راشيل والثلاثة الكبار

من المسرح السياسي (6)

راشيل والثلاثة الكبار

بقلم الأديب الكبير: علي أحمد باكثير

       

في قصر إسرائيل بتل أبيب حيث تقيم راشيل الكبرى ويقيم معها حاجبها دافيد بن جوريون.

ترى راشيل في مخدعها جالسة وقد انتفخ بطنها من ثقل الحمل. وهي منهمكة في تبدير وجهها وتحمير شفتيها وتزجيج حاجبيها. تساعدها في ذلك وصيفتها جولدا ميرسون.

راشيل: كيف ترينني الآن يا جولدا؟

جولدا: رائعة يا سيدتي!

راشيل: والتجاعيد؟

جولدا: اختفت تماماً.. إن من يرى وجهك نضراً هكذا لا يحسب سنك أكثر من ثمانية عشر ربيعاً. إن شبابك يا سيدتي ليتجدد دائماً.

راشيل: لكن هذا الجنين الذي شوه بطني.. ما حيلتي فيه!

جولدا: هذا مجد إسرائيل يا سيدتي.. لا ينبغي أن تتبرمي به فهو فخرك وفخر شعبنا جميعاً.

راشيل: أجل يا جولدا ولكنه يصرف عني عيون الرجال كما ترين.

جولدا: لا بأس أن تصبري قليلاً يا سيدتي... إن هي إلا أيام معدودة وتضعين الطفل الموعود وتعود الرشاقة والفتنة!

راشيل: والآن لا رشاقة ولا فتنة؟

جولدا: الرشاقة يحجبها هذا الحمل إلى حين أما الفتنة فباقية!

راشيل: إن الفرسان الثلاثة آتون يا جولدا. فهل تظنين أني سأعجبهم.

جولدا: ثقي يا سيدتي أنك ستفتنيهم!

راشيل: وأنا على هذه الحال؟

جولدا: لم لا؟ إن في وجهك إشراقاً عجيباً لا شك عندي أنه مستمد من نور الطفل الموعود الذي تحملينه في أحشائك!

(يدخل دافيد بن غوريون)

بنجوريون: جون بول يا سيدتي قد حضر، فهل أنت مستعدة؟

راشيل: نعم.. قده إلى هنا يا دافيد!

(يخرج بنجوريون).

جولدا: هل أرفع يا سيدتي هذه الأدوات؟

راشيل: هاتي الغطاء أولاً يا جولدا.. ألقيه على بطني!

جولدا: سمعاً يا سيدتي (تنشر الغطاء على بطن راشيل ثم تحمل أدوات الزينة وتضعها في أماكنها).

راشيل: (تنظر في المرآة التي بيدها) إن جونبول لرجل عنيد. ليت شعري هل أستطيع اليوم أن أقنعه بمشروعي؟

جولدا: هذا الوجه الوضيء كفيل بإقناعه إن كان فيه ذرة من شعور!

راشيل: هو بارد كالثلج!

جوالدا: حرارتك كفيلة بتصييره ماء يغلي!

(يدخل جون بول يتقدمه بنجوريون).

راشيل: هل أنهض لك يا عزيزي جون بول؟

جون بول: شكراً يا عزيزتي راشيل.. لا تكلفي نفسك هذه المشقة وأنت حبلى متمّ!

(يصافحها ويقبل يدها).

راشيل: قد شوهني هذا الحمل.. أليس كذلك؟

جون بول: كلا.. أنت جميلة دائماً يا راشيل!

راشيل: (لجولدا وبنجوريون) هل لكما أن تدعا السيد جون بول يأخذ راحته؟ (ينسحبان).

جون بول: كلا.. دعيهما يا راشيل.. لا داعي إلى ذلك.

راشيل: دعنا وحدنا.. لا نستريح إلا وحدنا.. اقعد هنا بجنبي.

جون بول: (يقعد على كرسي أمامها) بلغني أنك أصبت بنزيف.

راشيل: قد شفيت منه.. ألا يسرك هذا؟

جون بول: بلى يا راشيل، فما الدواء الذي قطعه عنك؟

راشيل: لقد أصابني النزيف من اغتمامي لانتصارات العرب ثم شفاني منه سروري بانكساراتهم بعد ذلك.

