كأني لا ألمح طلعة الصباح كالعادة

يوسف سبتي youcef sebti

ترجمة: محمد عاطف بريكي

بقلم/ نجاة خدة- جامعة الجزائرNadjet Kheda

في ليلة السابع و العشرين(27) من شهر ديسمبر سنة 1993،في شقة قليلة من الآثاث ،عامرة بالكتب تقع في الحي النموذجي للمعهد الوطني للعلوم الفلاحية بالحراش،وجد يوسف سبتي مقتولا على سريره برصاصات إستقرت في بطنه و قد ذبح كشاة... كان للأسف الضحية الثامنة عشر من المثقفين الجزائريين الذين طالهم الموت على يد الإرهاب الأصولي..

من مواليد الميلية يوم 24 فيفري 1943،ينحدر من عائلة برجوازية ريفية و يعتبر من الرعيل الأول في دفعة المهندسين الزراعيين في الجزائر المستقلة علاوة على ذلك فهو متحصل على شهادة عليا في علم الإجتماع. بدأ التدريس سنة 1969 لمقياس علم الإجتماع الريفي بالمعهد الوطني للفلاحة في الحراش.شارك في عديد الملتقيات و قدم مداخلات و ساهم في الصحافة الوطنية بآراءه و أفكاره التي كان لها دائما بعد طوباوي . صرّح في أكثر من مناسبة أن قدماه ثابتتان بقوة في طينة بلده و رأسه شامخ يحلق في سديم طموحاته غير المحدودة، مثالي ،مادي ووطني غير ضيق الأفق، عالمي التجلي،مشدود الى ماضي شعبه سائر في ركابه نحو المستقبل الى غاية أن اصطدم في بداية التسعينيات بالتوترات الأمنية و التغيرات الاجتماعية في الجزائر التي حاول تخطيها من خلال مناداته بالتسامح اللامحدود مع أن مسحة من اليأس كانت قد إنتابته عقب الأحداث المأساوية المتسارعة التي تصدى لها سبتي في شكل صياغة أرضية من الوئام على الأقل في محيط أصدقاءه ليقاوم التشتت الذي طال المجتمع الجزائري إبان الأزمة :أليس مصير الرجال الكبار سوى التضحية في سبيل مواصلة المسيرة الكبيرة التي بدءوها في سعيهم للبحث عن مكان أفضل للعيش".عندما سئل يوسف سبتي من طرف أحد الصحفيين عقب إغتيال الرئيس بوضياف.رد عليه قائلا:" لقد أقدم قتلته اليوم على ترسيخ مسيرة رجل رمز، هم الآن يقولون في قرارة أنفسهم : لقد كان ضحية نقاوته و سذاجته المفرطة."

يوسف سبتي youcef sebti - - l’enfer et la foli

ترجمة/ محمد عاطف بريكي..

غـــــد.

عما قريب لا أدري متى بالضبط

سيقف عند بابك رجل

جائع مرعوب و متأوه

لا يملك من سلاح سوى صرخة ألم

و عصا منطلقة

عاجلا أم آجلا سيقترب منك

رجل مجروح

سيلمس يدك أو كتفك

سيطلب منك مساعدته

سيطلب منك أن تأويه

عاجلا ام آجلا أقول

سيأتيك رجل من بعيد

سيطالبك بحقه في السعادة

سيتهمك بشقاء يعانيه

كنت أنت

و أمثالك السبب فيه

لأنك عرقلت عملية الإصلاح الزراعي.

قصيدة مأخوذة من ديوان الشاعر الموسوم "الجحيم و الجنون" صفحة 59[email protected]