كفكف دموع زوجتك قبل أن تخسرها مع ثروتك

د. محمد رشيد العويد

الأسرة أولاً

بم تشعر، وكيف تتصرف- أخي الزوج- إذا عدتَ يوماً إلى بيتك، فوجدت زوجتك ممسكة بهاتفها وهي تُحادث رجلاً ؟!

لعلّك تغضب وتثور وتصرخ وأنت تسألها: من هذا الذي تُحادثينه؟!

- ماذا تتوقع أن يكون ردّها عليك ؟

هل يُمكن أن تكذب عليك فتقول لك: هذا أخي يُحدثني عن خِلافِهِ مع زوجته؟

أم أنها تسرع إلى إغلاق هاتفها وهي تخبرك أنه رجل يحاول أن يُعاكسها فكانت تهدّده بإخبار زوجها؟

- ردُّها الذي ستسمعه منها هو:

هذا رجل يخفف عني حُزني الذي سببته لي صباح اليوم حين صرت تصرخ في وجهي وتصفني بأبشع الصفات!

وحين تسألها من يكون هذا الرجل فإنها تجيبك: لقد قرأت إعلاناً عن رجال يقومون بكفكفة دموع النساء الحزينات لقاء 20 ديناراً في الساعة الواحدة!

لا أعلم كيف ستكون ردة فعلك، لكن الذي لاشك فيه أنك خسرت عشرين ديناراً دفعتها زوجتك، وساعة ضاعت في إنصاتها إليه كان يمكن أن تعتني فيها بشأن من شؤونك أو شؤون بيتكما، أو تصنع لك طعاماً أو حلوى تحبها مثلاً.

وليس بعيداً أن يحدث هذا عندنا في الكويت، كما حدث مثله في اليابان، حيث وظّفت شركة يابانية سبعة رجال أوكلت إليهم مهمة (كفكفة دموع النساء) مقابل مبالغ مالية.

ويمكن لليابانيات الاتصال بالشركة ليخترن واحداً من سبعة رجال وسيمين أطلقت عليهم (إيكيميسو) ليصل إلى المكان الذي تحدده لمواساتها، ومسح حزنها، وكفكفة دموعها.

ويبلغ ماتدفعه المرأة لقاء قيام أحد هؤلاء الرجال بتطييب خاطرها، ومداواة جراحها، وكفكفة دموعها: 65 دولاراً.

فيا أيُّها الرجال الكرام، أغنوا زوجاتكم عن اللجوء إلى من يواسيهن، ويأخذ أموالهن... اكسبوا حبهن، واسترجعوا مودتهن، بقيامكم أنتم بجبر خواطرهن، وإسماعهن مايسعدهن، وبمسح أحزانهن، وكفكفة دموعهن.

لاتتأخروا في الاعتذار منهن إذا قسوتم عليهن، ولاتترددوا في إدخال السرور على قلوبهن باصطحابهن لتناول وجبة شهية في مطعم، أو للقيام بنزهة في حديقة، أو على شاطئ البحر.

هاتِفوهُن إذا تركتموهن حزينات، وحادثوهن بما يُبدِّد عنهن أحزانهن، ويُفرح قلوبهن، قبل أن تتفاعل المشاعر السلبية في نفوسهن وتجعلهن مُبغِضات لكم، نافرات منكم.

أخي الزوج؛ كفكف دموع زوجتك قبل أن تخسرها مع ثروتك.

وسوم: العدد 668