هل توقف التاريخ أو تغير؟!

هل تعلمون أنّ "محمد على باشا"، الضابط العثماني الكبير الذي عهدت إليه الدولة بتحرير مصر من أيدي الفرنسيين، كان شيعيّا؟

وأنّ من الشيعة، البارزين في مصر حتى الأمس القريب، الشاعر الغنائي "أحمد رامي"، الذي طال تمنّيه أن يتزوج من "أمّ كلثوم"، وهي تتمنّع كسبًا لأن تُبدع عاطفته المتأجّجة قصائد تُغنّيها؟

وأنّ زوجة جمال عبد الناصر "تحيّة كاظم"، كانت شيعيّة ومن أصول إيرانية، وفد أهلها إلى مصر في تجارة السجاد؟ وأنّ من أسرتها اليوم الصحفية "شاهيناز كاظم"؟

أقول هذا لأؤكد أنّ الشيعة وأبناء سائر الطوائف والأديان، هم جزء لا يتجزّأ من فسيفساء المجتمعات العربية، يُثرونها ولا ينالون منها.

حتى اليهود كانوا مرحّبًا بهم، فبعض جيراننا بحلب، في "زقاق الزهراوي" ثمّ في "حيّ الجميليّة" (في أربعينيّات القرن الماضي)، كانوا من اليهود، وكانت بيننا وبينهم مودّات صافيات. ولا يفوتني أن أذكر أنّ في وسط حلب الشعبيّة، كان حيُّ "البَنْدرة" المؤلفً من حارتين متجاورتين، تُسمّى أحداهما "بندرة الإسلام" والأخرى "بندرة اليهود".

فمن أين جيء اليوم بأنّ الأكثرية متغوّلة تريد أن تفتك بالأقليّات؟

هل توقّف التاريخ، أو تغيّر؟!

وسوم: العدد 697