إلى ابنتي ـ للشاعر فيكتور هيجو

فيكتـور هيجـو: شاعر فرنسي 

زهير سالم

السعادة ظل، والإنسان الذي يفتقد الأشياء الصغيرة أو الكبيرة، يفتقد معها سعادته أو ينتقصها. الإحساس بأنك محتاج إلى شيء ما مهما كان صغيراً يدخل الضيم إلى شعورك بالسعادة، وهكذا هي الحياة..

السعادة ظل، ولكي تستديم هذا الظل عليك أن تبتعد عن الإدعاء وعن الغرور وعن العجب، وأن تلقي نفسك بطمأنينة بين يدي الله.

هذه النصائح يصوغها (فيكتور هيجو) على طريقته لابنته، تشع روح القيم الربانية في القصيدة، كل كلمة فيها تختزن مقصداً صوفياً عالياً..

تصرف قليل حاولنا خلاله أن نضع القصيدة في سياقها. فالانتقال بالشعر من لغة إلى لغة ومن ثقافة إلى ثقافة ليس سهلاً ولكننا نظن أننا قرعنا الباب الذي قرعه الشاعر في هذه الأبيات.

      إلـى ابنتـي

آه يـا وليدتـي، ترينني، أستسلـم

افعلي مثلي: أمـام العالـم البعيـد

لا تكوني مغرورة، ولا فخورة أبداً

كوني دائماً متوكلة

 

كوني طيبة، وعذبة، وارفعي جبين التقوى

وكما ينشر النهار نوره في السموات

أنت، وليدتي، لتشع روحك

في لازورد عينيك

 

أبداً لا أحد سعيد، أبداً لا أحد منتصر

السعـادة بالنسبة للجميع غير مكتملة

السعـادة هي ظل، وحياتنا، وليدتي

هي الحقيـقة

 

كــل النــاس متـعبـون مـن أقـدارهـــم

يطمحون إلى السعادة، ولكنهم من حظوظهم متبرمون

وكــل مـن ينـقصه (قليـل شيء)، تملؤه الحسرة

هذا (القليل من الشيء)، هو الذي يحط من حظ صاحبه

فـي هـذا العالـم، كل إنسان يسعى ويتمنى:

كلمة أو اسماً، أو قليلاً من الذهب، أو نظرة

أو بـسـمـة

 

البهجة تنقص الملـك الكبـير دون حـب

(كما) قطرة الماء تنقص الصحارى الواسعة

الإنسـان هـو بئـر يدب إليـه الفـراغ

دائمـاً مـن جديـد

 

انظـري هـذه الأفكـار التـي نقـدسـها...

انظري هؤلاء الأبطال الذين تخضع لهم الجباه

(تأملي) أسمـاء الذين ينيرون آفاقنا

المعـتـمـة

 

ثـم بعـد أن تضيئـي كما يضـيء السراج

ابهري بنورك كل من كان نوره بغير منهاج

أولئك الذين سيبحثون في قبورهم

عن قليل من الظـلال

 

السمـاء التي تعرف آثامنا وآلامنا

تأخذ برفق أيامنا الغاربة والصاخبة

وكلَّ صباح، يستحم فجرنا بدموعه

 

يارب أنـر لكـل واحـد منـا طريـقـه

رغم هذا الذي هو فيه، ورغم هذا الذي هم فيه

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية