هيروشيمـا

هيروشيمـا

زهير سالم

عندما جاء الشرير من عالمه البعيد كانت هناك (هيروشيما) واحدة. كانت هناك (ناغازاكي) واحدة.. هيروشيما ظلت صفحة منطبعة في ذهن الإنسان. وكلما قهقه الشرير مرة ظهرت مدينة محطمة ملفوفة في لهواته. واليوم كم من هيروشيما في هذا العالم. في كابل في قندهار في القدس في غزة وفي بغداد..
 

الشرير.. ومدن العالم تتحول الواحدة بعد الأخرى إلى هيروشيما. مرة أخرى مع الشاعر التركي أوميت باشار أوغوزجان.. وهيروشيما

هيروشيمـا

في  البداية تعالت غيمة

من الأرض نحو السماء

أنا شاهدت

(أكاهيتو) شاهد

(يوهارا) شاهد

(هيساكي) شاهد

وكل الأحياء شاهدوا

أقول الآن، الأحياء

(لأنهم كانوا كذلك)

غير أنني بقيت

وأولئك ماتوا

     

الأطفال في الرضاعة ماتوا

والنساء في حقل الرز متن

الزهور ماتت

والطيور ماتت

وحبيبتي (سانوكي) ماتت

(سانوكي) ماتت

(سانوكي) ماتت

كرة نارية فقدت في السماء

وبعدها

صمت الموت خيم على المدينة

الغيوم رحلت

الألوان رحلت

مات أبي إذ كان يضحك

وأمي (جيو ـ ني) كانت تبكي

وشقيقتي (شيرارا)

آه (شيرارا)

ماتت إذ كانت تمشط شعرها

(شيرارا) آه (شيرارا)

نسيت شبابها في المرآة

     

وأنا (يا مامورا)

أنا الوحيد ظللت سالماً من أزقتنا

أشجار أزقتنا ماتت أيضاً

     

وأنا (يا مامورا)

مرت سبعة عشر عاماً على ذلك

مازلت أعيش

بدون أن أرى الأشجار والزهور

أنا (يا مامورا)

ضرير، أصم

منذ زمن مت

لا أحد يعلم ذلك

       

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية