حول إخراج مسيحيي نينوى من ديارهم

وفاءً لعداس

لا تؤذوا رسول الله ولا تتفاقهوا على سيدنا عمر

زهير سالم*

[email protected]

لن نمل من الكتابة والتأكيد على أن ما يصدر عن هؤلاء ، الذين وُصفوا لنا بأنهم ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) ، لا يصدر باسم الإسلام الدين الرحمة  ولا باسم المسلمين أصحاب المشروع الحضاري المنتمي لكل العدل ولكل الرحمة والمساواة ..

لن نتوقف عن التأكيد أن تجاوزات بل انتهاكات هؤلاء لحقوق الإنسان وعدوانهم على حرمات الناس ، مسلمين وغير مسلمين ، تحت عناوين هي للجهل أقرب ، وبالظلم أولى ، ما هي إلا محاولة مكشوفة من الذين يوظفونهم ويحركونهم لتشويه المشروع الإسلامي الحضاري المعتدل ، وقطع الطريق على حامليه ، وتنفير المجتمعات المدنية والمسلمة منه ، وإعطاء الذرائع لقوى الشر العالمي من أصحاب الحلف ( الصفوي – الصهيوني – الصليبي ) للتآلب عليه ..

وسنظل نستنكر وندين ونشجب ما يمارسه هؤلاء الأدعياء اليوم باسم الإسلام الشريعة بحق المسلمين كما بحق غيرهم من المسيحيين وبشكل خاص ما يجري اليوم على مسيحيي نينوى من ظلم وإكراه وإخراج من الديار ..

دائما سنتمسك بأن مشروعنا الإسلامي المعاصر إنما يقوم على قاعدة عريضة كقاعدة ( صحيفة المدينة ) التي واثق عليها سيدنا محمد رسول الله أهل المدينة على اختلاف عقائدهم وأديانهم وأعراقهم . مشروعنا الإسلامي على كل الجغرافيا الإسلامية إنما يقوم على مجتمع مدني موحد يتساوى فيه كل المواطنين على أساس مواطنتهم فقط مهما اختلفت عقائدهم وأعراقهم .

نذكر هؤلاء الذين خرجوا على المسلمين اليوم يضربون برهم وفاجرهم ، لا يتحاشون مؤمنهم ولا ( يفون لذي عهد عهده ) أنهم إذ يعدون اليوم على مسيحيي نينوى فهم يرتكبون جرما بحجم  توجيه الأذى لسيدنا محمد رسول الله : ( فقد آذاني .. ) .

نطالبهم ببعض الوفاء لعداس أخي نصارى نينوى يمد يده بقطف العنب لسيدنا رسول الله في يومه الصعيب الرهيب .

ونقول للذين دأبوا على العبث بكلمات الله ، وبمصطلحات الشريعة السمحة ، لا تتحدثوا عن مصطلحات قبل سيدنا عمر منذ ألف وأربع مائة عام أن يتجاوز عنها حرصا على قلوب الناس وعقول الناس ووحدة صف توفر على الأمة ما تصرون اليوم بفعل فاعل على إقحامها فيه.  فإن كنتم كما تزعمون فقهاء فليس على مثل سيدنا عمر بن الخطاب تتفاقهون! ! ويسعكم ويسعنا ويسع كل أبناء مجتمعنا ما وسعه يوم حط الجزية عن تغلب يوم قيل له : إنهم منها يأنفون ..

عصر جديد بمجتمع جديد وعقد اجتماعي جديد و دائما كانت شريعة الله الأكثر سماحة و الأكثر يسرا والأوسع صدرا ..

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية