المسرح المدرسي ودوره في تنمية ثقافة الطفل

المسرح المدرسي

ودوره في تنمية ثقافة الطفل

إعداد

دكتور/ كمال أحمد غنيم

[email protected]

(1)- مسرح الطفل في العالم:

- اشتهر الصينيون في مجال مسرح الأطفال في فترة مبكرة، حيث ظهر عندهم مسرح خيال الظل، ومسرح العرائس، الذي نشأ في جاوا، حيث كان الأب يقوم بتحريك العرائس في البداية، وكان الجمهور المشاهد من أفراد أسرته نفسها، إلى أن تطور إلى فن يشرف عليه محترفون، ويرى بعض الباحثين أن الهنود لعبوا دورا هاما في إظهار مسرح العرائس، حيث صنعوا عرائس ناطقة أمام الممثلين على خشبة المسرح، ولعبت دراما الطفل في اليونان دورا رئيسا، حيث كان الأطفال يشتركون في المواكب الدينية التي تؤدى بطابع درامي، كما أن الجمهور المشاهد كان معظمه من الأطفال إلى جانب المشاهدين الكبار.

        وقد قام الأطفال في العصر الدرامي الأول بإنجلترا بأدوار رئيسة في المسرحيات، وقد كان اهتمام المدارس كبيرا بالمسرح، حيث قام مدراء المدارس بتأليف المسرحيات مثل مسرحية "رالف دويستير"، وفي عام 1566 مثّل طلاب إحدى المدارس مسرحية كوميدية بعنوان "باليمون واركبت"، وقدّم كذلك طلاب مدرسة "سانت بول" إحدى مدارس المنشدين  آنذاك، عدة عروض مسرحية؛ حتى أن المدرسة ألحقت فيما بعد مسرحا صغيرا بها، وأنشأت دارا للتمثيل.

        وفي عام 1780 تمّ نشر أربعة مجلدات بعنوان "مسرح التعليم" مثل "هاجر في الصحراء"، و"الطفل المدلل"، و”الأصدقاء المزيفون"، وحظي الكتاب بإعجاب كبير وتُرجم إلى عدة لغات.

        وكان أول من اهتم بدراما الطفل في أمريكا المؤسسات الاجتماعية، حيث تم تأسيس أول مسرح للأطفال فيها عام 1903، وسُمي بالمسرح التعليمي للأطفال، وقد تمّ عرض عدة مسرحيات فيه منها "الأمير والفقير" و"الأميرة الصغيرة"، وكان الإنتاج في هذا المسرح يساير الخطة التعليمية في أمريكا، وبدأت إدارة البلديات في عام  1932 في المدن الرئيسة تهتم بإنشاء مسارح ثابتة تعنى بمسرحيات الأطفال، وظهر عام 1947 مسرح الأطفال العالمي الذي عني بتقديم المسرحيات في مختلف أنحاء أمريكا، ثم اتسع الاهتمام بالمسارح عندما أصبحت مادة مسرحية الأطفال والدراما الخلاقة تدخل إلى المناهج الدراسية في العديد من الجامعات والكليات الأمريكية.

        وأصبحت اليوم مسارح الأطفال متنوعة، متعددة، مما يصعّب عملية حصرها، فقد تنوعت بين مسارح خيال الظل، والدمى بأنواعها المختلفة، والأقنعة بل والمسارح الورقية التي يصنع الأطفال أبطالها من الورق المقوى... بجانب المسارح البشرية التي تعمل عليها فرق الهواة أو المحترفين، وقد يلعب عليها الأطفال أنفسهم كما يحدث في المسرح المدرسي، والتعليمي، والتربوي...ومسرحيات تخلط هذا مع ذاك.

