِ وَبِالْحَضَاْرَةِ

يَاْ صَحْوَتِيْ

جَاْمِعَتِيْ مَظْلُوْمَةٌ

فَاْقِدَةُ الْإِرَاْدَةِ

فَاْسِدَةُ الْإِدَاْرَةِ

وَقَدْ عَرَفْتُ مَنْهَجِيْ وغَاْيَتِيْ