العنف والكراهية للأجانب وللشذوذ الجنسي

العنف والكراهية للأجانب وللشذوذ الجنسي

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين / ‏05‏/12‏/10 / عزت دراسة قام بها معهد جامعة مدينة بيليفلد  لبحوث العنف والعنصرية ومعاداة الشاذين جنسيا  ونفسيا الى أن ظاهرة الكراهية للاجانب والمعاداة للدين الاسلامي لا تكمن بأن الالمان غير المسلمين يعتبرون الاسلام خطرا على الحياة العامة في هذا البلد بل الى تطورات ازمة  السياسة الاقتصادية والمالية التي عصفت بالعالم منذ خريف عام 2008 وتأثرت بها بعض الدول الاوربية والخوف من تأثيرها السلبي في المانيا ايضا بالرغم من ان المانيا لا تزال تعتبر بمنأى عنها .

واشار المعهد بدراسته التي عرضها يوم الاحد من 5 تشرين ثان / نوفمبر  2010 الحالي بالبرلمان الالماني بأن مصدر الكراهية للاسلام ازدياد ظهرة الفقر لدى الطبقة الوسطى بأكثر من ظاهرتها لدى الطبقة الفقيرة وان العنصرية لم تعد تكمن بالطبقة الفقيرة فحسب بل تكمن بشكل ملموس بالطبقة الوسطى والغنية ايضا والكراهية للاسلام وازدياد القلق من المسلمين مصدرها الجهل بالاسلام وتأثير تلك الشخصيات المعروفة بالمجتمع الالماني ومعاداتها للاسلام قبل حوادث 11أيلول/ سبتمبر عام 2001 على المجتمع الالماني من خلال تأويلاتها  حول هذا الدين  مثل الصحافية اليزيه شفايتسر التي تعادي الاسلام بسبب موقفه من الشذوذ الجنسي وإصرارها بأن الاسلام يعادي حرية المرأة وتحذيرات من قبل بعض الشاذين نفسيا / على حسب قول المعهد / بأن المانيا يمكن أن يطلق عليها بجمهورية المانيا الاسلامية خلال السنوات القليلة المقبلة .

وحول المعاداة للاجانب والاتحاد الاوروبي بشكل عام فيؤكد المعهد ان الازمة المالية التي تعاني اليونان وايرلندا اضافة الى الازمة الاقتصادية اضافة الى المالية التي تعاني منها بعض الدول الشرق الاوربية والعضوة في الاتحاد الاوروبي مثل ليلتند وليتوانيا اضافة الى احتمال اعلان البرتغال افلاسها واستعداد الحكومة الالمانية بتقديم مساعدات الى اثينا ودبلن جعلت هذه الازمات  ازدياد التأكيد على ان تلك الدول تبتز المانيا  جراء اتهامات زعماء تلك الدول لبرلين بأنها وراء فقر تلك الدول كما ساهمت الازمتين المالية والاقتصادية التي اجتاحت المانيا خلال نهاية عام 2008 وبدأت بالانجلاء أواخر عام  2009 بخفض نفقات الالمان وخفض تبرعاتهم اضافة الى خفض عروض مجموعات الصناعة والاقتصاد رواتب مغرية على الموظفين الجدد . كما ان ظاهرة الفقر وصلت نسبتها خلال عام 2009 الى 16 في المائ بزيادة 3 في المائة عن عام 2008 وخاصة اولئك الذين يتقاضون رواتب شهرية تتراوح ما بين الـ 1500 و الـ 1900 يورو مضيفة ان ظاهرة المعاداة للاجانب تعتبر الاقل في ظاهرتها لاولئك الذين يتقاضون رواتب أدناها الـ 2300 يورو شهريا وما فوق وأكثر الذين يتقاضون رواتب شهرية قليلة هم من الاجانب في هذا البلد معتبرة تقاضيهم لرواتب قليلة احدى عوامل العنصرية في المانيا .

ورأى المعهد في دراسته انه منذ تشكيل حكومة انجيلا ميركيل الجديدة المؤلفة من المسيحيين والفيدراليين أواخر تشرين ثان / نوفمبر من عام 2009 ازدادت ظاهرة المعاداة للشاذين جنسيا . وعزت دراسة المعهد هذه الظاهرة الى ان الحكومة الحالية تعتبر من تضع حماية الشاذين جنسيا في المانيا وخارج المانيا نصب عينيها  وخاصة علاقات المانيا مع العالم  فوزير التنمية ديرك نيبيل  ومعه مسئول شئون ملف حقوق  الانسان لدى الحكومة الالمانية سكرتير الدولة في وزارة الخارجية الالمانية ماركوس لونينغ ينتقادان بشكل مستمر تلك الدول التي تلاحق في بلادها الشاذين جنسيا ويصر وزير التنمية ديرك على ان المانيا لن تقدم مساعدات تنموية لتلك الدول التي لا تعطي الشاذين جنسيا حقوقهم وانه منذ استلام جويدو فيسترفيليه حقيبة الخارجية واعلانه زواجه من صديقه مؤخرا كان وراء ازدياد المعاداة للشاذين اذ اصبحوا يتمتعون بحقوق اكثر من الاشخاص العاديين .

وطالب رئيس المعهد فيلهلم هايتماير الحكومة الالمانية ومعه الدوائر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بذل الجهود لتصحيح صورة الاسلام لدى المجتمع الالماني اكثر من حثهم الاجانب المسلمين بالتأقلم مع المجتمع الالماني اذ ان الاسلام لا يعتبر خطيرا على الحياة العامة اكثر من خطر تنامي العنصرية في المجتمع الالماني فالعنصرية وراء تدميير المانيا خلال الحربين العالميتين الاولى والثانية اضافة الى ضرورة انتهاج السياسة الخارجية لالمانيا سياسة مستقلة وتضع مساعداتها التنموية بشكل مستقل  بدون شروط فحماية الشاذين جنسيا يجب ان لا تكون شرطا لمساعدات المانيا لتلك الدول اذ اساءت تلك الشروط الى سمعة هذا البلد في العالم على حد قوله .