"إلى أين تسير"؟

من الأدب الأفغاني بلغة البشتو

"إلى أين تسير"؟

شعر: عبد الله غمخور

ترجمة: عمر ناصر نثار

طيورُنا المهاجرة، أعشاشها في أيديها، والدمعُ ملءُ

عيونِها، وهي تسيرُ إلى صحراء غريبةٍ – مُقْفِرة -

لم تهاجرْ باختيارها، ولكنَّ السَّفَاحَ الظالمَ اللعين

جعلها تغادر وكناتِها كسيرةَ الجناح

هديلُها، نُواحُها يَصُمَّ أُذُنَيَّ، يُفَتِّتُ كبدي

يُذكّرني ببكاء طفل صغير يشكو خوفَه إلى جده الحاني

امتلأت صحراءُ باكستان وإيران بالمهاجرين

وليس كلُ مَنْ هاجر وَصَل! فبعضُهم غرق في الثلوج

وبعضهم ضاع في الدروب

ليتني مِتُّ قبل هذا، ولم أرَ المصائب

تنزل بمن أُحب، وقد أمستْ منازلُهم في الصحراء القاحلة

أيُّ بلاءٍ هذا الذي حَلَّ بهم؟

أيُّ ثعبانٍ هذا الذي أرعب طيورهم وبَدَّدَ أمنهم؟!

إنَّ كُلَّ المصائبِ التي نزلتْ، لن تجعلَ الأفغاني يفقِدُ

غَيْرَتَهُ على الإسلام –  فهو في كل وقت مستعدٌ

لتقديمِ رأسه في سبيله، وللسير في طريق الجهاد

أيها الوطنُ الذي أعشَقُهُ، إن قلبي مهاجرٌ إليك

وإن أبناءَك الذين تَرَبَّوا في عرينِ الأسود لم يركنوا للمعتدي

هم فقراءُ.. مهاجرون ولكنهم ليسوا يائسين

والعبرةُ دائماً في عزائم الرجال، لا في مظهرهم الذي

يبدو للآخرين