غطاء الشعر.. والحرب الثالثة!

رفضت الإرهابية الصليبية ماري لوبان المرشحة لرئاسة فرنسا أن تغطي شعرها لتقابل مفتي لبنان. وقالت إنها قابلت شيخ الأزهر، أكبر مرجعية إسلامية في العالم مكشوفة الشعر ولن تغير موقفها أمام المفتي اللبناني! بالطبع لن تستطيع الست الإرهابية الصليبية أن تكشف شعرها أمام بابا الفاتيكان أو أسقف كانتربري أو حاخامات اليهود! ثم إنها أعلنت أنها ستحارب ما تسميه الإرهاب الإسلامي، وأشادت بالسفاح بشار الأسد الذي يقوم بدور عظيم في محاربة هذا الإرهاب !

سلوك الارهابية الصليبية الممتلئ نرجسية وغطرسة وعنجهية أمر غير مستغرب، فالصليبيون الغزاة منذ الحملة الصليبية الأولى التي انطلقت من فرنسا لا ترى في المسلمين إلا مجرد عبيد وثنيين كفرة، تجب استباحتهم ونهب ثرواتهم واستنزاف أموالهم بوصفهم سوقا تشتري الغث والسمين بالأسعار التي يريدون. والإرهابية الصليبية لوبان تعلم أنها كلما ركلت المسلمين فهم لا يشكون ولا يضجون. كما تعلم مثل كل الصليبيين الهمج أن لقومها وكلاء في بلاد الإسلام يدافعون عن كل سلوك صليبي همجي يخالف المنطق والحق والإنسانية، وهؤلاء الوكلاء، سواء كانوا مسلمين أو غيرهم؛ لا يخجلون من إعلان التبعية والولاء لسيدهم الصليبي الهمجي، ولا يكتفون بذلك بل يحمّلون الضحايا المسلمين المسئولية عن السلوك الهمجي لسادتهم الصليبيين ويتهمونهم دائما بأنهم السبب لقصورهم وجهلهم وتخلفهم !

الصليبي الهمجي دونالد ترامب أو بطرس الحافي الجديد يتهم الاسلام والمسلمين بأنهم يهددون بلاده ويقتلون شعبه، ونسي المجرم الصليبي أن بلاده قتلت في العراق وأفغانستان والصومال وسورية واليمن وليبيا ملايين المسلمين الأبرياء دون ذنب اقترفوه، ورمّلت ويتّمت وأصابتْ ملايين المسلمين والمسلمات في الدول نفسها، ودمرت عشرات المدن والعواصم والحواضر التاريخية في بلاد الإسلام، وشردت شعبا بأكمله اسمه الشعب الفلسطيني من خلال قاعدتها العسكرية اليهودية النازية في فلسطين المحتلة!

إن الصليبي المجرم ترامب ليس بدعا في سلوكه وإجرامه، فهو حلقة في سلسلة متصلة من المجرمين الصليبيين الذين يحملون حقدا دفينا على الإسلام والمسلمين كل ما هنالك أن من سبقوه كانوا يلفون أيديهم في قفازات من حرير، أما هو فقد كشف يديه لتلوثها دماء المسلمين ويستلذ برؤيتها، وللأسف وجد وكلاء عربا ومسلمين سعداء به وبوحشيته وإجرامه، لأنهم يكرهون الإسلام وإن كانوا ينتمون إليه اسما!

يوم انتصرت الإرادة الشعبية في بلاد الربيع العربي، واستطاعت أن تزيح الوكلاء المزمنين والطغاة الظالمين، وبدا أن الشعوب العربية أخذت تمتلك لؤلؤة الحرية وزمام المبادرة، انبهر الصليبيون الهمج بما صنعه العرب المسلمون، وبعد أن تلاشت صدمة الانبهار فكروا في عملية مضادة استخدموا فيها المال العربي والمخابرات الإقليمية والصليبية؛ انتهت بالانقلابات والمذابح والمجازر التي نفذها وكلاء جدد، فكانت المهانة وكان العار وكانت الهزيمة، وحينئذ أدركوا أن الأمة في حالة انهيار، وكان طبيعيا أن تظهر من جديد على السطح تجليات التوحش الصليبي في فرنسا لوبان وافيون ، والنمسا خيرت فليدرز الذي وصف الإخوة المغاربة بالحثالة، وبريطانيا تيريز ماي، وأميركا ترامب وكلبه المجنون كما يسمى هناك جيمس ماتيس وزير الدفاع، بالإضافة إلى تقدم ملحوظ للتجليات الصليبية الهمجية في اليونان وسويسرا والمجر والدانمرك... لقد توقع الكاتب الهولندى إيان بوروما الأستاذ في كلية بارد، نشوب حرب عالمية ثالثة ولكن هذه المرة ستكون على المسلمين، مشيرًا إلى أنه إذا قوبِل كل المسلمين بالعداوة والإذلال من قبل إدارة أمريكية فسوف يصبح الإرهاب أسوأ بكثير، ومن السهل تخمين ما قد تفعله "حرب عالمية على الإسلام" بالسياسة القابلة للاشتعال في المنطقة العربية. وقال "بوروما"، في مقال له بعنوان "صليبيون جدد لا يميزون بين الإسلام والعنف الإسلاموي"، إنه لابد أن أولئك الذين ظلوا يقولون إن الإسلام، وليس فقط الإسلاموية الثورية، يمثل تهديدا قاتلا للحضارة الغربية، باتوا يشعرون بالرضا: فمن الواضح أن رئيس الولايات المتحدة وكبار مستشاريه يتفقون معهم في الرأي. في تغريدة له على موقع تويتر يقول الجنرال مايك فلين مستشار الأمن القومي (المقال) في حكومة الرئيس دونالد ترامب: "الخوف من المسلمين شعور عقلاني". كما صَرَّح ستيفن بانون، الرئيس التنفيذي السابق لشبكة بريتبارت نيوز اليمينية المتطرفة، وهو كبير المحللين الاستراتيجيين لترامب وعضو مجلس الأمن القومي، بأن الغرب "اليهودي المسيحي" يخوض حربا عالمية ضد الإسلام. وقد وعد ترامب بوضع "أمريكا أولا"، وهو شعار مستعار من الانعزاليين الأمريكيين في ثلاثينيات القرن العشرين، وأوضح "بوروما"، وفقًا لموقع "قنطرة" الألماني، أن العنصرية تدخل في تكوين الحمض النووي لشعار "أمريكا أولا"، ويقارن الكاتب بين هتلر وترامب "تحدث هتلر عن اليهود بوصفهم "جرثومة عِرقية" سامة. وكان عنوان أحد الكتيبات النازية التي وُزِّعَت على نطاق واسع "اليهود مثال طفيلي عالمي". وقد تحدث فرانك جافني، وهو شخصية نافذة في دوائر ترامب القومية  عن المسلمين باعتبارهم نوعا من "النمل الأبيض"، الذي يجّوف بنية المجتمع المدني وغيره من المؤسسات". أي إن تدمير المسلمين أمر واجب للدفاع عن الصحة الاجتماعية ليس احتمالا بعيدا" حيث لا تصح الحياة مع الطفيليات والجراثيم.  

ويكتب فيلمينج روز في ١٧/ ٢/ ٢٠١٧ عن ستيف بانون العقل المدبر لحظر سفر المسلمين لأمريكا ومنع دخول طالبي اللجوء السوريين؛ الذي اتّضح مدى اتساع نفوذه في البيت الأبيض، فقد شارك في كتابة الخطاب الافتتاحي، الذى تعهد فيه ترامب بإيقاف «المذابح» الدائرة في أمريكا، وانسحاب البلاد من النخبة العالمية، وإعادة بنائها على مبدأ «أمريكا أولاً». وفى مقالٍ افتتاحي بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، وُصِف بانون بأنه «الرئيس الفعلي للبلاد»، وظهرت صورته على غلاف مجلة «تايم» الأمريكية تحت عنوان «المتلاعب الكبير».

  ويضيف روز: جادل بانون بأن ترامب ليس سوى خطوة بداية في تمرّدٍ سيزداد عدائية على مدار السنوات القادمة، وبشكل ما أخبرني بانون أن ترامب لا يمثل الحل الحقيقي، لكنَّه نذيرٌ بما سيأتي في النهاية، قال: «انتظر فقط وسترى».

ترى هل يلمح الكاتب إلى الحرب العالمية الثالثة؟ يوضح روز ما يسميه  أساليب بانون اللينينية كالتالي: «أراد لينين تدمير الدولة، وهذا ما أريده أنا أيضاً، أريد أن ينهار كُل شيء، وأن أحطِّم المؤسسة الحالية بأكملها». ويضيف: كان أكثر ما أثار اضطرابي في حديثي مع بانون هو إيمانه الواضح بأن للعنفِ والحربِ تأثيراً مطهِّراً، وأنّنا قد نحتاج لهدم بعضٍ مما هو قائم أولاً لنبنيه مجدداً من الصفر... وباختصار، أخبرني بانون بيقين تام أن الغرب في حربٍ مع الإسلام. ومع ذلك كما يقول روبرت فيسك: فإن طغاة العرب يتودّدون لـ"عدو المسلمين"!

ترى هل تحل كوريا الشمالية مشكلات الصليبيين الجدد بالقنبلة الكهرومغناطيسية؟

الله مولانا. اللهم فرّج كرب المظلومين. اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم!   

وسوم: العدد 712