رسالتي لقضاة مصر إلا المئات منهم الذين لا زالوا برسالة الحق و العدل مؤمنين

لقد كنت حتى عام مضى زميلاً لكم حتى أخرجتموني من قريتكم و نزعتم عني وشاح القضاء الذي كان وساماً على صدري طيلة خمسة عشر عاماً قضيتها في سلك القضاء لا لأنني قمت بالإستيلاء على أراضي الدولة و لا لأنني تدخلت لدى دائرة في قضية منظورة أمامها و لا لأنني تلقيت هدايا بمناسبة عملي و لا لأنني قمت بالإستقواء بأوباما و لا لأنني وقفت على منصة تمرد أهتف بإسقاط رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة و نزيهة و لا لأنني تآمرت على الوطن و لا لأنني تسترت على أكبر مذبحة في تاريخ مصر و لا لأنني حضرت بياناً سياسياً تحاك فيه المؤامرات ضد الشعب المصري فكل هؤلاء قضاة عدول في نظركم بهم تشرف المنصة و تتباهى .....أخرجتموني من قريتكم لأنني كنت ضمن أشرف و أطهر و أنزه و أعظم قضاة مصر - و أنا أقلهم قدراً و شأناً و علماً و مكانة -  منّ الله عليهم فأصدروا بياناً يحافظون فيه على كرامتكم و هيبتكم و إستقلالكم فتركتم أسود قضاتكم تنهشها الكلاب و أنتم إما تشاهدون أو تشمتون أو تتباهون أو تطلقون السخرية و الإستهزاء بهم و تدّعون أنكم بهذا تطهرون القضاء !!!!!! أي تطهير هذا و أنتم لم تحاسبوا فاسداً أو ظالماً بل كرمتم كل فاسد و أعليتم كل ظالم بل و منحتموهم الألقاب و الأوسمة و النياشين فهذا قديس و هذا أسد و هذا أب روحي .

أكتب إليكم اليوم و قد هالني حزنكم بعد صدور تعديل قانون السلطة القضائية ، و تعجبت من عجبكم ، و صدمتني صدمتكم .

ماذا كنتم تنتظرون يا سادة ؟؟؟

ألا تعلمون أن سنة الله في خلقه أن يسلط الظالم على من أعانه .

ألم يدرك أحدكم أن الدور عليه لا محالة قادم ؟؟؟

ألا تدرون يا سادة أنه إن يُصرع أخاك تُصرع ؟

ألم تشعروا بذلك الظلم الذي إستشرى بأحكامكم ؟؟

** ماذا فعلتم يا سادة مع عبد المعز إبراهيم الذي تدخل لدى دائرة في قضية التمويل الأجنبي الشهيرة ؟؟؟ أجهضتم محاسبته من قضاة الإستقلال و رفعتوه على الأعناق و أنتم تهتفون الشريف أهو .

**ماذا فعلتم يا سادة مع عبد المجيد محمود الذي تلقى هدايا من مؤسسات صحفية بمناسبة عمله ؟؟؟ قمتم بتكريمه 

**ماذا فعلتم يا سادة مع أحمد الزند الذي ما أساء أحد إلى القضاء في تاريخه بقدر ما أساء الزند ؟؟ أطلقتم عليه الأسد و الرمز و الأب و إنسقتم ورائه بشعارات كاذبة حتى جعلكم في عداء مع الشعب غير مسبوق و أفقدكم ظهيركم الشعبي ..فأين جموع المصريين التي ساندت القضاة في عامي 2005 و 2006 و أربكت وزارة الداخلية حتى كانت شوارع وسط المدينة تُغلق تماما لمنع وصل جموع المصريين و إلتحامهم بالقضاة ما كان يشكل إحراجاً لنظام مبارك ..تلك الجموع التي كان شعارها  إن في مصر قضاة لا يخشون إلا الله ، و يا قضاة يا قضاة خلصونا من الطغاة ..هذا الظهير الآن معتقل بقراراتكم أو مقضي عليه بأحكامكم أو ينتظر مقصلة الإعدام ظلماً أو محال للمحاكمة العسكرية جوراً بقراراتكم.

