هل باتت دمشق مسرحاً للموبقات ومرتعاً لامتهان العراقيات

محمد فاروق الإمام

هل باتت دمشق مسرحاً للموبقات

ومرتعاً لامتهان العراقيات؟!

محمد فاروق الإمام

[email protected]

وصلتني رسالة إلى إميلي الخاص تحت عنوان (المغتربات العراقيات بأحضان الملاهي الليلية وزنزانة البعث السوري!) كتبتها (روان الناهي)، وهي كما تعرّف عن نفسها أنها عراقية تعيش في سورية منذ سنوات.

حوت هذه الرسالة معلومات مرعبة عن حالة المغتربات العراقيات في سورية وما يتعرضن له من ابتزاز وامتهان لشرفهن وأجسادهن من قبل المسؤولين السوريين ورجال الأمن، لقاء الفتات من المال أو منحهن الإقامة في سورية، استغلالاً لحاجتهن للعيش الذي يكفل لهن الكفاف.

ما جاء في هذه الرسالة التي تصر صاحبتها أنها ستكشف في قابل الأيام عن أسماء الرسميين السوريين المتورطين في هذه اللعبة القذرة مهما كلفها ذلك من ثمن وإن يكن الموت، فالأمور التي وصلت إليها العراقيات في دمشق أمر لم يعد ممكن السكوت عنها وقد بلغ السيل الزبى.

ما جاء في هذه الرسلة – إن صدقت مرسلتها – أمر يلوث سمعة سورية ويحط من كرامتها، لابد من الضرب بيد من حديد على مقترفي هذه الجرائم الأخلاقية التي لاتمت لقيم العروبة والإسلام بصلة، أو لشهامة الشعب السوري الذي كان على الدوام القدوة والإكبار والتقدير والاحترام، لما يتحلى به من نزاهة وكرم وشهامة وإباء وحسن ضيافة مشهود له بها، أقول لابد من الضرب بيد من حديد على مرتكبي هذه الفظائع مهما قوي سلطانهم وعلت مراتبهم.

لقد تحدثت روان بحرقة عما تتعرض له العراقيات في دمشق من امتهان لأجسادهن وشرفهن وعفتهن فتقول:

(يومياً تطرد السلطات السورية عشرات العراقيين خارج أراضيها بعد أن تمتص دمهم وتسرق نقودهم بطريقة (اللص المهذب)، قد لا يروق كلامي لكثير من فئات الوطن العربي وتحديداً الأشقاء السوريين الذين عاشرتهم ولا زلت أعاشرهم منذ سبع  سنوات، ولكن هل كلف ضابط الهجرة والجوازات في نقطة الوليد الحدودية نفسه بالسؤال عن سبب طرد فتيات في ربيعهن العشرين، فبدل أن يقوم بسؤالها عن سبب إبعادها أو الجرم الذي إقترفته تجده يجلس يثرثر ويقدم ما لذ وطاب لهن وكأنه لم ير جنس حواء قطعاً، وهذه حقائق شاهدتها بأم عيني وجاهزة للكشف عن أسماء هؤلاء الضباط متى ما اقتضى الأمر).

وتخاطب روان العراقيين قائلة:

(غالبية نسائكم المغتربات يا عراقيين تمتهن مهنة الدعارة العلنية في بلاد الشام، وتملأ الملاهي الليلية بمباركة ورعاية من المسؤولين السوريين).

وتتهم روان بعض العراقيين في المشاركة في هذا الإثم فتقول:

(وعلى سبيل المثال لا للحصر تخيلوا أن عضو برلمان بارز يتردد بإستمرار على بلد النفاق والشقاق (سوريا) ويصرف الملايين بالهبل ويحتثي الخمر، وهناك نائب رئيس تحرير صحيفة عراقية بارزة تمارس ابنته الدعارة علنا، وأيضا هناك حارس مرمى دولي سابق لمنتخبنا العراقي تمارس بنته هذه المهنة بشعار (الفن) ونفس الأمر ينطبق على لاعب دولي سابق زمّر قبل أيام مناديا بترشيحه لإتحاد الكرة وابنته تمارس هذه المهنة المبتذلة، لا بل هناك رئيس نادي جماهيري سابق يتاجر حاليا بهذه المهن عبر استثماره ملهى ليلي وزواجه من ثلاث نساء، ومخرج فني بارز حاليا يقوم بإخراج وإنتاج عشرات الأغاني عبر مؤسسته الفنية لإحدى القنوات الغنائية يمتهن هذه المهنة علنا... والأمثلة كثيرة على مدربين ورؤساء الأندية ومسؤوليين يأتون هنا ويقتطعون أجور بعثة وفودهم ويذهبون للتلذذ بنساء بأعمار بناتهم ونسوا إنهن أبناء جلدتهم).

