الراعي والذئب

رعى فتى شياه مولاه جوار غابة كثيفة لفاء دانية من القرية . وسرعان ما اكتشف ما في حياة المرعى من سأم ووحدة ؛ إذ لم يكن له فيها مسلاة سوى الحديث مع كلبه أو العزف على شبابته . وفي يوم، جلس يراقب الشياه ويتأمل الغابة الساكنة ، ويتفكر في ما عساه يفعل لو رأى ذئبا . هنالك راودته خطة يسلي بها نفسه. وكان مولاه نصحه بالاستنجاد إن هاجم ذئب قطيع الشياه حتى يطرده أهل القرية . فما كان من الراعي إلا أن عدا صوب القرية صارخا بأعلى صوته : الذئب ! الذئب !

مع أنه لم يرَ ما يشبه الذئب من بعيد أو قريب . وحدث ما توقعه . خلى القرويون الذين سمعوا صراخه أعمالهم واندفعوا نحو المرعى في استثارة وحمية عظيمتين . وحين انتهوا إليه ألفوا الراعي يتلوى ضحكا ومسرة لما فعلته بهم حيلته .

وانقضت أيام قليلة ، وصرخ الراعي ثانية : الذئب ! الذئب !

فأسرع القرويون لنجدته ، فضحك منهم ثانية .

وفي أمسية، والشمس تغرب خلف الغابة، والظلال تنداح ساجية في المرعى ، انبعث فعلا ذئب من قلب الشجيرات النامية في ظل الغابة ، وسطا على الشياه . فهرول الراعي صوب القرية مرتاعا يصيح : الذئب ! الذئب !

إلا أن القرويين لم يسرعوا لنجدته مثلما فعلوا من قبل مع أنهم سمعوا صراخه ، وقالوا : لن يخدعنا مرة جديدة .

وكان أن فتك الذئب بعدد كبير من الشياه ، ثم غاص في جوف الغابة .

*العبرة : لا يصدق الناس الكذاب ولو صدق .

*حكايات إيسوب . 

وسوم: العدد 715