مقررة حركة "نساء ضد الإنقلاب" في مصر في حوار خاص

مقررة حركة "نساء ضد الإنقلاب"

في مصر في حوار خاص

بدر محمد بدر

[email protected]

·  أكثر من 1500 حالة اعتقال للمرأة المصرية منذ الإنقلاب العسكري

·  الانتهاكات ضد النساء منها: الإهانة والسب والضرب والسحل والتحرش والاغتصاب والتعذيب فى السجون والمعتقلات، حتى تصل للقتل المباشر

شاركت المرأة المصرية بقوة في العمل السياسي والميداني خلال السنوات الأخيرة، وأجمع السياسيون والخبراء على أهمية دورها المؤثر في قيام واستمرار ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، ثم مشاركتها القوية في كل الاستحقاقات الانتخابية والاستفتاءات التي تمت بعد الثورة، حتى وقع الإنقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013.

وهو ما أدى إلى انتفاضتها من جديد، بكل قوة وجرأة وتضحية وثبات للتصدي للإنقلاب والعمل على إسقاطه وعودة الشرعية، بدءا من مشاركتها في الاعتصام مع الرجال في ميداني: رابعة العدوية، والنهضة، وفي كل الفعاليات المستمرة في الشوارع والميادين حتى الآن، واختار الله منهن، ولايزال، شهيدات ومفقودات وجريحات ومعتقلات ومطاردات.

تأسيس الرابطة

ومن فوق منصة "رابعة العدوية"، وعقب وقوع الإنقلاب العسكري مباشرة، تم الإعلان عن تأسيس رابطة: "نساء ضد الإنقلاب"، في الرابع عشر من يوليو، ضمن روابط أخرى كثيرة، دعما لعودة الشرعية والعمل على مواجهة الإنقلاب.

وللحديث عن رابطة "نساء ضد الإنقلاب" إلتقينا الإعلامية "آية علاء حسني" مقررة الرابطة، لنتعرف منها على أبعاد هذا الملف، فكان هذا الحوار:

·  في البداية ما هي أهداف حركة "نساء ضد الإنقلاب"؟

ـ بعد ثورة 25 يناير 2011 عاشت مصر فترة غير مسبوقة في أجواء من الحرية والشعور الوطني بالكرامة والأمل في المستقبل المشرق، وفي تلك الفترة ـ رغم صعوبتها ـ استطعنا بناء أول برلمان حر واختيار أول رئيس منتخب وإعداد أول دستور شاركت فيه الأمة كلها.

وفجأة وقع الإنقلاب العسكري الدموي ليلغي كل هذه الإنجازات، وليبدأ في حملة قمع وحشية ضد الشعب المصري، وفى الرابع عشر من يوليو الماضي تم الإعلان عن تأسيس حركة "نساء ضد الإنقلاب"، من منصة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب، في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، بهدف تسليط الضوء على دور المرأة المصرية فى الثورة، وإبراز مشاركتها غير المسبوقة فيها، باعتبارها جزءً لا يتجزأ من الثورة والمجتمع ككل، ومن ثم الدفاع عنها، وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لها.

·   هل قمتم بحصر عدد النساء اللاتي تعرضن لانتهاكات، سواء اعتقال أو تعذيب أو إهانة أو قتل، منذ حدوث الانقلاب العسكري وحتى الآن؟

ـ هناك بالفعل توثيق يجري باستمرار لمثل هذه الحالات، ولكن استمرار الانتهاكات وتزايد وتيرة العنف ضد الحرائر في كل أنحاء مصر، يجعل من الصعب بمكان إعطاء رقم دقيق عن أعداد المعتقلات الآن، ولكن نستطيع القول بأن هناك أكثر من 1500 حالة اعتقال منذ الإنقلاب وحتى الآن، وهذا العدد يتغير أو بمعنى أدق يتزايد باستمرار مع الأسف، يتبقى منهم في الحبس أكثر من 500 سيدة وفتاة، وهذه ظروف مأساوية غير مسبوقة تتنافى مع القانون والأخلاق والتقاليد. 

أما عن الانتهاكات والاعتداءات اليومية، التي تتعرض لها المرأة في الحياة العامة وأثناء مشاركتها في المسيرات والفعاليات الثورية، من جهاز أمن الإنقلاب، فحدث ولا حرج!

·  ما هي الإجراءات التى قامت بها الحركة لمساعدة هذه الحالات؟

ـ لا يقتصر دور الحركة على توثيق الانتهاكات التي تتعرض لها النساء فقط، ولكن أيضا نقوم برفع دعاوى قضائية من خلال جهات حقوقية متخصصة، وكذلك نشكل حلقة وصل بين أهالي النساء وبين المحامين والهيئات القانونية، وأيضا نقوم بمهمة تسليط الضوء على قضاياهن في وسائل الإعلام والفضائيات، والمشاركات الجماهيرية مع تحالف دعم الشرعية.

انتهاكات لا حصر لها

·  ما حجم وطبيعة الانتهاكات التى قمتم برصدها ضد المرأة بعد الانقلاب؟

ـ هناك أشكال كثيرة لا حصر لها من الانتهاكات ضد المرأة بعد الإنقلاب، بداية من الاعتداء اللفظي والإهانة والسب، ومرورا بالاعتقال والضرب والسحل في الشوارع، وتمزيق الثياب وخلع النقاب والحجاب، والتحرش والاغتصاب والتعذيب فى السجون والمعتقلات، وانتهاء بأبشع جريمة وهي القتل العمدي بدم بارد!

·  ما هي احتياجاتكم كحركة للقيام بدعم النساء ضد الانقلاب؟

ـ أصعب ما يواجه الحركة هو عدم وجود قنوات اتصال جماهيرية، تتيح لها التعامل مع شريحة النساء العريضة، وتعّرف أهالي النساء بأن هناك كيان يستطيع مساعدتهن، كما نفتقر أيضا، كأى عمل مجتمعى، إلى فريق من المتطوعين والمتطوعات للمشاركة في تفعيل رسالتنا، ويلعب التضييق الأمني الشديد، بعد الإنقلاب، دورا كبيرا فى زيادة هذه الصعوبات.

·  هل هناك تنسيق بينكم وبين جمعيات أو روابط أخرى، دولية أو محلية، لمساعدتكم ومساندة قضيتكم؟

ـ بالفعل هناك تواصل بيننا وبين مع العديد من الجهات، وهناك تنسيق للجهود واستجابة، وإن كانت محدودة بعض الشئ، بسبب إغفال أو إهمال توثيق الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة على حدة، سواء بسبب الظروف العامة أو القيود المجتمعية.

هل حدث اغتصاب؟!

·   هل هناك حالات اغتصاب تعرضت لها فتيات وسيدات رهن الاعتقال، كما ذكرت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، وكيف تعاملتم مع الموقف؟

ـ في الحقيقة لم تصلنا معلومات مؤكدة بوقوع حالات اغتصاب، سواء من أهالي الفتيات والسيدات أو منهن، على الرغم من مساعينا للوقوف على مدى صحة هذا الكلام، أي أن الأهالي رفضوا الحديث في هذا الموضوع لحساسية الموقف الاجتماعي.

وإذا كان قد حدث اغتصاب أو تحرش جنسي ينبغي أن يوثق، وأن يتم الإفصاح عنه، حتى يلقى مرتكب الجريمة العقاب المناسب ولا تضيع الحقوق، والحركة تهيب بالأهالي أن لا يتوانوا عن توثيق هذا الجرم، إن كان قد حدث بالفعل، وتقديم مرتكبيه للعدالة إن عاجلا أو آجلا.

لقد عانت المرأة فى مصر بعد الإنقلاب كثيرا، عانت منه كمتظاهرة سلمية في الشوارع والميادين، وكزوجة شهيد وكإبنة شهيد وكأخت شهيد وكأم شهيد.