جون بول: دواء عجيب! لعلك تشكرين الصيدلي الذي قام بتحضيره!

راشيل: أنا تحت أمر هذا الصيدلي الآن فليأمرني بما يشاء!

جون بول: شكراً يا راشيل.

راشيل: ثق أنه انقطع تماماً.

جون بول: (يخرج سيجاراً فيشعله): ألا تخبرينني يا راشيل عن الأمر الهام الذي دعوتني من أجله.

راشيل: سيكون لنا متسع من الوقت لبحثه فيما بعد.

جون بول: بل عجلي به الآن فإني على موعد.

راشيل: إن مشروعي يحتاج إلى إصغاء منك.. فإن كنت غير مستعد لسماعه الآن فعد إلينا مرة أخرى.

جون بول: ما جئت إلا لسماعه يا راشيل، فما هو؟

راشيل: إني كما ترى في شهري التاسع، وسأضع المسيح الموعود بعد أيام قلائل، وقد علمت أنه سيجمع شتات اليهود، ويعيد الهيكل، وينشئ مملكة إسرائيل التي ستسيطر على العالم كله.

جون بول: نعم هذه عقيدتكم.. فما هو مشروعك؟

راشيل: نحن بحاجة إلى حليف قوي يشاركنا في عبء القيام بإنشاء هذه الدولة العالمية الكبرى ويقاسمنا إياها، وما ذلك الحليف القوي إلا أنت!

جونبول: قد أصبحت اليوم ضعيف الحول كما تعلمين.

راشيل: هذه فرصة لاستعادة حولك وقوتك، واسترجاع ما فقدت من إمبراطوريتك، فلا تضيعها فربما لا تعود!

جونبول: أغلب ظني أنك قد عرضت هذا الاتفاق نفسه على الدب الأحمر، وأنه قد قبل التعاون معك!

راشيل: كلا!

جونبول: ألم يقبل؟

راشيل: ما عرضنا عليه أي اتفاق.

جونبول: هناك دلائل يا راشيل.. كتأييده الشديد لمشروع التقسيم.

راشيل: رأى الحق في جانبنا فأيده!

جونبول: (يضحك) الحق!

راشيل: نعم.

جونبول: وقيام اليهود بترويج الأفكار الشيوعية في كل مكان؟

راشيل: معظم هؤلاء لا سلطان لي عليهم.

جونبول: والذين في فلسطين منهم؟

راشيل: قليل جداً من هؤلاء شيوعيون.

جونبول: بل كثير جداً يا راشيل، ولولا الرقابة الشديدة على المهاجرين اليهود وتصفيتهم في قبرص لكان جميع الذين دخلوا منهم إلى فلسطين من الشيوعيين الذين جاءوا لترويج الشيوعية في الشرق الأوسط.

راشيل: ثق أن هؤلاء سيتخلون عن شيوعيتهم عما قريب.

جونبول: والقواد الروس الذين وجد العرب جثثهم بين القتلى؟

راشيل: أولئك من النفر القليل الذين تطوعوا للقتال في سبيل الشعب اليهودي وليس لنا أن نمنعهم من ذلك.

جونبول: لكن هؤلاء الحمر لا يتطوعون مجاناً!

راشيل: مهما يكن أمرنا فنحن بطبيعتنا رأسماليون، فلا يمكن أن نكون شيوعيين مخلصين، وإنما ننتحل الشيوعية كأداة لقضاء أوطارنا فحسب.

جونبول: قد تنظرون هذه النظرة إلينا أيضاً!

راشيل: كلا يا عزيزي جونبول.. إن أغراضنا متفقة تماماً.. كلانا رأسمالي وكلانا يحب التوسع الاستعماري.

جونبول: قد شبعت قديماً من التوسع الاستعماري فأضحت نفسي تعافه.. ولكن عندك من هو أصلح مني لهذا الغرض فاتفقي معه.

راشيل: من ذا تعني؟

جونبول: محبك الولهان العم سام!

