قصة الطائر الذي أجهده العطش

قصة الطائر الذي أجهده العطش

محمد إقبال

ترجمة: د.عبد الوهاب عزام

طـائـر  مـن ظـمأ قد iiجهدا
قـد رأى ألـمـاسة مثل iiالندى
خـدعـتـه  شذرة مثل iiالشرر
لـم يـجـد رياً بضرب iiالمنقر
قـالـت الشذرة : جنبت iiالهدى
لـسـت  ماء ، لا تراني iiساقية
جاهل  يقصد هضمي ما iiاهتدى
كـل  مـنـقـار بمائي iiينكسر
مـا رأى الـطـائـر فيها iiأربا
حـسـرة فـي صـدره iiتـتقد
*             *             ii*
وأضـاءت مـثـل دمع iiالبلبل
لـضـيـاء الـشمس فيها iiمنّة
كـوكب  يرعد من نسل iiالسماء
غـره الأكمام والزهر iiالخصيب
قـطـرة مـن دمع صب iiتبهر
فـمـضـى  الطائر فيها راغباً
أيـهـا  الـباغي عدواً تقهر ii!
حـيـنـما الطائر أضناه iiصداه
كـانـت  الشذرة عضباً iiيرهب
قـوة  الـذات احـفـظنها iiأبداً
أنـضـج  القطرة كالطود iiترى
أثـبـت  الـذات وفـيها iiحقق
ومـن  الـذات أبِـنْ iiأسرارها























كـدخـان  نـفـسـا قد صعدا
صـاغـهـا ماءً لعينيه الصدى
فـرأى الجاهل ماءً في iiالصخر
لـم  يـصب ماء بنقر iiالجوهر
تضرب المنقار في جسمي iiسدى
مـا  أنـا من أجل غيري iiباقية
لـحـيـاة  نـورهـا منها iiبدا
وتـرى  الإنـسـان منه iiينبهر
فـتـولـى  عـن سـناها لغبا
زفـرات لـحـنـه iiيـصـعّد
*             *             ii*
قـطـرة في غصن ورد خضل
ولخوف  الشمس فيها رعدة (1)
شاقه الجلوة في هذا الفضاء (2)
لـم يزود من حياة بنصيب ii(3)
زانـت  الـهدب وكادت iiتقطر
بـل بـالـقـطـرة حَلقاً iiلاهباً
قطرة أنت ، ترى ، أم جوهر ii؟
حـيّ  نـفـساً بحياة من iiسواه
لـم  يـكـن قطرة طلّ iiيشرب
وكـن الألـماس لا قطر iiالندى
حـامـلاً  غـيماً مفيضاً iiأنهرا
فـضـة كن بالتئام الزئبق ii(4)
حـركـن  عـن لحنها أوتارها

              

الهوامش :

(1)   هي مضيئة بنور الشمس ، وهي في خوف أن تجف في أشعة الشمس .

(2)   قطرة الندى كأنها كوكب من السماء تجلى على الأرض ، والندى في شعر إقبال يرمز أحياناً للأمور العلوية .

(3)   الأكمام أكمام الزهر، وهذه القطرة سريعة الزوال لم تأخذ نصيباً من الحياة الذاتية .

(4)   كن في صلابة الفضة باجتماع الذرات المضطربة كالزئبق .