كركوك.. "عروس" كرديتنا

 يوميات " يوم الغضب العراقي " 25 شباط 2011 -

ساحة التحرير ببغداد وكافة المدن العراقية 

كركوك.. "عروس" كرديتنا..‼

أبو ليث العراقي

" القدسّ عروس عروبتنا " .. قالها مظفر النواب ومضى في دروب الغربة والحنين .. واليوم يقول الطالباني جلال : كركوك .. قدسّ كردستاننا ..! القدس محتلة ولا تزال .. فمن يحتل كركوك ياسيادة الرئيس العراقي .. لم تكن كركوك يوما كردية .. ولم تكن كركوك يوماً عربية .. ولم تكن كركوك يوما تركمانية ..! كركوك عاشت وستبقى عراقية ..! ولديّ أحصاء 57 يقول ذلك ..! حاول صدام برعونته وغبائه أن يعطيها هوية عربية غالبة .. فأستنفر كل مكامن الطمع القومي لدى الساسة الكرد .. فوضعوها ضمن اجندتهم المستقبلية هدفاً عملوا على زرعه في قلوب ونفوس الشعب الكردي الطيب والبسيط .. ألذي لم تكن في أحلامه فكرة العيش المنفصل عن باقي أهلهم .. مقرونة بفكرة الأستحواذ على الأرض والثروة ، كل طموحهم كان العيش بأمن وأمان وحياة هانئة لا يعكّر صفوها طائرات الجيران الفرس والجيران ألترك وأهلهم العرب ..! ولكن طموح السلطة والثروة لدى قادتهم المعمّرين على طريقة معمّر بو منيار ، ستحيل أحلامهم الى كوابيس يتلاعب بتشكيلها البرزاني مسعود والطالباني جلال رئيس جمهورية كل العراق ..‼ الذي ينسى سياسة الثعالب ليلبس قميص ذئاب السياسة .. هذا الرئيس حاول ويحاول أن يغطي ذئبيتهُ بثعالب النكتة على نفسه وأهله الكرد .. ويلبس لبوس الوداعة والحياد .. لعلهُ بذلك يخدع باقي أهل العراق ..! ولكن لزلاّت اللسان فعل مشرط الجراح الذي ينفذ الى قلب وضمير صاحب اللسان الزال ..‼ كما زَلّ لسان المالكي نوري بوصف ديمقراطيته بالزائفة قبل أيام.

لا تجعل نفسكَ صُرصاراً .. لئلا يسحقك الآخرون .. حكمة قالها من قالها .. ألتزم بها ساسة عرب العراق اليوم .. وأدمنوا التمرّغ بترابها خشية ضياع كرسي تافه أو سحتَ مال لا ينفع يوم لا ينفع جاه ولا مال ألا من أتى شعبه بقلب شُجاع .. عرب السياسة أنشغلوا بمن يلوي ذراع الثاني ومن يكسرُ عظم الثاني ..! ومن يسبق بحفر قبر الثاني .. ، ونسوا أن السلطة والثروة مهما طالت وكبرت ستذهب كما ذهب الحُسني مبارك والعابدين زين تلاحقهما لعنات الفقراء وجلابيب العار ..! وتركوا لساسة الكرد اللعب عليهم وعلى تناقضاتهم وفق سياسة الفرص الذهبية التي لا تعوّض نحو مزيد من التمدُد والأستحواذ والتفرعن ..!

 الطالباني و البرزاني .. فهموا اللعبة جيداً .. وعرفوا متى تقرَع الطبل .. تحت شعار أضرب الحديد وهو حار .. المالكي محاصر بالخوف من فقدان ما ملكت أيمانه ، وعلاّوي أضاع الخيط والعصفور ، والحكيم يلعب بالفرصة المتاحة ، والجعفري يركب الموجة بلا مجذاف ، والهاشمي يؤدي فريضة أسقاط الفرض ، والنجيفي ضائع بين ضميره والكرسي .. والمطلك أستحلى فخ الخدمات ‼ وعادل عبد المهدي الغائب عن المشهد منذ شهر..!  خلا لكِ الجو .. فبيضي واصفري ..‼

أنا على يقين ان أهلنا الكرد المسالمين الطيبين  لن يسمحوا لنزعات السطوة والتمَلك أن تسرُق ما تبقى من أحلامهم .. وأن يعيدهم ساستهم المخلّدون الى قلق الغد ورُعب القادم من الأحداث .. فحياتهم وأمنهم ورغيد عيشهم مع تركمان العراق وعرب العراق .. وكركوك العراق ..! أتركوا كركوك تلملم محبتها وتآخيها بنفسها  .. أتركوا المدينة لوداعتها وطيبة أهلها .. ولا تزرعوا عبواتكم الناسفة بين زوايا حياة أهلها .. أتركوها تبني ما خرّبته أياديكم وايادي من سبقكم ..أتركوا كركوك مدينة المحبة الأزلية.. والتعايش الأزلي.. والنار الأزلية ..‼

اللعبة خطيرة .. والذي يلعب بالنار سيحترق بها قبل غيره..‼

سلمتم يا شعبنا المظلوم

الديوانية الجريحة