        وتعددت مسارح الأطفال إلى حد لا يمكن إحصاؤه، فقد احتوى الاتحاد السوفيتي -على سبيل المثال- بعد الحرب العالمية الثانية 112 مسرحا بشريا، و 110 مسرحا للعرائس!، وقد تجاوزت المسارح في هذا العصر أرقام المدن والقرى، إذ يحدث أن يكون بالمدينة الواحدة أكثر من مسرح للأطفال مجهز بكافة الأدوات تقدم عليه عدة فرق أعمالها على مدار العام، وأصبح لكل بلد خطة وبرنامج ومنهج، من أجل تدريب الطفل على تذوق الدراما، ومن أجل تهيئته لكي يصبح متفرجا يعشق المسرح.

        وتخصصت بعض الفرق المسرحية بتقديم أعمالها فقط لسن  ما قبل المدرسة -أقل من السادسة- ومن ذلك فرقة مسرحية في نيويورك يستقبل ممثلوها الأطفال الضيوف بملابسهم المسرحية ليتعودوا عليها وعليهم، ويعطون للأطفال تذكرتين متصلتين، تفصلان عند منتصفها، حتى لا يبكي الأطفال حين تؤخذ التذكرة منهم عند الباب، ويصطف الأطفال الصغار قبل العرض في طابور يتجه إلى دورات المياه، حتى لا يقوم الأطفال أثناء العرض، ثم يتجهون إلى أماكن جلوس منفصلة عن أماكن آبائهم.

(2)- مسرح الطفل في البلاد العربية:

        عرفت البلاد العربية في تاريخها القديم مسرح الأطفال بأشكاله المختلفة: مسرح العرائس، ومسرح خيال الظل، والمسرح البشري، وقد جاء في كتاب الرحالة "كارستن نيبور" الذي زار الإسكندرية عام 1761، ومكث في مصر سنوات طويلة إن فن الأراجوز وخيال الظل كان منتشرا في القاهرة، وقال إنه جدير بالاهتمام، لكن ظهور أول مسرح للأطفال بشكل واضح في مصر كان عام 1964، وتوالى الاهتمام بمسرح الأطفال وأشكاله المختلفة بعد ذلك نتيجة انتشار المعاهد والكليات التي تخصصت بالمسرح؛ ونتيجة التطور الثقافي الذي شمل كتابات الأطفال بشكل عام، وقد جاءت بدايات المسرح العربي بشكل عام مرتبطة بالمسرح المدرسي وجهود الطلاب في النوادي والجمعيات.

        وأما في فلسطين فقد وردت الإشارة الأولى إلى وجود المسرح البشري فيه عام 1834، إذ أن ياور نابليون السابق المارشال مارمون، الذي شارك بالحملة على مصر وقام في الفترة الأخيرة من حياته برحلات كثيرة إلى مختلف البلدان، كتب في مذكراته عن رحلة قام بها إلى مدينة بيت لحم الفلسطينية عام 1834، أبرز فيها مشاهدته عرضا مسرحيا في دير كاثوليكي، حيث قال: "عيد الميلاد في بيت لحم يُحتفل به بفخامة غير عادية، ولا تزال هناك عادة تقديم مسرحية دينية، كما كان الأمر عليه في القرون الوسطى، حيث يُشخّص الأطفال مختلف الشخصيات من التاريخ الديني، ويرتدون ملابس الأشخاص الذين يصورونهم"، ويلاحظ هنا الدور الذي لعبه الأطفال في هذه المسرحية.