وتضيف روان قائلة:

(لست بصدد كشف أسماء هذه الشخصيات التي سأكشف عنها في تحقيق مفصل مرفقا بالصور، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: إلى متى؟ نبقى مسخرة بيد سلطات وبلدان عمرها لم تتمنى الخير لعراقنا... فتخيلوا يا سادتي الكرام أن هذه الملاهي الليلية مرخصة حكومياً في سوريا وتشرف على حمايتها القوات الأمنية.. وعند الفجر يداهمون منازل الزبائن الذين خرجوا من الملهى الليلي ليلقوا القبض عليهم متلبسين مع النساء، ومن ثم تبدأ عملية (حلبهم) وسرق نقودهم بطريقة مهذبة تبدأ من الشرطي الذي يلقي القبض عليهم مروراً بضابط المركز الذي له حصة أيضاً، مروراً بالطبيب الشرعي الذي يؤكد سلامة الفتاة والشاب، ويكتب بتقريره الشرعي إلى القاضي عبارة: (لم يحصل إتصال جنسي) هذا إن حصل القبض المالي وإن لم يحصل فسيجعلوا من الفتاة (.....)، عملاً بمبدأ ((هل يستوي الذين يدفعون والذين لا يدفعون))، ثم يتم ترحيل النساء إلى سجن دوما والرجال إلى سجن عدرا لتبدأ لعبة السرقة من جديد عبر وصول المحامين للزنزانة التي يرمى فيها العراقيين، ومنهم من هو مشهور ومتخصص بقضايا الدعارة كالآنسة المصونة _ أكتفي بالرمز إلى الاسم دون ذكره وعدم نقل الكلمات الخادشة للحياء - (ن.أ) التي تتعامل سريريا مع القضاة، والمحامي الآخر (ع.س) الذي تعمل زوجته رئيسة نيابة وهي المخولة بتوقيع الورقة التي يفرج بموجبها عن الموقوف تحت بند (إخلاء السبيل تحت الحكم)، وبالتالي إما أن تدفع ويفرج عنك بأيام أو ترقد في السجن شهورا طوال، وبعد كل هذه المسرحية المثيرة تمارس عليك السلطة هيبتها وتطردك من بلادها بحجة (محاربة الفساد والدعارة) وكأن الملاهي الليلية المنتشرة بالمئات في دمشق لا علم للحكومة بها)!.

وتناشد روان العراقين قائلة:

(الله أكبر ... يا عراقيين إصحوا إنها مؤامرة كبيرة لإسقاط هوية بلد التاريخ والحضارات.. لتشويه سمعة بلد يحمل من المواهب والكفاءات الشيء الكثير... يجعلون من عراقنا مسرح للصراعات ويساهمون بضياع وسقوط نسائنا خلقيا!!).

وتختم روان رسالتها قائلة:

(أعلم جيدا إنني سأجد ملايين الأصوات التي تحاول إخماد صوتي، وسأتعرض لمضايقات المخابرات السورية، ولكن لو كان ثمن كلمة الحق رقبتي في بلاد الشام، فأهلا وسهلا بمن يريد أن يقطعها... وعهدا علي سأنشر قريبا بالصور فضائح لمسؤولين وآخرين كي يرتدع من لا رادع له).

أخيراً نقول - إذا صدقت روان بما تقول وما تدعي وتتهم - إننا نحذر أهل الحكم في دمشق ان يتوقفوا عن غمض عيونيهم عن هذا الذي يحدث، وترك الحبل على الغارب للفاسدين والفاسقين وملوثي شرف الحرائر العراقيات، اللاتي لجأن إلى الشام ليجدوا الصون والحماية لعفتهن وشرفهن، لا لتباع أجسادهن في سوق الدعارة والملاهي الليلية ودور الرذيلة، والمتاجرة بأعراضهن. وامتهان كرامة العراقيات امتهان لكرامة شقيقاتهن الشاميات!!