أيها الجزائريون ! على رِسلكم !؟

هل يُعقٓل أن يصبح بلد الشهداء والذي قال قادة جهاده عندما جاؤونا إلى المشرق العربي ، يُعرّفون بهويتهم : أنا مسلم، ثم عربي ، ثم جزائري !! 

هل يعقل أن الذين حفظوا أيقونة الجذور التي أنبتت الثورة : 

شعب الجزائر مسلمٌ  / وإلى العروبة ينتسب 

مٓن قال حاد عن اصله / أو قال مات فقد كذب !! 

هل يعقل أن مٓن ذاق حلاوة الاستقلال ، واستنشق عبير الحرية !؟ 

يضن على الشعب السوري بموقف شريف ، وكلمة مواساة ، ودمعة حزن ! 

المسلم لا يفعل هذا !؟ 

العربي يأنف من ذلك ! 

الجزائري لا يقبل بمثل ذاك !؟ 

نعزي أنفسنا بأن سلطة بو تفليقة لا تمثل الشعب الجزائري ، حتى لا نخسرهم في نفوسنا !؟ وهو الذي يقف إلى جانب الآ ثم الخبيث جزار الشعب السوري !؟

ولكن كيف نعزي أنفسنا ، وقد صار للصفويين جيوب في عقول بعض الجزائريين ، وأوكار يأوي إليها كل معطوب العقل ، خرب الفؤاد !؟ 

وهل يذبح السوريين إلا بشار وأسياده من نسل كسرى !؟ 

الله وحده يعلم كم بكينا شهداءكم ، وكم كان مبلغ حزننا على أطفالكم ونسائكم يوم كانت آلة حرب المستعمر تحصد الحرث والنسل ! 

يوم خطفت جميلة بوحريد جُنّ جنون العراقيين والمصريين والسوريين ، فمُثلت الأ فلام باسمها ، وسُميت الأ حياء باسمها ( كنا ننزل في الثمانينيات في بغداد بحي الجميلة ) وأُنشدت القصائد باسمها !! 

وحفظ طلاب مدارسنا الأشعار التي تشيد بالثورة ورموزها آنذاك : 

قليلٌ أن أزِف لك التجلّة - وأن أشدو بفضلك يابن بـلّه ! 

فأنت البدر في فلك المعالي - وصحبك لا عدمناهم أهِلّة ! 

فأعيدوا لنا دموعنا التي ذرفناها من أجلكم لأن أبناءنا في مضايا ، وإخواننا في ديالى بحاجة إلى من يبكيهم ، ويتفجع عليهم ! ودموعنا لم تعد تكفي لكثرة مصائبنا وأحزاننا !؟ 

وبصراحة البدوي الذي لم تخرب ضميره مدنية الغرب وتفسخ الشرق أقول ، وكلي أسى وألم : كدنا نكفر بكم لولا أن منّ الله عليكم بأمثال : أنور مالك !! رمز الشهامة في الجزائر ، وزهرة المروءة في حدائق ابن باديس ! 

** لا ألفين أحداً يقول : على رسلك ، فإنك قسوت ! 

فإن مانقاسيه ونعانيه أكبر من كل قسوة !؟

فقسا ليزدجروا، ومٓن يكُ راحماً - فلْيقْسُ أحياناً على مٓن يرحمُ !

وسوم: العدد 652