استهداف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هو استهداف لهذه الهيئة العلمية الإسلامية

استهداف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هو استهداف لهذه الهيئة العلمية الإسلامية واستهداف للإسلام  بشكل مباشر وصريح

 لقد كان حلول الرئيس الأمريكي ترامب بالعاصمة السعودية لعنة حلت ببعض الأنظمة التي بات زعماؤها يرددون مقولاته الطافحة بالحقد على الإسلام والمسلمين . ولقد بات من المؤكد أنه قد نزل بالرياض مهددا هؤلاء الزعماء بعدما ابتزهم ماديا وصادر منهم ثروة هائلة تحت طائلة التهديد دون شك . ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى إملاءات منها استهداف الإسلام من خلال هيئة علمائه وعلى رأسهم فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي  المقيم بدولة قطر . ومعلوم أن كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين قد اتخذت قرارا مفاجئا بقطع العلاقات مع دولة قطر  بسبب تصريحات منسوبة إلى أميرها والتي مفادها وقوفه  إلى جانب دولة إيران الشيعية، وهو تصريح نفت دولة قطر  صحته  وأنه تصريح ملفق  جاء نتيجة قرصنة موقعها الإعلامي لدس هذا الصريح واتخاذه ذريعة لقرار قطع العلاقة معها لأغراض  . ولقد صدر عن وزير خارجية السعودية ما يوضح الغرض من قرار قطع العلاقة مع قطر حين اشترط عليها لرفع الحظر عنها أن تتخلى عن دعم حركة المقاومة الإسلامية حماس . ومعلوم أن اتهام هذه الحركة بالإرهاب هو قولة صهيونية صرح بها الرئيس الأمريكي في لقاء الرياض دون أن يعترض عليه أحد من الحاضرين ، وقد أكد تصريحه هذا أن ما صدر عن وزير الخارجية السعودي في حق حركة حماس كان إملاء ألزم به تحت طائلة التهديد من أجل خدمة الصهاينة . ومما يؤكد أن الأمر يتعلق  بإملاءات أمريكية  أمليت على  بعض الذين حضروا قمة الرياض القرار الذي صدر عن الأنظمة المصرية والسعودية والإماراتية والبحرينية بوضع رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين على رأس لائحة الإرهاب هو و58 شخصية إسلامية من دول عربية  فضلا عن 12 هيئة وجمعية من  الجمعيات المشتغلة بالأعمال الخيرية . وبهذا القرار تبينت خيوط المؤامرة المحبوكة  ضد دولة قطر الداعمة للمقاومة الفلسطينية الإسلامية حماس ، وقد تم حبكها في إسرائيل  وتقديمها من طرف الرئيس الأمريكي في لقاء الرياض ، وفرضها على أنظمة تلك الدول العربية نكاية  في العروبة  والإسلام حيث يتولى العرب والمسلمون ملاحقة علمائهم واتهامهم بالإرهاب وبالدعوة إلى الإرهاب وتمويله، وذلك من أجل أمن واستقرار وطغيان وهيمنة الكيان الصهيوني على منطقة الشرق الأوسط بخيراتها وثرواتها  عن طريق التلويح بالتهديد  الصريح من طرف الولايات المتحدة الداعمة لهذا الكيان السرطاني بلا حدود . ولقد استهدفت  أنظمة مصر والسعودية والإمارات والبحرين خيرة الدعاة والعلماء  وذلك لممارسة الإرهاب الممنهج على شعوبهم وشعوب الدول العربية  الأخرى  والتي تكن الاحترام والتوقير  لعلمائها ودعاتها. ولقد باتت لعبة  استهداف  علماء الأمة مكشوفة وصارخة  ومخجلة في نفس الوقت ، وتأكد بما لا يدع مجالا للشك أنه إملاء أمريكي صهيوني تحت طائلة التهديد والوعيد . ولقد انتدبت الولايات المتحدة النظام المصري وهو نظام انقلابي انقلب على الشرعية والديمقراطية بشكل صارخ لم يدنه العالم لأنه تخطيط وتدبير صهيوني يروم ضمان أمن وسلام كيان غاصب محتل . ومعلوم أن دولة الإمارات لم تخف دعمها لهذا الانقلاب نكاية في معارضيها المتأثرين  بفكر حركة الإخوان المسلمين  حسب اعتقادها. والملاحظ أن الأقطار الأربعة تتوجس من  فكر الإخوان الذي لا يقر بالاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين والأراضي العربية المحتلة،  وهو فكر ليس حكرا على هذه الجماعة بل هو فكر كل مسلم في كل بقاع العالم . ولقد اتضح الغرض من استهداف دولة قطر التي تحتضن علماء ودعاة لا يقرون بالاحتلال الصهيوني و يدعون إلى تحرير الأراضي المغتصبة وعلى رأسها القدس الشريف حيث  المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين . وأيما عالم لا يدعو إلى ذلك يكون مسؤولا عن علمه يوم الوقوف بين يدي الله عز وجل ، وعما عمل به ،فيكون إما صادقا في الجنة أو كاذبا في النار، وقد قيل عنه في الدنيا أنه عالم ولم يكن سوى مرائيا يرائي الناس بعلمه . وبيان المؤامرة أن الانقلاب الذي حدث في مصر كان عبارة عن طبخة إسرائيلية أمريكية بتمويل خليجي لقطع الطريق على حزب الحرية والعدالة المصري المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين ، وهو حزب من المؤكد رفضه للاحتلال الصهيوني  وللسلام الكاذب الذي يتذرع به وهو مستمر في مصادرة أراضي الفلسطينيين وبناء مستوطناته . ومن مصلحة متزعم الانقلاب وهو عبارة عن دمية نصبها الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية لتنفيذ خطة تحقيق السلام والأمن لهذا الاحتلال من خلال تضييق الخناق على المقاومة  الفلسطينية خصوصا حركة حماس عن طريق التلويح ضدها بتهمة الإرهاب وضد كل من يدعمها ماديا ومعنويا  بنفس التهمة . ومصلحة متزعم الانقلاب هي تبرير جرائمه ضد معارضي انقلابه على الشرعية والديمقراطية ، وتبرير ملاحقتهم ظلما وعدوانا والتنكيل بهم وسجنهم في سجونه ومعتقلاته الرهيبة التي تعتبر وصمة عار على جبين الضمير العالمي الساكت عليها سكوت الشيطان الأخرس . ويريد متزعم الانقلاب أن يخرس كل صوت معارض له خصوصا إذا كان صوتا إسلاميا لأنه سيفضح تآمره مع الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية ومع أنظمة خليجية بات تحت التهديد  من طرف  هذه الإدارة التي زعزعت أمن واستقرار دول في المنطقة واتخذت من ذلك بعبعا لتخويف تلك الأنظمة التي تعول في حماية أمنها على هذه الإدارة المتعجرفة . ولقد باتت لعبة تنظيم داعش مكشوفة حيث عمدت الولايات المتحدة وحلفاؤها وعلى رأسهم الكيان الصهيوني إلى استبدال مرتزقة منظمة بلاك ووتر التي شاركت في تدمير العراق ، ولعبت دورا في إثارة الفتن فيه بعصابات إجرامية تتقنع بالإسلام وكان الغرض من ذلك النيل من الإسلام من جهة ، و ومن جهة اتخاذ تلك العصابات ذريعة لاتهام كل من يرفض الاحتلال الصهيوني بأنه يلتقي معها إيديولوجيا ،ومن ثم يكون إرهابيا مثلها . ومعلوم أن محاربة عصابات داعش الإجرامية اتخذها الكثيرون ذريعة لتحقيق أهدافهم إما أهداف الاحتلال كما هو الشأن بالنسبة للكيان الصهيوني أو أهداف تصفية الخصوم السياسيين كما هو الشأن بالنسبة لمتزعم الانقلاب في مصر وطاغية سوريا  أو أهداف توسعية وطائفية كما هو الشأن بالنسبة لدولة إيران الشيعية وحشودها في العراق ومرتزقتها في لبنان . ولقد قدمت عصابات داعش الإجرامية خدمة كبرى للاحتلال الصهيوني والاستبداد العربي الراغب في التطبيع معه على حساب كرامة الأمة العربية وعلى حساب دماء شهدائها ، وهذه الخدمة تؤكد  دور اليد المخابراتية في صناعة هذا التنظيم الذي تلفظه الأمة الإسلامية قاطبة وتتبرأ منه والذي تفضحه جرائمه البشعة ضد الأبرياء في كل مكان وتؤكد براءة الإسلام منه . ولا يوجد عالم من علماء المسلمين يقر هذا التنظيم على أفعاله الشنيعة وفظائعه المستهجنة . ومعلوم أن أكثر المتضررين من جرائم هذا التنظيم الإجرامي هم المسلمون سواء الذين يقتلون أو يعذبون أو يشردون أو الذين تشوه سمعتهم ويجعل اعداء الإسلام يصنفونهم معه في إجرامه وهم من إجرامه براء . ولم يكن فضيلة العلامة يوسف القرضاوي يوما مؤيدا لتنظيم داعش الإجرامي ولم يكن العلماء والدعاة  الذين يستهدفون اليوم من طرف مصر والسعودية والإمارات والبحرين كذلك أبدا . والحقيقة التي يراد تضليل الرأي العالمي عنها هي تعمد عن خبث ومكر تشبيه توجه وإيديولوجيا عصابات داعش الإجرامية بفكر علماء الأمة المخلصين من أجل صرفهم عن الدفاع عن استقلال أرض فلسطين ومقدساتها . إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرفض ويدين عصابات داعش الإجرامية تماما كما يدين العصابات الصهيونية الإجرامية . وعلى الأمة الإسلامية والعربية الدفاع عن علمائها وإفشال مخطط استهدافهم بكل الوسائل المتاحة . وعلى دولة قطر أن تظل على موقفها المشرف من القضية الفلسطينية ومن احتضان علماء ودعاة الأمة ، وألا تخضع لابتزاز وتهديد الإدارة الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني بلا حدود ولا تحفظ  . وعلى الأنظمة الخليجية المستهدفة للعلماء والدعاة والمنظمات الخيرية أن تحتمي  خيرا لها بشعوبها وبالأمة العربية والإسلامية من تهديدات الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، وأن تتراجع عن الانبطاح أمامهما لأن التاريخ سيسجل عليها تخليها عن قضية الأمة  المركزية وهي القضية الفلسطينية . وعلى الأمة أن تفيق من سباتها العميق وتتنبه إلى خطورة المؤامرة المستهدفة للقضية الفلسطينية، والتي باتت مكشوفة ومخزية .وعلى علماء الأمة أن تتكاثف جهودهم لإفشال هذه المؤامرة مهما كلفهم ذلك من ثمن ، وأن يتأسوا بالسلف العلماء الصالح الذين عذبوا من أجل قول كلمة الحق ولم يستسلموا للتهديد والتعذيب ولقوا ربهم صادقين لا مبدلين ولا مغيرين.

وسوم: العدد 724