        وقد فعّل التعليم في فترة مبكرة الحياة المسرحية، مما انعكس على التأليف المسرحي، والرغبة في كتابة النص المسرحي المعبر، فقد أخذت البعثات الأجنبية تغزو البلاد الشامية منذ أواسط القرن السابع عشر، حيث راحت تؤسس المدارس والأديرة والكنائس خدمة لرغبات الدول القادمة منها، ومن أجل المحافظة على الطرق التجارية إلى الشرق الأقصى، وقد بدأت هذه الإرساليات في إنشاء المدارس عام 1848، التي اهتمت بالمسرح المدرسي، حيث ركزت في البداية على المسرحيات الدينية البحتة والأخلاقية، إذ كان من تقاليدها ختام السنة الدراسية بحفلات تحتوى على النشاط المسرحي، وقد اهتمت شيئاً فشيئاً بتقديم مسرحيات ألفها كبار الكتاب العالميين مثل موليير وراسين وكورني وشكسبير، وقد أتاح هذا للجمهور الاطلاع على المسرحيات العالمية، وقد علل ياغي كثرة المدارس الأجنبية باهتمام الدول بفلسطين لما لها من مصالح، فقد كثرت المدارس الأمريكية والألمانية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والروسية، حيث لم تكن خاضعة لوزارة المعارف، وأغلقت معظمها أبوابها أيام الحرب فلم يبق سوى المدارس الألمانية والأمريكية.

        وانتبه الوطنيون إلى خطورة الأمر، إذ إن هذه المدارس غير معنية إلا بمصالحها، فهي من الممكن أن تقفل أبوابها لحظة انتهاء هذه المصالح، كما أنها تعتمد على المعونات المهددة بالانقطاع في أية لحظة، هذا بالإضافة إلى أنها لا تلبي رغبات أهل البلاد، ولا تتفق مع حاجتهم، بل إنها تقدم ثقافة الغرب وتسلخ أهل البلاد عن ثقافتهم، فقام الشيخ محمد الصالح في عام 1908 سنة إعلان الدستور العثماني، ومن منطلق وطني بتأسيس مدرسة "روضة الفيحاء" التي اختفت أثناء الحرب العالمية الأولى، ولكن بعد الاحتلال البريطاني استأنف الشيخ الصالح مع أصدقائه تأسيس مدرسة وطنية باسم "روضة المعارف الوطنية"، التي استمرت تؤدي واجبها حتى النكبة الثانية عام 1967، كما تأسست في نابلس "مدرسة النجاح الوطنية" عام 1922، ورأسها محمد عزة دروزة حتى عام 1927، وأسس خليل السكاكينى المدرسة الدستورية التابعة للجمعية التهذيبية.

        وقد اتجهت هذه المدارس الوطنية إلى تشكيل الشخصية الوطنية المعتزة بتاريخها وثقافتها، وكان من الضروري أن تقدم البديل لأنشطة المدارس التبشيرية، فاهتمت بالنشاط المسرحي، واعتمدت نظام الحفلات المسرحية في نهاية العام الدراسي أو في المناسبات الوطنية والأعياد الدينية، لهذا ظهرت للوجود مسرحيات عربية تعتمد التراث  العربي وترتكز عليه بشكل قوي، منها: جابر عثرات الكرام، وجريح بيروت، وعنترة، وصلاح الدين الأيوبي، وطارق بن زياد، وفتح الأندلس، وغيرها، وقد توجه بعض مؤسسي هذه المدارس والقائمين عليها إلى الكتابة المسرحية، حيث قام محمد عزة دروزة بمسرحة روايته "وفود النعمان إلى كسرى أنوشروان"، وكتب مسرحية "عبد الرحمن الداخل" و"ملك العرب في الأندلس"، و قام الطلاب بتمثيل هذه المسرحيات على مسرح البلدية، كما تم التوجه نحو اعتماد مسرحية "مصرع كليب" على جميع المدارس الثانوية، كجزء من المنهاج المقرر.

** لكن الحقيقة المرة تطرح نفسها عند التساؤل عن مدى التواصل في العمل المسرحي بين الأطفال في فلسطين والمسرح سواء على صعيد مسرح الكبار أو المسرح التعليمي أو المسرح المدرسي حتى لو أحصينا عشرات الأعمال، فإن معظم هذه الأعمال لا يتجاوز حضور عشرات الأطفال، والغياب الماثل للمسرح مشكلة حقيقية تعني غياب أداة ثقافية حضارية حميمة التواصل متعددة الفوائد والآثار!  

