وثيقة للتاريخ

رسالة البروفيسور حامد ربيع ( رحمه الله ) الى حافظ الاسد في ثمانينات القرن الماضي

السيد الرئيس ... اسمح لنفسي أن أفتح صدري وأحدثكم بلغة صريحة واضحة لامواربة فيها :

الى متى تظل تلعب هذا الدور غير الايجابي والمخرب في الوطن العربي ؟؟ هذا الدور الذي ظل خافياً علينا والذي كنا نتساءل عن حقيقته حتى بدا واضحا للعيان لاغموض فيه ؟

دعني سيدي أحدد مجموعة من النقاط الاساسية :

اولا :

قيادة الطائفة العلوية ، عقدت مؤتمرها في 18 / يوليو / 1963 في حمص وقررت ضرورة التخطيط على المستوى البعيد لتأسيس الدولة العلوية وجعل عاصمتها حمص .

ثانيا :

عندما منعتني سلطاتك من الدخول الى سوريا بدعوى ان جواز سفري المصري يحمل تأشيرة عراقية ، هل تعلم سيدي ظروف ذلك ؟؟

لقد دعتني الحكومة الليبية لكي أقوم بالاعداد لمحاكمة دولية للمسؤولين الاسرائيليين عن مذابح صبرا وشاتيلا ، وبعد ان درست الموضوع وناقشت تفاصيله مع كبار رجال القانون العالميين ، وجدنا انه من المحتمل أن تثار اثناء المحاكمة مسؤليتكم عن مجازر تل الزعتر ، ولذلك رأيت من المناسب عقد اجتماع مع المسؤولين لديكم في دمشق وابلغتهم بذلك ، وكان معي ايضا نائب محكمة ( رسل الدولية ) واثنان آخران من كبار المسؤولين ،، ووصلت الى دمشق في الوقت المحدد ولكنني وجدت الباب مغلقا في المطار وكان علي أن أعود عقب ليلة قضيتها في المطار ..

من يدري لماذا ؟؟

هل هو التهرب من المسؤولية !!!

ام انه الخجل الذي صبغ وجوه رجال حزبكم الذين يتحدثون عن القومية العربية ؟

كل هذا اتركه وأقتصر على رصد الوقائع التي لاتستطيع سيدي الرئيس ان تتخلى عن مسؤوليتك بخصوصها ، وهي :

• * لماذا تم التخلي عن الجولان عام 1967 ،، ولماذا جرى احباط الهجوم العراقي على اسرائيل عام 1973

• * لماذا سمحت بمذابح تل الزعتر عام 1976

• * ماهي حقيقة اهدافك من تفتيت الحركة الوطنية اللبنانية

• * اين حدود اللعبة مع اسرائيل بخصوص اقتسام لبنان

*• كيف تفسر الطعنة التي وجهتها للعراق في حربه مع ايران

• * ماهي حقيقة اللعبة التي مارستها في مواجهة المقاومة الفلسطينية أثناء حصار طرابلس ؟؟ وكيف كنت تخطط لقواتك بالاتفاق التام مع البحرية الاسرائيلية لأستئصال الوجود الفلسطيني في لبنان

ان سياستك سيدي قد حققت جميع اهداف اسرائيل بما لم بفوق حلم بن غوريون .

ان سياستك سيدي قد ادت الى ثلاث نتائج اكثر خطورة :

اولا :

انك اضعفت الجسد العربي في جميع اجزاء المنطقة .

ثانيا :

ادخلت قوى غريبة في المنطقة لتكون لها كلمتها في الصراع حول مستقبل المنطقة ، فهل تستطيع ان تنكر ان الوجود الايراني يمثل متغيرا جديدا ، وهو ليس في صالح الامة العربية ؟؟

ثالثا :

فرضت على القومية في سوريا الانكفاء على الذات ، حيث اصبحت الشعوبية هي المحور الحقيقي في التعامل مع المستقبل العربي ،،

فهل هذا ماتريده سيدي في الزمن البعيد ؟؟

معذرة سيدي الرئيس من قسوة اللغة فأيماني بهذه العروبة ، هو وحده الذي جعلني اسطر هذه الكلمات .

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

ملاحظة لمن لايعرف حامد ربيع

الأستاذ الدكتور حامد تيسان عبد الله ربيع عبد الجليل ولد في صعيد مصر (1925 – 1989)

حامد ربيع من ابرز علماء الستراتيجية العرب

من ابرز المدافعين عن القومية العربية والحضارة الاسلامية

وهو من اشد المعادين للصهيونية واسرائيل

التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة وتخرج فيها سنة 1364هـ/1945م

1. حصل حامد ربيع في مسيرته العلمية الطويلة على خمس رسائل دكتوراه

2. اثنتين من باريس،

3. وثلاث من روما،

4. وست دبلومات في تخصصات مختلفة

5. ، حيث حصل على الدكتوراه في علم الاجتماع التاريخي مع التخصص في مجتمعات البحر المتوسط، من جامعة روما في صفر 1370هـ/نوفمبر 1950م،

6. ونال الدرجة نفسها في فلسفة القانون مع التخصص في النظرية الاجتماعية بعد عدة أشهر في ربيع الآخر 1370هـ/يناير 1951م.

7. وحصل على درجة الدكتوراه في العلوم النقابية مع التخصص في اقتصاديات العمل في شوال 1373هـ/يونيو 1954م،

8. كما حصل على درجة الأستاذية في القانون الروماني في رجب 1375هـ/فبراير 1956م،

9. ثم نال درجة دكتوراه الدولة في العلوم القانونية من جامعة باريس في جمادى الآخرة 1379هـ/ديسمبر 1959م،

10. ثم درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة باريس أيضا في 1383هـ/1963م، ودرجة "الأجريجاسيون" من الجامعات الفرنسية.

ونظرا لهذا الكم الكبير من رسائل الدكتوراه التي حصل عليها حامد ربيع،

11. فقد كانت الجامعات المصرية والعربية والعالمية تطمح في أن يقوم بالتدريس فيها؛

12. ولذا قام بالتدريس في عدة جامعات منها: جامعة القاهرة حيث كان أستاذ كرسي النظرية السياسية بها،

13. وكذلك جامعة باريس،

14. وجامعات دمشق

15. والجزائر

16. وبغداد

17. والكويت

18. والإمام محمد بن سعود الإسلامية،

19. وجامعة ميتشيجان الأمريكية.

ويذكر أن أ. د. حامد ربيع ـ رحمه الله ـ قد اغتيل على يد الصهيونية العالمية في بيته.

وسوم: العدد 718