** ماذا فعلتم مع من خرج مخاطباً الشعب : نحن الأسياد و من دوننا العبيد ؟؟ لا شيء

** ماذا فعلتم بشيخكم المقبور حامد عبد الله الذي حضر بياناً سياسياً يتآمر فيه على شعب مصر ، و يشارك في جريمة جنائية عقوبتها الإعدام بصريح النص ؟؟ لا شيء

**ماذا فعلتم لمحاكمة من إرتكبوا المذابح التي أودت بحياة الآلاف ؟؟ لا شيء 

** ماذا فعلتم في حالات التصفية الجسدية و أرواح الأبرياء التي تُزهق بدم بارد ؟؟ لا شيء 

** ماذا فعلتم في ظاهرة الإختفاء القسري و تلفيق التهم ؟؟ لا شيء 

** ماذا فعلتم مع من صادر أموال الآلاف عبثاً ؟؟ لا شيء 

**إنها لعنة الثرى المروي بالدماء في كل بقاع مصر بلا حسيب و لا رقيب ؟؟            

** إنها لعنة عيون و أطراف سبقت إلى الجنان تشكو للحق من ظلمكم  ؟؟     

** إنها لعنة أجساد تمرح فيه الشظايا ضاع حقها بسببكم ؟؟              

** إنها لعنة عيون باتت تبكي لوعة الفراق من طيشكم ؟؟      

** إنها لعنة أطفال يتمتهم يد الغدر و الخسة و لا زالت حرة طليقة ؟؟           

** إنها لعنة نساء حرائر رملتهم بنادق الغادرين  دون قصاص ؟؟                  

** إنها لعنة تراب رابعة الذي إختلط برفات شبابها و أنتم شهود ؟؟

ماذا فعلتم بالقاضي سعيد يوسف و دائرته التي أحالت قرابة الألف متهم إلى المفتي من أول جلسة بلا مرافعة ؟؟ لا شيء 

ماذا فعلتم بالقاضي شرين فهمي الذي قضى بالإعدام بتوقيع منفرد منه بدون موافقة عضوي دائرته ؟؟ لا شيء 

ماذا فعلتم مع من أرسل وفداً من النيابة العامة لمشاهدة مذبحة رابعة و كأنها مباراة لكرة القدم دون أن يحاكم مرتكبوها بل حاكم المجني عليهم ؟؟ لا شيء بل جعلتموه قديساً 

** ماذا فعلتم بالقاضي ناجي شحاته و آرائه السياسية التي أبداها صراحة في متهمين يحاكمهم ؟؟ لا شيء 

**ماذا فعلتم مع القاضي شعبان الشامي الذي أصدر حكماً بإعدام متهمين توفاهم الله منذ سنوات سابقة على الأفعال المنسوبة لهم ؟؟

ماذا فعلتم مع من أحال الآلاف للمحاكمات العسكرية على خلاف القانون ؟؟ لا شيء

ماذا فعلتم بشيخكم المقبور حامد عبد الله حينما أعاد دفعة تعيينات النيابة العامة من رئاسة الجمهورية بعد الإنقلاب ليستبعد 201 مرشح سبق موافقته عليهم بحجة الإخوان في تحدي صارخ للقانون ؟؟ لا شيء

**ماذا فعلتم بالقاضي الهالك نبيل بطرس و دائرته التي أحالت أشرف قضاة مصر إلى المعاش بدون مرافعة في أول درجة ؟؟ لا شيء 

**ماذا فعلتم بالقاضيين أحمد جمال الدين رئيس محكمة النقض السابق و أيمن عباس رئيس محكمة إستئناف القاهرة السابق بعدما أصرا في مجلس التأديب الأعلى على نظر دعوى إحالة قضاة البيان و قضاة من أجل مصر رغم سبق إبداء رأيهما بما يحول بينهما و بين نظرها ،، و بعدما رفضا تمكين هؤلاء القضاة من ردهم أو من الطعن بالنقض على حكم إحالتهم للمعاش ؟؟ لا شيء 

** ماذا فعلتم بالقاضي أحمد جمال الدين رئيس محكمة النقض السابق بعدما وضع قاعدة خصيصاً ليعيد وزير سابق في حكومة محلب لمنصة القضاء ( هو الأقرب الآن لإختيار السلطة التنفيذية ليكون رئيساً لمحكمة النقض بالمخالفة للأقدمية )رغم رفضة عودة المستشار أحمد سليمان وزير العدل الأسبق ؟؟ لا شيء

** ماذا فعلتم مع شيخ القضاة الحالي حينما رفض تنفيذ حكم القضاء الإداري بتمكين قضاة البيان من الطعن بالنقض على حكم إحالتهم للمعاش و لجوئه لعمل إشكال أمام محكمة الأمور المستعجلة ؟؟ لا شيء 

** ماذا فعلتم مع مجلس القضاة الحالي حينما وافق على عودة محافظ سابق خروجاً على القاعدة التي سبق وضعها ، و رغم رفض عودة المستشار أحمد سليمان وزير العدل الأسبق ؟؟ لا شيء .