راشيل: دعني منه فإنه لا يصلح.

جونبول: إنه أغنى الناس!

راشيل: كل غناه في يدي!

جونبول: فهذا يجعل لك النفوذ عليه ويساعدك في تنفيذ مشروعك.

راشيل: نعم.. لو شئت لأمرت هذا الخنزير الغبي فتمرغ في التراب بين قدمي وهو مغتبط سعيد! ولكني بحاجة إلى هذا العقل الذي في رأسك.. فإذا اتحدت معي فسنكون مركز الثقل في هذا العالم المشطور إلى كتلتين فنخضعهما معاً لإرادتنا.. أعتقد أن هذا برنامج يستحق منك الاهتمام!

جونبول: لكني مسيحي، ولا أستطيع أن أومن بخرافة مسيحكم الموعود، فالقول بها كفر بالسيد المسيح.

راشيل: لا داعي للنفاق بيننا والمداهنة. أنت تعرفني وأنا أعرفك. لا أنت مؤمن بدينك ولا أنا مؤمنة بديني. ولكنها خرافة نجمع عليها دهماء الشعب فننال بها منهم التأييد الديني العميق.

جونبول: ويلك من يهودية صحيحة!

راشيل: (تضحك) ويلك من مسيحي زائف!

جونبول: والرؤيا التي رأيتها هل تؤمنين بها؟

راشيل: نعم.. أومن بها، لأنني أنا بنفسي اخترعتها!

جونبول: بديع!

راشيل: مسكينة أمك!

جونبول: ما بالها؟

راشيل: كانت تربيني إذ قصصت عليها هذه الرؤيا، فظلت مصدقة بها إلى اليوم!

جونبول: أؤكد لك يا راشيل أن أمي حدثتني ذات يوم أنك اخترعت هذه الرؤيا وأنها أظهرت تصديقها مجاملة لك!

راشيل: ما أشد مكرها من عجوز!

جونبول: هلا قلت: ما أرق شعورها! إنك لجحود يا راشيل!

راشيل: أنا لا أجحد فضلها عليّ ولكني أكره الصنيع الذي لا يتمه صاحبه فهل لك يا سيدي جونبول أن تتم صنيع أمك؟

جونبول: لقد أتممتُ صنيع أمي ولكنك لا تشكرين. ألم أنقذ جنودك من أيدي العرب في كل معركة يستنجدون بي فيها؟ ألم أترككم تذبحون أطفال العرب ونساءهم وشيوخهم وأنا واقف أسمع صوت ضميري يؤنبني فأتصامم عنه؟ ألم أخدع العرب عن حيفا فسلمتها إلى أيديكم بغتة؟ ألم أرجع إليك في تحديد موعد انتهاء الانتداب فاعتمدت اقتراحك بجعله 15 مايو؟

راشيل: كنت أظن أنني سأضع طفلي قبيل ذلك التاريخ، ولكني أخشى اليوم أن يتأخر موعد الوضع. فهل لك أن تمد أجل الانتداب عشرة أيام أخر؟ ألم يخاطبك الخنزير الغبي في هذا؟

جونبول:بلى قد خاطبني في ذلك ولكن حكومتي لا تقدر أن تواجه الشعب بتأجيل هذا القرار ولو يوماً واحداً.

راشيل: قد ينتهي الانتداب قبل أن أضع مولودي فكيف أعلن حينئذ قيام دولة إسرائيل؟

جنوبول: ماذا عليكم لو أخرتم إعلان قيامها حينئذ حتى تلدي الطفل الموعود؟

راشيل: سينادي العرب بطفلهم المقمط ملكاً على فلسطين وسيبهرون الدنيا بطفل يكلم الناس وهو في المهد!

جونبول: ليس هذا الطفل في أيديهم.

راشيل: أجل.. هو في يدك فسلمه إلي إن شئت أن أطمئن.

جونبول: كلا ليس في يدي.

راشيل: ففي يد من؟

جونبول: في يد الله..

راشيل: أنت الله!

جونبول: لا تكفري ويلك!

راشيل: كلا ما كفرت. هذه عقيدتنا نحن اليهود: كل من يملك في يومنا أو يضرنا أو ينفعنا فهو ربنا!

جونبول: (يبتسم) حكمة بالغة!

راشيل: (كالمتضرعة إليه): يا ربي يا جونبول.. سلم هذا الطفل العربي!

جونبول: ماذا تصنعين به؟

راشيل: أذبحه وأشرب دمه!

جونبول: قد تحتاجين يوماً إليه.

راشيل: أحتاج إليه؟ لأي شيء؟

جونبول: قد يبدو لك أن تتبنيه.

راشيل: ماذا تقول؟ أتبناه وعندي طفلي المحبوب مجد إسرائيل ومسيحه المنتظر؟

جونبول: لا تستطيعين الاعتماد على طفل لم يولد بعد. فقد يخرج سقطاً أو يولد ميتاً، أو مسيخاً، أو مشوهاً، أو....

راشيل: (غاضبة): اسكت ويلك!

جونبول: لا تغضبي يا راشيل من نصحي، واذكري يا ربيبة أمي أن علي أن أتم صنيع أمي فيك!

راشيل: أنصحٌ هذا أم تشهير؟

جونبول: (يلاطف ذقنها بيده): ما أعذبك يا راشيل إذ تغضبين وما أحلى هذا العبوس!

راشيل: (بين العبوس والابتسام): هل أخبرتك أن النزيف قد انقطع عني تماماً؟

جونبول: (يسحب يده من ذقنها) نعم.. نعم.. وقلت إن انتصارات العرب أثارته وانكساراتهم قطعته.

راشيل: (تتنهد) إنك لا تحبني.

جونبول: بل أعبدك.

راشيل: بالقول فقط.

جونبول: لو صح ما تقولين لما آثرت مصلحة طفلك على مصلحتي!

راشيل: أتدعي أنك ترعى مصلحة طفلي وقد تمنيت له آنفاً أقبح الصفات؟

جونبول: حاشاي أن أتمناها له، وإنما خشيت أن يجيء على إحدى تلك الصفات!

راشيل: ولماذا تتطير لي؟ وإنما يتطير المرء لعدوه لا لصديقه.

جونبول: ليس هذا من باب التطير يا راشيل، بل من قبيل التوقع المستند إلى الدليل.

راشيل: ويلك لقد أخفتني.

جونبول: مجابهة الحقيقة خير من التهرب منها.

راشيل: فما الدليل الذي تشير إليه؟

جونبول: أستحي أن أذكره بين يديك.

راشيل: (بصوت مترنح) إن الحياء يا سيدي لضعف فاضح. إن كنت تستحي أن تذكره بين يدي فاذكره بين...

جونبول: (مقاطعاً): أتحتملينه؟

راشيل: يا للسؤال الغريب! إن لم تحتمل راشيل الكبرى، فمن التي تحتمل؟

جونبول: إنك حملت هذا الطفل من مندوبي ثلاث وثلاثين دولة؟

راشيل: نعم.. أو تظن هذا العدد غير كاف لتحقيق البشارة التي وردت في الرؤيا؟ لقد سألت عميد الحاخامين في ذلك فأفتاني بأنه لا يشترط أن يمثلوا شعوب العالم كلها بل يكفي أن يمثلوا مختلف الأجناس البشرية المعروفة..

جونبول: هذا كله خارج عن موضوع حديثي ولا شأن لي به البتة.

راشيل: فماذا تريد أن تقول؟

جونبول: قد بلغني من مصادر لا يتطرق إليها الشك أن من بين أولئك المندوبين الثلاثة والثلاثين كثيراً من المصابين بالأمراض الخبيثة، بل إن بينهم من يفتخر بدائه الخبيث على رؤوس الأشهاد.

راشيل: ويلي عليه! ذاك مندوب جواتيمالا الحلو الظريف!

جونبول: كأنك تعرفين كل هذا؟

راشيل: بالطبع.. هل يمكن أن يخفي مثل هذا على مثلي إن كنت تخشى علي من ذلك فاطمئن.

جونبول: بل أخشى على الطفل!

