مضغوطات حكمة، لعمرُك ما ضاقت بلاد بأهلها

عمرو بن الأهتم السعدي التميمي

وهذه قصيدة في الكرم والسعة، في أكثر من عشرين بيتا, لشاعر جاهلي. يعلم زوجه كيف يكون الكريم، حين يطرقه طارق بليل، وإن كان مقلاا...

وزين  أبو تمام  حماسته بخمسة أبيات منها سأختارها لكم . فاحفظوها وحفظّوها أبناءكم وأحفادكم. فعسى يعودون كراما إلى أوطانهم، فينزل بهم اللاجئ والمستضعف والطريد ..

علموا أبناءكم وأحفادكم، أن أجدادهم كان كراما، لا تضيق أعينهم بلقمة ضيف، ولا بنسمة هواء، يملأ رئتيه منها مقيم،  علموهم أن الله خلق هذه الشمس وهذه الأرض للجميع .. ولولا خوف الملالة لرويت  لكم القصيدة كلها. تجدونها في باب الأضياف والمديح. من ديوان الحماسة..

مطلع القصيدة 

ألاَ طَــرَقَــتْ أَسْــمــاءُ وَهْــــيَ طَــــرُوقُ   وبـانَــتْ عـلــى أَنَّ الـخَـيــالَ يَــشُــوقُ

ذَريـنِــي فـــإِنَّ الـبُـخْـلَ يَــــا أُمَّ  هَـيـثْــمٍ    لِـصَـالِـحِ أَخـــلاقِ الـرِّجــالِ  سَــــرُوقُ

ذَريـنِــي وحُـطِّــي فـــي هَـــوَاى فـإِنَّـنِــي    علي الحَسَبِ الزَّاكِي الرَّفِيعِ شَفِيـقُ

وإِنِّــــــي كـــريـــمٌ ذُو عِـــيـــالٍ تـهِـمُّــني     نَــوَائِــبُ يَـغْـشَــى  رُزْؤُهــــا  وحُــقُــوقُ

أضَفْتُ فلم أُفْحِشْ عليـهِ ولـم أَقُلْ    لأِحْـــرِمَــــهُ: إِنَّ الــمـكـــانَ  مَــضِـــيـــقُ

وكـــلُّ كَـرِيــم يَـتَّـقِـي الــــذَّمَّ  بـالـقِــرَى,,, ولِـلـخَـيْــرِ بــيـــنَ الـصّـالـحـيـنَ طَــريـــقُ

لَعَـمْـرُكَ مـا ضـاقَــتْ بِـلاَدٌ  بأَهْـلِـهَـا.....ولــكـنَّ أَخــــلاقَ الــرِّجــالِ  تَـضــيــقُ

وقوله/ أضفتُ، يقصد نزل بي الضيف، فلم أعتذر بضيق مكاني.

وقوله: لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها...ولكن أخلاق الرجال تضيق.

يقصد أخلاق الرجال والنساء أيضا..

ويقول التبريزي في الشرح إن البخل واللؤم يزينان للناس اختراع العلل ليبخلوا ويضنوا...لعلكم تسمعون.. ولكن أخلاق الرجال تضيق.

احفظوا وحفّظوا ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1042