حديث مع الأستاذ الدكتور غسان حداد

د. غسان حداد

الاستاذ الدكتور غسان حداد: اكاديمي ومفكر عربي ،وزير تخطيط سابق مقيم في باريس التقت به الحوار الديمقراطي و كان لها الحديث التالي معه :

الحوار الديمقراطي : ماذا تقول من متابعتك لنضال الشعب السوري لاسترداد حريته و كرامته؟ :

غسان حداد :كانت سورية في طليعة البلدان العربية التي حققت استقلالها ، وجلاء القوات الاجنبية عن اراضيها ، كما انها مارست ديمقراطية برلمانية تحترم التعددية وحقوق الانسان ، والتداول السلمي للسلطة باسلوب حضاري ، واختارت الحياد وعدم الانحياز، وقد سميت الفترة بين عامي 1954 و1958

عن جدارة ربيع الديمقراطية.

وأرى من البديهي أن ابسط حقوق المواطن السوري ان يستعيد حريته وكرامته في ظل نظام ديمقراطي برلماني يحترم التعددية وحقوق الانسان ويتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات، بغض النظر عن الجنس او العرق او الاصل او الدين او المذهب او الانتماء السياسي, فالجميع نسيج واحد في مجتمع مدني مؤسسساتي مبني على السلام والمحبة والدماثة والعنفوان ,فكلنا ابناء حضارة عريقة أغنت العالم ولا تزال.

الحوار الديمقراطي: كيف ترون الحل للأزمة التي تمر بها سورية الآن؟

غسان حداد: لا بد من المبادرة الفورية للاجراءات التالية :

-وقف العنف و إسالة الدماء و استعمال السلاح و سائر التدابير التعسفية من قبل اجهزة الدولة.

-الغاء كافة القوانين الاستثنائية ، بالقول والعمل ،بما في ذلك اطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وإعطاء كشف عن المفقودين وعودة كافة المهجرين و المنفيين ليساهم الجميع في اعادة البناء بكامل الحرية والعزة والكرامة.

- استقالة الحكومة ومجلس الشعب ،وتكليف وزارة حيادية مستقلة من الكفاءات والتكنوقراط للإعداد لانتخابات حرة ونزيهة.

- وضع دستور جديد عصري متقدم، يكفل كافة الحريات، وينسجم مع روح العصر، ويفصل بين السلطات الثلاث القضائية والتشريعية والتنفيذية بحسب الديمقراطية البرلمانية, بمافي ذلك تحديد صلاحية رئيس الجمهورية و مدة ولايته بحيث لا تتعدى الولايتين، مدة الواحدة لاتزيد عن اربع سنوات.

-صياغة قانون انتخابات حديث يحترم المواطنية ،وعدم التمييز بين اكثرية واقلية والتاكيد على ان كل مواطن سوري ينتمي الى الاكثرية المواطنية.

- بتر الفساد ووضع حد للمافيات التي افقرت الشعب السوري وغيبت الطبقة المتوسطة في دولة غنية بمواردها وعقولها.

الحوار الديمقراطي: و ما هي الضمانات للمستقبل برأيكم؟

غسان حداد :

-الضمانة الأساسية هي ارادة الشعب ويقظته ووعيه وحرصه الدائم على حريته وكرامته وممارسة كافة مؤسسات المجتمع المدني لدورها الطبيعي.

-العمل الهاديء المتدرج على إقامة وحدة فدرالية أو كونفدرالية ،تضم كافة أجزاء الوطن العربي بمساحة 14.2 مليون كيلومتر مربع، وكافة أبناء الأمة العربية التي تجاوزت 360 مليون نسمة ،تعيد إلى الامة عزتها ومكانتها في عصر التكتلات الدولية الكبرى بما ينسجم مع حضارة الأمة العربية التي شكلت نبراسا مضيئا للعالم في سائر المجالات العلمية و الفكرية .