نبوءة شاعر

للشاعر الطاجيكي : عبيد رجب

(يتحدث عن محنة اللغة القومية في العهد السوفييتي ، وحرصه على الحد من انتشار تلك اللغة ، وتقليص نفوذها ، وإجبارها على عزلة كاملة عن الحياة العامة توطئة لاندثارها ؟! )

كلُّ لحظةٍ يواجهني عدوّي يقول لي

نهجُك سيتلاشى كالدخان 

سوف يفنى ويتفرّق 

لا ، لا ، لا أُصدّق

ياله من لفظ جميل

للطفه ورقتّه !ْ

يتجلّى في الروح الحضور وعلى وقْع أنغامه يرقص اللسان 

ويستنير البصر !   

لفْظٌ بلون الزهور الحمرا ء على حوافّ الجبال

لفظٌ كقبلة  الحبيب تُنعش الروح !

هو أعذب وألذّ من قضْم السكر

هو أقْوم وأعزّ من نصائح الأمّهات

له جمالُ البنفسج وشذا الدلال 

يستمد صفاءه من النبع 

يبعث النسمات تترى كل ّحين كأزهار الربيع

ماأعجبٓه ، هو كتغريد البلابل !

وماأروعٓه ، كأنّه الشلّالُ ! بفورانه وموجه !!

 موجٌ ... حين يعلو الموج ُبنغمه ولحنه 

بشهده الصافي العذب يذوب القلب ، ويملأه الحُب !! 

اللفظُ الذي هو عقيدتي ووجودي 

لفظٌ يجعلني أسجد في مواضع السجود

كعشق حبيبي 

كتراب وطني 

كدهشة الطفولة 

كبيت لشاعرنا العظيم : رودكي

أهيم به كذرّات نور البصر 

 أهيم به مثل قبسات السّحٓر

أأحيا !؟ ويذهب من عيني كالدخان ! ؟ 

أيتبدد ويفنى ؟

لا ... لاأصدّق !! 

أنا أحمل اسمٓها 

يعلو رأسي لأوج السماء 

بالشوق أطيرُ 

تبدّى لعيني رجالُ العلا

لأني نظمتُ بها مشاعري 

ونظمي القوي بها قد حلا !! 

إنني بما أملك من نصائح الشاعر سعدي

وبما أملك من شعر حافظ 

قد أهديتُ الدنيا عالٓماً هو المحبةُ والعشق !! 

لاتجزع ْ أيها العدو ، لا تتوقعْ إساءةً 

فهذه المحبةُ في قلب ِمٓن منح العالٓم ٓالحُبّ

تبقى على الدوام .......شابّةً فتية 

مابقيتِ الإنسانية !!