(3)- مفهوم مسرح الأطفال و"المسرح المدرسي":

        ليس من السهل الفصل بين أنواع مسرح الأطفال، إذ ينقسم بداية من حيث التمثيل إلى نوعين هما المسرح البشري ومسرح العرائس، كما ينقسم من حيث الإعداد والتقديم إلى ثلاثة أنواع، هي المسرح الذي يعدّه الكبار ويقدمه الكبار، والمسرح الذي يعدّه الكبار ويقدمه الصغار، والمسرح التلقائي تحت الإشراف؛ الذي يعدّه الصغار ويقدمه الصغار، وعلى الرغم من العلاقة الوثيقة بين "مسرح الكبار" بشكل عام و"مسرح الأطفال" بشكل عام أيضا، حيث يعدّ الثاني جزءا من الأول، ويتصف بصفاته في الغالب، لكن يمكن تمييز مسرح الصغار عن مسرح الكبار في أمور كثيرة:

(4)- مميزات المسرح المدرسي:

        يمكن تمييز مسرح الصغار من مسرح الكبار في أمور منها:

1- يختار مسرح الكبار نصا يمتاز بأفكار تناسب مستوى الكبار وتعالج قضاياهم وتثير اهتمامهم في حين أن مسرح الأطفال يهتم بنصوص مسرحية تعالج أمورا تهم الصغار وتقدم أهدافا وأفكارا تتناسب ومستويات أعمارهم، ففي المرحلة الأولي من الطفولة التي تسمى بالطفولة المبكرة يحتاج مسرح الأطفال إلى نص يركز على الخيال، والمرحلة الوسطى من الطفولة تحتاج إلى نص يهتم بالخيال الحر، وفي المرحلة المتأخرة من الطفولة يحتاج إلى نص يهتم بالخيال المرتبط بالواقع ارتباطا شاملا.

        ويرى البعض أن الأطفال قبل سن الخامسة لا يحتاجون إلى مسرح بالمفهوم التقايدي؛ بل إلى لعب إبداعي، لا يكاد يتجاوز عشرين دقيقة تعتمد على الحركة، أما الأطفال من  سن الخامسة حتى الثامنة فهم سن الخيال والقصص الخرافية؛ مثل: المرآة السحرية، والأقزام السبعة، ومصباح علاء الدين، وأما الأطفال من سن الثامنة حتى الثانية عشرة؛ فيهتمون بالبحث عن البطولة، والسعادة بانتصار الحق، بينما يكون فيه ميل البنات إلى المغامرة أقل، وأما سن الثانية عشرة حتى السادسة عشرة فهو سن الرومانسية الذي يميل إلى المغامرات والعواطف.

2- الممثلون في مسرح الكبار هم من الكبار أنفسهم لكن مسرح الأطفال يحتاج إلى ممثلين من الأطفال، وقد يكون الممثلون من الأطفال والكبار، بل قد يكون الممثلون من اللعب والدمى والعرائس والورق المقوى، وهذا يتوقف على النص وأهدافه وأفكاره.

3- المشاهدون في مسرح الكبار هم من الكبار فقط، أما جمهور المشاهدين في مسرح الأطفال فقد يقتصر على الصغار أو يضم معهم المشرفين والمربين والمهتمين بشؤون الطفل.

4- تتناسب اللغة في مسرح الكبار مع قدرات الكبار الذين يخاطبهم، ويشترط في مسرح الأطفال بساطة اللغة ووضوحها بما يتناسب مع مستوى الأطفال، إذ أن لكل مرحلة محصول لغوي ينبغي معرفته ومراعاته، بالإضافة إلى التركيز على الكلمات ذات المضمون المادي أكثر من المعنوي، والاهتمام أن تكون لغة المسرحية الفصحى لأنها تربوية تعليمية، وحتى في حالة اعتماد اللغة العامية لا بد من مراعاة تطعيمها بتعبيرات فصحى جميلة.

        وينبغي أن يتسم الحوار بالقصر والبعد عن الثرثرة، مع عدم المبالغة في القصر والاعتماد على الإيحاء لأن ذلك قد يسبب عدم تجاوب الطفل.

5-  يجب أن تكون مسرحيات الأطفال مناسبة الطول وأن تتجنب الحكايات المعقدة أو التي تضم شخصيات كثيرة العدد أو التي بها عقدة ثانوية إلى جانب العقدة الرئيسة أو التي تتنقل مشاهدها في الزمان أو المكان مثل العودة إلى الماضي، لأن مثل هذه المسرحيات تصيب الأطفال بالحيرة والارتباك.

6- ينهمك الطفل- عادة- في اللحظة الراهنة، وهو يدخل المسرح وكله شوق للمتعة والإثارة، فيصبح على غير استعداد للانتظار بعد رفع الستارة حتى تبدأ الأحداث الحقيقية للمسرحية، بل يريد من اللحظة الأولى أن يعيش مع أحداث مسرحية مشوقة ممتعة من دون أن نطلب منه أن يرى ويسمع أشياء خاصة عن الشخصيات والزمان والمكان وما يقع من أحداث قبل بدء المسرحية كما يحدث عادة في مسرح الكبار.

7- يحتاج الطفل كذلك إلى أن يعرف في أولى سنوات عمره المقاييس الصحيحة للعدالة فإذا جربها الطفل وهو يزال في بداية طريق الحياة بموقف فيه الهزيمة والعار جزاء فعل الخير سيلتبس عليه الأمر ولن يقبل مثل هذا الموقف، ولكن هذا لا يمنع من أن ننمّي في نفس الطفل الإرادة والشجاعة التي تمكنه من خوض مواقف صعبة حتى نعدّه لمواجهة ما قد يقابله في الحياة من ظلم وإجحاف.

8- تجنب كثرة الشخصيات، ووجود عقدة ثانوية، والانتقال من زمان إلى زمان كالعودة إلى الماضي.

9- اعتماد روح الفكاهة بدلا من الخوف، من ذلك حكاية سندريلا وموقف زوجة الأب والأخوات، لا داعي لإثارة الكراهية التي تثمر في نفس الطفل الخوف، ولكن إثارة السخرية التي تثمر الشعور بالثقة والقدرة على الانتصار، وتحقق في الوقت ذاته عنصر جذب هام.

10- الاعتماد على الحركة واستخدام عناصر المسرح الشامل، حيث ينبغي أن تركز المسرحية على الأحداث أكثر من الكلمات، ويمكن الاعتماد على الغناء والرقص، أما فوق السابعة فيمكن تقديم مسرح دون غناء ورقص مع الاعتماد على الدرجة العالية لاكتمال العمل فنيا.

 

        ومهما كان من فروق بين مسرح الأطفال ومسرح الكبار إلا أنهما يلتقيان في كثير من الميزات الفنية من حيث الحاجة إلى بناء المناظر "الديكور" والإضاءة والنص والممثلين والمخرج والجمهور المشاهد، وخضوع كل منهما للقاعدة النقدية للعمل الناجح: "العمل المسرحي الناجح هو الذي يشد انتباه المتلقي طوال تواجده  لمتابعة العرض المسرحي، ثم يظل عائقا بذهنه وعقله وخياله بعد مغادرة مكان العرض".

 

 (5)- أهداف المسرح المدرسي:

1-تعاون الطفل على الاتزان عاطفيا، وتقبل التعليم بسهولة، والتعامل مع المجتمع بنجاح.

2- تعاون الطفل على التخلص من الانشغال بنفسه؛ من خلال تمثله أحد أشخاص المسرحية.

3- يثير عواطف كثيرة لديهم: إعجاب، وخوف، وشفقة، ويلاحظ أن العرض الجيد بطريقة طيبة ينمي الأحاسيس الطيبة والإدراك السليم لديهم، بينما يدمر العرض السيئ الرخيص نفوسهم.

4- يقدم لهم وجهات نظر جديدة في الأشياء والأشخاص والمواقف، مما ينمي لديهم التفكير والمرونة، والإحساس بالمسئولية.

5- يشبع رغبتهم في المعرفة والبحث، ويقدم لهم خبرات متنوعة.

6- يثير حيويتهم العقلية عن طريق إثارة الخيال على أهمية الخيال للاختراع والابتكار والاكتشاف.

7- تأكيد ما هو مطلوب من قيم دينية واجتماعية، وسلوكية عن طريق الاستنتاج.

8- وسيلة لإثارة اهتمامهم بالعلوم.

9- يقدم بطريقته أغنى مادة في الأدب والموسيقى وفنون الحركة والتشكيل.

(6)- معايير عملية اختيار النصوص:

        يعتبر اختيار النص المسرحي الملائم عملية صعبة، لا بد للقيام بها من الإلمام بأمور كثيرة، منها:

1- ملائمة النص للمرحلة التي يقدم فيها مضمونا وشكلا، تتحقق المتعة فيها للأطفال لا للكبار، والقدرة على تفجير طاقات الأطفال، والمساعدة على كشف مستوى ذكائهم، كما ينبغي أن يكون مضمون النص قادرا على كسب ثقة الأطفال واحترامهم وإيمانهم بفائدتها، بحيث يكون عاملا على الإفادة تربويا واجتماعيا وترفيهيا.

2-ملاءمة النص مع قدرات الفريق وعددهم، ولا بد من مراعاة الإمكانات المادية والبشرية، وليس من الضرورة اختيار نص فوق القدرات الذاتية لفريق العمل أو دون هذه القدرات، ولا بد من تلاؤم النص مع شروط الإنتاج والعرض: مكان التمثيل، والمناظر، والملحقات.

3- تلاؤم النص مع العملية التربوية؛ منهجا وسلوكا، بطريقة التوازي أو التكميل أو التطوير.

4- ضرورة تناسب الأسلوب والمضمون مع قدرات الأطفال العقلية والنفسية والاجتماعية.

5- استخدام لغة بسيطة جميلة تتوازى مع المرحلة، وتثريها.

6- مراعاة المضامين حسب سني العمر، والبعد عن الإقحام والمباشرة والخطب والنصائح؛ إذ لا يستطيع الطفل إدراكها بالشكل الفج.

7- المحافظة على وحدة الموضوع مما يساعد على عدم تشتيت أذهانهم كما يساعد على تجسيد أفكار وقيم ومفاهيم ضرورية.

8- النص المسرحي الناجح يقوم على الكوميديا والأجواء الخيالية والموضوع الواقعي

9-عدم طول المسرحية حتى لا تجهد التلاميذ المنتجين وتؤدي إلى عدم تركيزهم، وحتى لا تجهد التلاميذ المشاهدين وتؤدي إلى مللهم.

10- اعتماد المشاهد الصامتة التي لا تحتاج إلى حوار كبير، إذ يصعب على الأطفال حفظه.

11- تحريك مشاعر الطفل: "الجد والفرح، والحزن والشفقة، والصراع، والتوتر، والصدام، والمفارقات"؛ في لغة فصيحة مبسطة خالية من الأخطاء، ولغة تنمي عندهم القدرة على التفكير والابتكار والخيال.

12- أن يتضمن النص فكرة قومية، ليست بالضرورة أفكار سياسية مجردة، بل سياسة مرتبطة بفلسفة التعليم.

13- أن يتضمن النص معايير أخلاقية: "الإخلاص، والنبل، والشجاعة، والتضامن، والأمانة، والبطولة، والعمل، والعدالة، من خلال سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة، وكبار القواد، والأبطال القوميين.

(7)- أشكال النص:

1- النص المؤلف، وهو إما نص مؤلف للمسرح المدرسي، مستمد من الحياة العامة، أو محادثة تعالج مفردات المنهج.

2- النص المرتجل، وهو قصة يسردها المعلم ويرتجل الطلاب تمثيلها

3- النص المعدّ عن: القصص والمغامرات، أو التاريخ، أو السير الذاتية، أو الحكايات.

(8)- تطوير منابع النصوص:

1- تشجيع الكتاب المسرحيين طلابا أساتذة.

2- تشجيع الكتاب على الترجمة أو الإعداد.

3- إعداد مسابقات لأحسن نص ورصد مكافآت لذلك.

4- نشر وتعميم المسرحيات الفائزة والجيدة.

5- دراسة وتحقيق المسرحيات القديمة والحديثة، والعمل على توفيرها ليختار المشرف منها ما يناسبه

(9)- موضوعات المسرحيات المدرسية:

1- موضوعات حول الطبيعة: المطر، والثلوج، والجفاف، والجبال، والوديان، والحيوانات... .

2- موضوعات عن التاريخ.

3- موضوعات أدبية تراثية: حكايات، وخرافات، وأساطير..

4- موضوعات اجتماعية: الحب، والعلاقات البيتية، والصداقة..

5- موضوعات تنمي المعايير الجمالية، من خلال المسرحيات الشعرية.

6-موضوعات مأخوذة من قصص الأطفال أو شخصيات يعرفونها في الحياة أو في القصص.

 

(10)- العمل مع التلاميذ:

* العمل في المدارس الابتدائية:

-اختيار الأسلوب المناسب، ومعرفة خصائص المرحلة

-التشجيع على الارتجال

-تفجير رغبة التلاميذ بالتقليد للكبار

-الابتعاد عن إجبار الطفل لتقليد المشرف أو المعلم..

-إبقاء الطفل على عفويته، بعيدا عن القواعد.

-يطورون موضوعا بسيطا؛ مثل: تخيل أن المدرسة قرية، أو تخيل حدوث حريق، أو عملية انطلاق صاروخ... .

- اعتماد "الحلبة" شكلا للمسرح.

-التدريب في الحصص، بخلاف الإعدادية والثانوية حيث يكون التدريب بعد الدوام.

-تهيئة الأطفال لكل طارئ

*العمل في الإعدادية والثانوية:

-التدريب بعد الدوام

-يقترب مسرحهم من مسرح الكبار

-الاعتماد على نصوص معدة

-شكل المسرح "الحلبة" أو غيرها "كالخشبة" أو التنويع.

(11)- مسرحة القصة والمنهاج:

** مسرحة القصة:

1- فهم فكرة القصة

2- تتبع الأحداث -كمبتدئين- والمبدع قد يقدم ويؤخر، يحذف أو يزيد، يغير أو يطور الفكرة.

3- تقسيمها إلى فصول ومشاهد.

4- التزام الحوار الأصلي في الغالب مع إضافة ما يلزم.

5- مراعاة الحبكة، وإيجاد الحل المناسب للأطفال وتفكيرهم .

6-الالتزام بالطابع العام للقصة، وذلك ليس ملزما للمبدع.

7- مراعاة زمان ومكان التمثيل.

8- إضافة ما يناسب المسرحية ويسهم في إخراجها.

9- حذف الدور أو الحوار الذي لا يسهم في بناء المسرحية.

** أهم طرق تمثيل القصة (ومسرحتها) للأطفال:

1- يقرأها المشرف للأطفال قراءة شيقة

2- يوزع الأدوار حسب رغبات الأطفال، وفقا لما يراه مناسبا

3- يمثل معظم الأدوار، ويشاركه الأطفال

4- يقوم المشرف بتأليف القصة من خلال أخذ أفكار الأطفال، وما يراه، ويكتبها بشكل مسرحي جديد

5-يبني معهم المسرحية الجديدة، ويمثلون الأدوار كلا على حدة، ثم يمثلون الأدوار مجتمعة.

