إذا كان بشار الأسد قويا ومنتصرا.. فلماذا ؟!

سؤال تردد كثيرا في إطار الحديث عن جريمة الحرب الكيماوية التي وقعت في (خان شيخون)  في الرابع من نيسان الجاري ..

سؤال طرحه سوريون وعرب وإيرانيون وروس بل وأوربيون منهم فرنسيون وبريطانيون وألمان : إذا كان بشار الأسد قويا ومنتصرا ...فلماذا يلجأ إلى اليكيماوي ؟!  ولماذا يقطع على نفسه هناءة  النصر ، ولاسيما بعد الاعتراف الضمني الذي حظي به من الرئيس الأمريكي الجديد ترامب ؟!

ونحن بدورنا نعيد نحن طرح السؤال نفسه ؛ ولكن  بالاستفهام الإنكاري وليس بالاستفهام التقريري .  الاستفهام الإنكاري الذي ينكر أن بشار الأسد ، الذي ما يزال يزعم أنه رئيس (جمهورية سورية) ، منتصر أو قوي ، بل هو كان ومازال في قرارة الضعف والذلة والهوان بل هو بمثابة وثن قيل فيه من قبل :

أرب يبول الثعلبان برأسه ..قد ضل من بالت عليه الثعالب

بشار الأسد الرئيس ، وبشار الأسد الفرد ؛ ليس قويا ولا منتصرا !! وإلا فكيف يكون الرئيس قويا ، وهو قد جعل بلده مباحا لكل من أراد أن يهب وأن يدب ، قوم في الفضاء ، وقوم على الماء ، وقوم على التراب ، وهو بضعفه وتهافته لا حول ولا طول ولا طاقة ..

لا يجيبنا ، من يجيب ، أن هؤلاء الذين يهبون ويدبون ، ما هبوا ولا دبوا إلا بإذن بشار وبالتحالف معه ، فليس عن هؤلاء في هذا المقام نسأل ..؛ وليس إلى هؤلاء نشير ، بل الحديث هنا ، عن أكثر من خمسين دولة هي دول التحالف الأمريكي في الحرب على الإرهاب ، كلها تصول وتجول في السماء السورية ، بغير إذن من بشار ، وبدون التنسيق معه ، بل خارج إرادته ، ورغم أنفه ، وانف حلفائه اصحاب ( اس 400 ) وأصحاب مائة ألف مقاتل بإمرة قاسم سليماني يدبون على الأرض السورية .

ثم الحديث هنا عن ألف مقاتل أمريكي ( هذا هو الرقم المعلن عنه ) يدبون على الأرض السورية ، رغم أنف بشار ، وعلى غير إرادة منه ، وهو لا حول ولا طول ولا قدرة على الإنكار .

ثم الحديث هنا ثالثا عن وحدات ومدرعات تركية من فرسان رجب طيب أردوغان ( أعدى اعداء بشار ) يدبون على الأرض السورية ، وبشار يغمس رأسه في الوحل لا عرف لديه ولا نكير . ولا يملك حتى أن يستنكر استنكارا جادا  أن تحتل قوات تركية 3000 كم من الأراضي السورية تمتد على عشرات من البلدات والقرى ..

ثم أيضا ليس قويا ولا منتصرا من ما يزال أكثر من نصف الأرض السورية خارج سيطرته ، وبعيدا عن منطقة نفوذه ..

ليس قويا ولا منتصرا من يعيش أكثر من ثلثي من يُسمى ( شعبه ) بعيدا عن سيطرته ، رافضا ولايته ، محاربا له ، بكل أنواع الحرب ، ولو بمنشور يومي ، يوقع فيه كل صباح بلعن القتلة والمجرمين ..

ومن جهة أخرى ليس قويا ولا منتصرا أي ( رئيس دولة ) يضطر أن يستعين بجيوش من خارج وطنه لتدعمه وتحميه . ولا أحد يقول إن هذا الدعم وهذه الحماية تتم لطول العنق وجمال العينين ...

ليس قويا ولا منتصرا ( رئيس أي دولة ) حين يعتمد في حماية وجوده ، وحماية أتباعه ، على فصيل حزبي خارجي ، كان الأصل في (الرئيس) لو كان رئيسا بحق أن يدعمه ويحميه ..

ليس قويا ولا منتصرا ( رئيس أي دولة ) يعتمد في وجوده على ميليشيات من المرتزقة يجندهم من اللاجئين  من جنود الهزارة وأمثالهم من المستضعفين المستغلين المحقونيين بالحقد الكاذب المهين ..

ألا يكفي أن نذكر أو أن نذّكر أن عضوية ما سمي بالقيادة الموحدة ، التي تشكلت للرد على العدوان الأمريكي فصائل مثل (زينبيون) و (فاطميون)، وكأنها جيوش عظمى تقف إلى جانب الجيش الروسي في مواجهة الجيش الأمريكي ؟!

ألا يكفي أن نذكر أنه لم يصطف مع الموقف الروسي في مجلس الأمن غير دولة واحدة هي بوليفيا ، ثم يقولون بشار القوي والمنتصر .

ندرك ، ويدرك بشار الأسد ، ويدرك كل عاقل مبصر ، ان كل هؤلاء الذين ذكرناهم جميعا ، هم يحاربون على سورية ، من وراء الأسد ، وأنهم سيجعلون من بشار الأسد وجبة ( صبوح ) أو (ريوق )أو (كسر صفراء) وإن كان الوجه الأصفر لا يكسر الصفراء ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 715