راشيل: لقد أدركت سوء نيتك! إنك تنوي ألا تعترف بشرعيته حين يولد.

جونبول: لا حق لك أن ترميني بسوء النية وأنا صديقك الناصح المخلص.

راشيل: لا أعتبرك صديقي إلا إذا تعهدت لي بالاعتراف بشرعية ابني ساعة يرى النور!

جونبول: لا أستطيع أن أتعهد لك الآن بذلك فربما لا ترى عيناه النور أبداً.

راشيل: فأل إسرائيل ولا فألك!

جونبول: لا تغضبي من الصراحة يا راشيل، فهي أنفع لك من الخداع.

راشيل: فهل تتعهد لي بذلك حين تعلم أن طفلي قد رأى النور؟

جونبول: لا.. فقد يرى النور أياماً ثم يموت!

راشيل: (غاضبة): فاذهب عني! أنت عدوي.. لا عدو لي غيرك!

جونبول: ما أسرع ما نسيت جميلي!

راشيل: أي جميل يا عدو إسرائيل؟!

جونبول: وجميل أمي التي ربتك؟

راشيل: لُعنت أمك العجوز القوادة!

جونبول: ما ذنبها؟ ليس في استطاعتها أن تجعل منك قديسة: إنها ربتك على حسب استعدادك ولولا ذلك لما نبغت في فنك!

راشيل: فعلام تخلت عني في منتصف الطريق؟

جونبول: إنما ضعفتْ من الكبر فوكلت رعايتك إليّ.

راشيل: وكلت رعايتي إلى من لا يريد أن يعترف بابني!

جونبول: لا أعترف به حتى أراه سليماً قوياً قادراً على الحياة والبقاء ولو لبضع سنوات.

راشيل: اغرب عن وجهي. سيعترف به العم سام والدب الأحمر وغيرهما رغم أنفك!

جونبول: إني أعلم أن هذين سيتسابقان إلى الاعتراف بابنك ولو ولد ميتاً، لا حباً فيك بل كيداً من أحدهما بالآخر. وهذا لا يسوءني يا راشيل بل يسرني لأنه سيبرهن لك في النهاية على إخلاصي في نصحك وخدمتك من حيث غرك هذا الجاهل الغبي وذلك الماكر الخبيث!

راشيل: لا تسبهما فهما خير منك!

جونبول: ستعلمين غداً أن صديقك جونبول هو الذي سيغيثك في اللحظة الحرجة.

راشيل: تغيثني؟ ممن؟

جونبول: من العرب!

راشيل: أبعد أن كسرناهم وأذللناهم وأخرجناهم من ديارهم؟ قل إنك ستغيث العرب من بطش رجالي! ولهذا تتلكأ بجنودك في حيفا!

جونبول: سترين غداً أن بقاء جنودي بحيفا إنما هو لنجدتك في ساعة الشدة حين تحدق بك جيوش العرب من كل ناحية..

(يدخل بنجوريون فيدنو من راشيل ويسارها، ثم يقف كالمنتظر لأمرها).

راشيل: أهذا موعده؟

بنجوريون: نعم يا سيدتي.. بالضبط.

جونبول: (بصوت خافض). ترى من القادم الجديد؟

راشيل: ليس هذا من شأنك. اخرج به يا دافيد من الباب الخلفي.

(تدخل جولدا ميرسون)

جونبول: هذه صديقتي جولدا ستوصلني. عليك يا مستر بنجوريون بالضيف الجديد! حظاً سعيداً يا راشيل. أنا دائماً في خدمتك!

(يخرج وتخرج جولدا معه)

راشيل: ناولني تلك المرآة يا دافيد!

(يناولها بنجوريون المرآة)

راشيل: (تتطلع في المرآة لتصلح شعرها وهيئتها): هل ترى على وجهي شيئاً من آثار الغضب يا دافيد؟

بنجوريون: كلا يا سيدتي.. إن وجهك لمشرق وضاح.

راشيل: صحيح؟

بنجوريون: إن الدب الأحمر يا سيدتي لا يصبر طويلاً على الانتظار!

راشيل: صدقت.. قده إلى هنا يا دافيد!

(ستار)