** مسرحة المنهاج:

- يختار المشرف نصا من المنهاج يمكن تحويله لمسرحية

-يقرأه مع الأطفال، ويتناقشون فيه.

-يحدد مع الأطفال الشخصيات الممكنة، والأدوار، ومراحل التمثيل، والأفكار التي يبنى عليها الحوار

-يكلف مجموعة منهم كتابة المسرحية حسب ما دار في النقاش

-يراجعها مع الطلاب

-يشكل هيئة إدارية تشرف على اختيار: "فئة تمثل، وفئة تهيئ المسرح وتزوده بما يحتاج، وفئة تدريب بإشرافه، وفئة ترسم الديكورات بمساعدة الزملاء جميعا".

-تعيين يوم العرض

-دعوة أولياء الأمور،  والعرض أمام جمهور المدرسة.

** اشتراك الأطفال في عملية الكتابة:

-جمع الأطفال، ووصف الموضوع، وتسجيل الملاحظات، والتعديل بما يناسب

-ضرورة وجود مندوبين بين الأطفال يسجلون وملاحظاتهم.

-المشرفون والأساتذة يسألون الطلاب بما يفيد النص

-اعتماد عملية حضور الأطفال البروفات (التدريبات).

-تكليف بعض الطلاب بصياغة النص النهائي مع متابعتهم.

(12)- دور الجهات المسئولة:

-العمل على توفير مشرفين فنيين في المدارس يقدمون خطط عمل سنوية، ومن الممكن تخصيص مشرف فني لكل مدرستين أو ثلاثة، ينسقون مع المدير والمعلمين.

-تقديم نماذج مسرحية تعليمية وإبداعية ضمن المنهاج المقرر.

-عقد المسابقات الجادة والممولة تجهيزا وجوائز محفزة ومتابعة ذلك سنويا

-تطوير أداء المعلمين في اعتماد المسرح أسلوبا من أساليب التدريس المعتمدة والقائمة على التنويع

-تفعيل "مسرح الأطفال الفلسطيني" القائم، ونشر فكرته عمليا في كافة المحافظات.

-الاستفادة المرحلية من جهود الفرق المحلية القائمة فعلا.

- الاهتمام بطباعة النماذج المسرحية المحلية والخارجية ونشرها من أجل تعميم الاستفادة منها

-حث التلفزيون على تقديم العروض الناجحة بعد إعدادها تلفزيونيا، وعدم الاكتفاء بتقديم برامج الأطفال القائمة على النمط التقليدي.

(13)- تجربة عملية (في ظل المعطيات القائمة حاليا):

- الاستفادة من المساحة الزمنية الممنوحة للإذاعة المدرسية صباح كل يوم من أجل تقديم مشاهد مسرحية قصيرة (إسكتشات).

- الاستفادة من الأيام الوطنية والدينية التي يخصص لها مجموعة من الحصص من أجل تقديم المسرحيات الطويلة نسبيا.

- اعتماد الأسلوب المسرحي في تقديم بعض جوانب المنهاج الملائمة مع إشراك التلاميذ في الإعداد والتنفيذ، مع مراعاة التنويع في أساليب التدريس؛ مثل: التعليم الزمري، والمعلم البديل، والاستقصاء والتوجيه، وغيرها من الطرق الحديثة.

- الاستفادة من حصص التعبير الماثلة في جميع السنوات الدراسية؛ لتنمية موهبة الكتابة والتذوق الفني لعناصر العمل المسرحي.

- إعادة الاهتمام بحفلات نهاية العام وتكريم التلاميذ الأوائل، والخروج عن النمط التقليدي في اعتماد الكلمات الخطابية لمثل هذه المناسبات.

- الاستفادة من جهود بعض الفرق المحلية التي تهتم بمسرح الأطفال، من خلال استضافتها في المدارس، أو تنظيم وفود التلاميذ لمشاهدة عروضها على خشبة المسرح خارج أسوار المدرسة.