احذري من اللذواتي

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

هل تستطيع المرأة ، أي امرأة أن تنفذ كل ما تكتبه لها المجلات النسائية أو الزوايا المتخصصة بالمرأة تحت مسمى وصايا ونصائح وإرشادات ، من أجل أن تكون جميلة وحيوية ورشيقة و..و.. وذلك بدءاً من تصفيف الشعر إلى طلاء أظافر القدمين ؟!

 وهل الذين أو اللواتي أو اللواذي " المخنثون من الرجال والمسترجلات من النساء " .. ينفذن ما يقلنه للمرأة ؟

 وهل يكفي مالها ومال زوجها وأبيها أو مرتبها إن كانت ذات مرتب لاقتناء هذه الأشياء ؟

 وهل سيكون لديها الوقت الكافي ـ لو انشغلت بتطبيق هذه الوصايا والإرشادات ـ لتدبر شؤون بيتها وزوجها وأطفالها ، والقيام بما افترضه الله تعالى عليها ، وأداء واجبها نحو مجتمعها ووطنها ؟!

 إنني أشك في عقول " اللذواتي " يكتبون ، واللواتي يسمعن لمثل هذا الهراء ، وينغمسن في هذا الضياع .

 تقول السيدة نازك الملائكة الشاعرة المعروفة عن هذا النوع من المجلات : " إنها في أغلب الحالات مجلات أزياء لا تجعل للمرأة هدفاً أبعد من ملابسها وحقائبها وأحذيتها ، وهذه المجلات تعامل المرأة الحديثة معاملة جواري ألف ليلة وليلة " فتكتب لهن أمثال هذه العناوين المهينة :

 " سيدتي : ماذا تلبسين في رحلة بحرية ؟ أو " فساتين للصباح " أو " تسريحة للشعر بعد الظهر " أو " بأي ملابس تظهرين في حفلة العشاء " فما تلبسه في الصباح يختلف عما تلبسه في المساء وما يلبس في حفلات الرياضة يختلف عما يلبس بعد الظهر ، وثياب المنزل تختلف عن ثياب الخروج ، ولشاطئ البحر ملابس خاصة .

 وعلى المرأة المتوسطة أن تكون لها ملابس لكل هذه المناسبات ، وأن يكون لها أكثر من واحد لتستطيع التغيير والتبديل ، ولكل ثوب عقد خاص به وأقراط ، وأحمر شفاه ينسجم معه ، وحذاء وحقيبة ، واختصاراً للموضوع تجد المرأة أنها إذا أرادت أن تكون أنيقة كما تدعوها المجلات والإذاعات تجد أن الحياة كلها لا تكفي للأناقة " ..

 وهي بذلك تجني على عقلها وروحها ، وتدفع التكاليف الباهظة ، وتضيع وقتها ، وتصبح مستعبدة لدور الأزياء ، وتجني من وراء ذلك أضراراً صحية ونفسية وأخلاقية واجتماعية ، وليس يشرفها ولا يرفع من قدرها أن تصبح أنيقة ـ كما يزعمون ـ لتكون فتاة غلاف ـ أو فتاة إعلان ، أو ملكة جمال !!

 وأجدني وغيري ممن يشفقون عليها أردد مع الأستاذ نزار المؤيد العظم : " لقد جعلت المرأة دمية ! متى ترجع إلى مهمتها في صنع الأجيال " ؟؟