ماذا أفعل بلسانها ؟!

د. محمد رشيد العويد

قال لي والضيق ظاهر في ملامح وجهه : لا أدري ماذا أفعل بلسان زوجتي ؟!

ابتسمت وقلت : لسانها طويل .. أليس كذلك ؟!

قال : أتمنى لو أستطيع أن أقصره !

قلت : كيف تقصره ؟ هل تريد أن تقطعه ؟!

قال : ليتني أستطيع !

قلت : ليس لسان زوجتك وحده طويلاً !

قال : تعني أن النساء جميعهن طويلات لسان ؟!

قلت : هي طبيعة في المرأة أخبرنا بها النبي  .

قال : إذن فأنا غير ملوم إن اشتهيت قطعه ؟!

قلت : لكن النبي حين أخبرنا بذلك أوصانا بغير هذا .

قال : بم أوصانا عليه الصلاة والسلام ؟

قلت : أوصانا بها خيراً .

قال : كيف ؟

قلت : في حديثه المتفق عليه يقول  ( استوصوا بالنساء خيـراً ، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه ؛ فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإنتركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيراً ) .

قال : ولكن النبي  لم يذكر اللسان في الحديث !

قلت : أما قال  ( وإن أعوج ما في الضلع أعلاه ) ؟

قال : هل يقصد  بأعلى الضلع اللسان ؟

قلت : أجل ، فقد قال ابن حجر رحمه الله في شرحه الحديث ( فيه إشارة إلى أن أعوج ما في المرأة لسانها ) .

قال : أحسب أن النبي  دعانا إلى التسليم بهذا حين حذرنا من محاولة التقويم لأنها ستؤدي إلى كسر الضلع .

قلت : أحسنت .

قال : وما المقصود بكسر الضلع ؟

قلت : فراق المرأة بتطليقها .

قال : أقال هذا ابن حجر أيضاً ؟

قلت : نعم ، لقد قال عن كسر الضلع : هو ضرب مثل للطلاق ، أي إن أردت منها أن تترك اعوجاجها أفضى الأمر إلى فراقها ، وتؤيده رواية الحديث فيصحيح مسلم ( وإن ذهبت تقيمها كسرتها ؛ وكسرها طلاقها ) .

قال : إذن فأنت تدعوني إلى الصبر عليها وعلى كلامها .

قلت : لست أنا من يدعوك إلى هذا بل النبي  هو الذي يدعونا نحن الرجال إلى الصبر عليهن والإحسان إليهن ، كما قال ابن حجر في قوله  ( استوصوابالنساء خيراً ) : الوصية بالنساء آكد لضعفهن واحتياجهن إلى من يقوم بأمرهن ، ومعناه : اقبلوا وصيتي فيهن ، واعملوا بها ، وارفقوا بهن ، وأحسنواعشرتهن .

قال : : جزاك الله خيراً ؛ لقد زدتني فهما لطبيعة المرأة وأرجو الله أن يعينني بهذا الفهم على العمل بوصية النبي  بالمرأة فأصبر على زوجتي ، وأرفق بها ،وأحسن عشرتها .

قلت : وحاول أن تستحضر هذا الفهم لطبيعتها حين تسمع منها ما يثير فيك الغضب عليها .

قال : صدق من قال إن الإنسان عدو ما يجهل .

قلت : اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، إنك أنت السميع العليم .

قال : اللهم آمين ، اللهم آمين .

وسوم: العدد 668