إيران وخطوطها الحمر في الشام والعراق

كشفت تصريحات ( علي سعيدي ) ممثل المرشد الأعلى في الحرس الثوري الإيراني ، عن حجم المراوغة وازدواج المعايير ، وازدراء القانون الدولي لدى قيادة الميليشيا الإيرانية حليفة الولاية المتحدة الأمريكية ، والمعترف بها كأحد الأدوات الأمريكية لفرض الهيمنة والنفوذ على دول المنطقة .

نقلت وكالة فارس الإيرانية عن السعيدي في تصريح له منذ يومين : إن سورية وفلسطين واليمن عمق استراتيجي لإيران !!

يدرك المتابع بداهة أن ذكر فلسطين في السياق هو إقحام الضرورة ، إقحام الدعوى ، والادعاء والمسوغ الذي يختبئ وراءها ممثل الحليف الأمريكي الأعلى في العدوان والإجرام ..

وحين يذكر السعيدي ( العمق الاستراتيجي ) ثم يتحدث عن دول ، لا تحدها مع إيران حدود ، ولا يربطها رابط ، فهو يفتح الباب لكل مدع متطرف مأفون ليقول مثلا إن البرازيل أو استراليا هي عمق استراتيجي لدولتنا العظمى وامبراطوريتنا الكبرى ، وإلا فماذا يربط سورية أو اليمن بإيران على الصعد الجغرافية والقومية والثقافية ؟!

قد يظن ظان أن السعيدي قد تجاوز عن ذكر العراق ولبنان ، لأنه لا يرى فيهما العمق الاستراتيجي المستعجل الذي يراه في سورية واليمن حيث تشارك إيران وميليشياتها المقاتلة الأمريكيين والروس حرب الإبادة ضد السوريين بشكل خاص . ولكن الحقيقة إن تجاوز ( السعيدي ) عن العراق ولبنان هو نوع من التأكيد الضمني أن هذين القطرين لم يعودا عمقا استراتيجيا لإيران ، بل أصبحا ، بفعل السياسات الدولية والأمريكية ،جزء بنيوية من الامبراطورية الإيرانية ، فعراق العبادي اليوم كما لبنان حسن نصر الله هما ولايتان إيرانيتان بكل الأبعاد ، ومن هنا ترفض إيران أن يكون في لبنان رئيس للجمهورية ، وتخص رئيس الجمهورية العراقي الكردي بمهمة التصديق على أحكام الإعدام ضد أحرار العراق ...

الأمر الأشد إثارة للاستغراب فيما أوردته وكالة فارس على لسان ممثل السيد خمنئي لدى الحرس الثوري الإيراني ( الميليشيا الأمريكية ) ( غير الإرهابية ) المبشرة بمشروع الحرية والعدالة وحقوق الإنسان ( الأمريكية بالطبع ) قوله : إن لإيران ثلاثة خطوط حمر في العراق ، وثلاثة خطوط حمر في سورية ..

أما التي في العراق فهي:

وحدة العراق . وحماية العتبات المقدسة . وحكم الأغلبية.

وأما التي في سورية فهي :

وحدة سورية . والدفاع عن مراقد أهل البيت . وحكم بشار ...

لماذا ترفض إيران حكم الأغلبية في سورية ؟!

وهل نحتاج إلى تعليق ....؟!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 679