ميثاق وطني لمواجهة تقسيم سورية

سبب أهمية هذا الموضوع

مقدمة

لقد انطلقت الثورة السورية في آذار 2011 ، ثورة وطنية شعبية . ولم تكن ثورة هذا الشعب في انطلاقتها ثورة فئوية أو طائفية ، بل كانت ثورة وطنية مطلبية سلمية ؛ أبى الظالم المستبد إلا أن يحاصرها في مربع طائفيته ، وأن يتعامل معها إلا بمنطق الحديد والنار ، وأعانته على مشروعه التدميري قوى دولية وإقليمية ، بعضها بالتدخل المباشر ، وأخرى بالتواطؤ والصمت ، وتجاوز القانون الدولي ، وتمكين الظالمين من شعب سورية وثورته ، تحت ذرائع مصطنعة. 

مواد الميثاق الوطني لمواجهة تقسيم سورية التي أوافق عليها:

إيمانهم أن الثورة في سورية هي ثورة ضد الظلم والاستبداد والفساد. الذي تجسد في زمرة من السوريين ، اغتصبت السلطة بقهر وجبروت ، وفرضت نفسها على رقاب الناس . إن ما جرى ويجري في سورية على عنفه وقسوته وتوحشه ليس (حربا أهلية) بالمفهوم المجتمعي لهذه الحرب . نقرر هذا باسم حَمَلة مشروع الثورة الحقيقيين ؛ وإن كان الطرف الآخر يصر على خوضها على أساس فئوي طائفي. يؤكد الموقعون على هذا الميثاق تمسكهم بالمجتمع المدني الموحد ، المؤسس للدولة المدنية الحديثة الجامعة ، التي  تُعلي قِيَم المواطنة بعيدا عن تصنيفات الأكثرية والأقلوية بكل خلفياتها . يشير الموقعون على هذا الميثاق إلى أن التعددية الثقافية والدينية والعرقية صاحبت مجتمعنا السوري الذي لم يضق يوما بأي مكون من مكوناته على مر التاريخ . يُعلي الموقعون على هذا الميثاق قِيَم العيش المشترك في أنقى و أرقى صورها ، ويؤكدون أنهم في كل الظروف سيتبنّوْن هذه القِيَم ، ويدافعون عنها ، ويضحّون من أجلها . يتمسك الموقعون على هذا الميثاق بالأخوّة الوطنية التي تجمع جميع السوريين ؛ مسلمين ومسيحيين ، عربا وكردا وتركمانا ، سنّة وعلويين ودروزا وإسماعيليين . ويؤكدون حرصهم على العيش معا في ظل الدولة الوطنية والواحدة ، وبنية مجتمع مدني موحد. ينبه الموقعون على هذا الميثاق إلى أن المجموعات المتطرفة لا يمكنها أن تخطف التمثيل للمكونات المجتمعية الأصيلة ، فكما أن ما يسمى تنظيم الدولة لا يمثل المسلمين ، فبشار الأسد لا يمثل العلويين وليس له أو لنظامه مكان في مستقبل سورية ، وكذا كل المغامرين المتواطئين على وطنهم ومجتمعهم لا يمثلون المكونات التي اختطفوا عناوينها يؤكد الموقعون على هذا الميثاق رفضهم لكل عمليات التهجير من سورية وإليها . يرفضون كل عمليات التغيير الديموغرافي ، ويرفضون كل عمليات التجنيس ، ويحمّلون الأمم المتحدة مسئولية الصمت على هذه الجريمة التي تتم بموافقتها على الأرض السورية. يعلن الموقعون على هذا الميثاق رفضهم المطلق لأي محاولة لتقسيم سورية ، بأي دافع ، وعلى أي خلفية . ويؤكدون أنهم سوف يقاومون كل مشروعات التقسيم بكل سبل المقاومة المشروعة حتى يتم إسقاطها ، وإسقاط كل الأدوات التي تقف خلفها . يعتقد الموقعون على هذا الميثاق أن الحوار الوطني الإيجابي البناء هو السبيل الوحيد ، لوضع الأسس الركينة ، للمجتمع المدني الموحد. وأن الحوار حول هذه الأسس لن ينجح إلا بعد التخلص من نظام الاستبداد والفساد . يجزم الموقعون على هذا الميثاق أن كل مشروعات التقسيم ، التي يتدسّس بها البعض على الأرض السورية إنما هي تعبير عن إرادات ومؤامرات خارجية . فالتقسيم بكل صوره لم يكن في أي لحظة مطلبا لأيّ مكوّن وطني ، ولن يكون كذلك حلا لما يسميه البعض الأزمة السورية ، بل سيكون سببا لإطالة أمد الصراع ، وتعقيد المشهد ليس على الصعيد الوطني فحسب ، بل على صعيد المنطقة أجمع . إن الموقعين على هذا الميثاق يحذرون الجميع من خطوة قد تثير الفوضى والقلاقل في هذه المنطقة لعدة قرون . لم يستطع المجتمع الدولي أن يحتوي حتى اليوم تداعيات إنشاء الكيان الصهيوني ، حتى يقدم على تجارب إنشاء كيانات أخرى على نفس الطريق .

وسيظل شعبنا يحمل راية كفاحه حتى تنتصر ثورته بإذن الله ، و يسعد ببناء سورية موحدة دولة حديثة تعددية تشاركية ديمقراطية . 

١٤ رمضان ١٤٣٨

٩ حزيران ٢٠١٧

وسوم: العدد 725