الصراع بين الحق والباطل

[ من كتاب: أُمّتنا والنظام العالمي الجديد، لعبد الوارث سعيد. ص3-4 ]

منذ جاء الإسلام رسالة هداية وإنقاذ ورحمة للبشرية الضالة المعذَّبة، لم يتوقّف الصراع بينه وبين كل قوى الباطل في الأرض... الفرس والروم ومَن وراءهم... وكانت الغلبة والتمكين للحق وأهله، فقامت حضارة الإسلام وآتت أُكُلها نوراً وتقدّماً وأمناً وعدالة للناس أجمعين.

ولما شُغل المسلمون بما فتح الله عليهم من الدنيا فرّطوا في رسالتهم ودبّ بينهم داء الأمم فتنازعوا فضعفوا وذهبت ريحهم...

كان أعداؤهم لهم بالمرصاد فمالوا عليهم ميلةً واحدة... موجات الصليبيّين، تلتها موجات التتار (المغول)، ومزّقوا المسلمين كل ممزّق.

إلا أن وعد الله ورحمته أدركتهم قبل أن يستأصل العدو شأفتهم فتحولت النقمة إلى نعمة حين انبعث فيهم روح الجهاد بفضل خيار العلماء العاملين، كابن تيمية وابن القيم والنووي والعز بن عبد السلام، وخيار الحكام الصالحين، كآل زنكي (عماد الدين ونور الدين)، وصلاح الدين الأيوبي، والناصر قلاوون، وقطز، فاندحر الصليبيون وتحرر بين المقدس من رجسهم، ودخل التتار في الإسلام وصاروا جنداً ينصرونه، فكانوا أفضل من الصليبيّين الذين أعماهم الحقد على الإسلام فظلوا حتى اليوم يناصبونه العداء.

وسوم: العدد 1038