..... 

**ماذا فعلتم مع من هتف في بهو دار القضاء العالي بإسقاط نظام الرئيس مرسي الذي ما فعل إلا مطلباً ثورياً ؟؟ لا شيء 

**ماذا فعلتم مع من أجلس متهمين و سياسيين على منصة الجمعية العمومية لنادي قضاة مصر ؟؟ لا شيء 

**ماذا فعلتم مع من فتح النادي لحركة تمرد لجمع توقيعاتها داخل نادي القضاة ؟؟ لا شيء

**ماذا فعلتم مع من حاصر مكتب النائب العام الأشرف في تاريخ مصر مدججاً بالسلاح ؟؟ جعلتم منهم أبطالاً يرفعون رايات النصر.

**ماذا فعلتم مع من شكّل لجنة للتلصص عليكم من ثلاثة قضاة الواحد منهم بدرجة مخبر نظامي درجة أولى و أصدر قراراً وزارياً و ألبسهم الياقات البيضاء و رابطات العنق الإيطالية و أقام لهم حراسة وزارة العدل في ذهابهم و إيابهم و تقاضوا آلاف الجنيهات شهرياً لمهمة وحيدة هو التلصص عليكم و كتابة التقارير فيكم و الواحد فيهم لا يصلح إلا أن يرتدي جلباباً ممزقاً ليعمل مخبراً بنقطة شرطة الباطنية ؟؟ لا شيء .

**ماذا فعلتم بالقاضيين الذين شاركا في إعداد قانون لمناهضة التعذيب ؟؟ أحلتموهما للمحاكمة التأديبية و كأن القضاة صار دورهم الدعوة إلى إنتهاك آدمية الإنسان 

................

&& و اليوم و قد وقع ما كنتم تخدعون أنفسكم بإستحالة وقوعه .و إستخف بكم من بعتم لأجله ذلك الشعب الطيب الذي تصدر أحكامكم بإسمه و خانكم من ناشدتموه ألا يخونكم ..هل لديكم القدرة على تعليق العمل بالمحاكم و النيابات مثلما فعلتم أيام الرئيس مرسي رغم أن عزل النائب العام كان مطلباً شعبياً ثورياً ، و اليوم حدثت الفاجعة الأعظم في تاريخ القضاء ؟؟ إلا إذا كان ذلك من مطالب عورة 30 كوبيا المجيدة .

**هل لديكم القدرة يا سادة على محاصرة مكتب شيخ القضاة الملاكي في أول يوم يتولى فيه العمل في 1/ 7 / 2017 ، مثلما فعلتم مع أشرف من جلس على كرسي نائب عام مصر.

** هل لديكم القدرة على ترديد مصطلح إسقاط النظام و الهتاف به في جمعيتكم العمومية ؟؟

هل لديكم القدرة على مناشدة ترامب كما حدث في عهد الرئيس مرسي ؟؟

هل لديكم القدرة على إرسال إنذار على يد محضر لقصر الإتحادية ، مثلما فعل الزند مع مجلس الشورى ؟؟

** هل لديكم القدرة على تكريم المستشار أنس عمارة على منصة الجمعية العمومية يوم 1 / 7 / 2017 و التهديد بإصطحابه إلى مكتب رئيس محكمة النقض بإعتباره هو الرئيس الشرعي كما فعلتم مع المستشار عبد المجيد محمود ؟؟؟

لقد خيبتم فيكم الظنون يا سادة ..أفيقوا .. إستيقظوا ..قوموا يا نيام 

لقد شاركتم في الإنقلاب على الرجل الذي إعتُقل عام 2006 من أجلكم و دفاعاً عنكم و عن إستقلالكم و كرامتكم

عفواً يا سيادة الرئيس محمد مرسي 

فقد مات الذي من أجله إعتُقلت

ضاع الذي من أجله أُسرت

راح الذي من أجله جُرحت

إنهار القضاء بأيدي القضاة و لا ألوم سواهم ...هانوا على أنفسهم و أهانوها ...غرّهم ذهب المعز فأعمى أبصارهم و بصيرتهم و أخافهم سيفه فأسكتهم عن الحق و نصرته....سلّموا أنفسهم لمن لا يرقب فيهم إلاً و لا ذمة ..

...الحمد الله الذي أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها و نحن على الحق ثابتين و بالعدل متمسكين و بقول الحق جاهرين من غير حول منا و لا قوة .

( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا *وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا )

وسوم: العدد 718