فشل أوباما في التحرك في سورية

فشل أوباما في التحرك في سورية

ريتشارد كوهين

يبدو أن منهج أوباما في سوريا فاشل. فقد انقسمت البلاد. والأمور تزداد من سيء إلى أسوأ. يقول وزير الخارجية إن الأمور سيئة جدا بحيث طلب باراك أوباما تقديم "خيارات". ثلاثة سنوات والحرب تدور رحاها والرئيس يريد خطة الآن.

في جميع الحالات, فإن دكتاتور سوريا, بشار الأسد غير خائف من الخيارات التي يهدده بها أوباما. فهو مستمر في قصف شعبه – بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية- وفي تجويع المدن والمناطق المتمردة لإجبارها على الاستسلام. عدد القتلى مرعب وأوباما يرغب بالقيام بشئ ما حيال ذلك, ولكنه لا يستطيع حتى يتم الانتهاء من تحضير الخيارات, غير الموجودة حاليا. ولهذا فإن على الناس أن يستمروا في الجوع حتى تصل قافلة الخيارات.

جون كيري قال بينما كان في بكين :" طلب الرئيس منا جميعا التفكير بخيارات متعددة ربما تكون موجودة وربما لا تكون".

بالنسبة للأخضر الإبراهيمي, المبعوث الأممي في سوريا, ربما كان الأمر متأخرا. فقد فشل في وضع حد للحرب الأهلية لأن الأسد لا يريد ذلك فقط. (حتى أن الأسد استولى على أصول اعضاء الوفد المفاوض بينما كانوا في جنيف كما صنف بعضا منهم كإرهابيين). وقال في النهاية بنبرة متأثرة :" أنا آسف جدا جدا, وأعتذر للشعب السوري".  

الإبراهيمي بذل قصارى جهده, ولكن دون اي تهديد أو قوة أو عقوبات أو شيء ما يمكن أن يعرض الأسد للأذى, ولم يكن هناك أي شيء من شأنه أن يجبر الدكتاتور السوري على إحلال السلام. إنه يكسب الحرب البشعة بأبشع أسلوب, وإدارة أوباما, من بين آخرين, توقفت عن توقع أنه سوف يرحل قريبا, أو بغض النظر عما قالوه في شيكاغو.

لقد نجا الأسد فعلا بعد أن تجاوز خط أوباما الأحمر, الأمر الذي أجبره على الكذب حول إزالة أسلحته الكيماوية بالسرعة الممكنة. ومن ثم وبعد أن استخدم أوباما قوة الولايات المتحدة الهائلة لإجبار الأسد على المراوغة, تحول إلى الكونغرس ليحصل على التصريح اللازم لاستخدام القوة. وهذا الأمر ربما أغرى الأسد. كونغرس؟ هذا الإعصار من الهذيان – بالطبع كان ذلك فخا من نوع ما. لماذا تسمح الولايات المتحدة لعمليات قتل جماعية بالاستمرار- أكثر من 140000 شخص قتلوا, حيث كان العدد يتجاوز ال 120000 حتى الخريف الماضي؟ مثل هذا العجز بينما يسوي الأسد أحياء كاملة بالأرض, ويمارس التعذيب دون أي مساءلة ويقوم بإعدامات ميدانية ضد الأبرياء والمذنبين على حد سواء؟ لماذا , حقيقة لماذا؟

لبنان تعاني من التداعيات والأردن أغرقت باللاجئين, والعراق تنحدر نحو الفوضى العرقية وحدودها مع سوريا لا تعدو كونها محطة استراحة للمتطرفين الإسلاميين. السفاح في دمشق يقوم بما يحلو له, ويقدم نموذجا ممتازا  للأشرار في العالم: قوموا بما تريدون, فلا أحد يلقي بالا.

ستة ملايين شخص شردوا. ثلاثة ملايين هربوا إلى الدول المجاورة. شلل الأطفال انتشر في مخيمات اللاجئين (يمكن العودة إلى الإحصائيات الأخيرة في كتب نيويورك ريفيو الأخيرة). لم يقم العالم بما يكفي لوقف القتال. ولكن الولايات المتحدة قامت بما هو أسوأ من اللاشيء. الأطفال يموتون بسبب نص الغذاء أو الدواء. هناك ما هو أكثر من العار هنا.

الشهر القادم سوف تمر الذكرى الثالثة على الحرب الأهلية السورية. تدخل الولايات المتحدة المبكر الذي كان من شأنه – لاشيء مضمون هنا- وقف الأمور في وقت مبكر استبعد من قبل الرئيس. ولم تتخذ حتى أي خطوات لتقديم المساعدات للمعارضة المعتدلة ( بعض المال أو منع المروحيات التي تشن الحرب على المدنيين من التحليق). اليمين واليسار اتفقوا مع بعضهم على مبدأ الانعزال, وخلطوا التدخل الإنساني مع الجهود التي بذلت من قبل اليانكيز في القرن التاسع عشر لتأمين أمريكا الوسطى لصالح شركة فواكه أمريكا. إن أمريكا لم تنظر إلى الأسفل, ولكنها دفنت رأسها في الأرض.

لقد أصبح دفن أمريكا لرأسها في الأرض السمة المميزة لسياسة أوباما الخارجية. بإمكانه أن يردد الخطابات التي يريد, ولكن ارتباكه وتقاعسه عن اتخاذ القرار هو ما يلاحظه القادة الآخرون وما سوف يتذكره التاريخ. الآن, وبعد فوات الأوان, طلب تقديم الخيارات الممكنة. إليك هنا واحدة منها: إفعل شيئا.