الإعلامي جابر عبيد

هيثم الشريف/فلسطين

[email protected]

لم أكن معنى كلمة شعب الجبارين الا بعد أن زرت فلسطين

وجه ألفه الجمهور كما ألفته الكاميرا.. فان أردت أن تعرف ما في جعبته من أفكار فيكفي أن تنظر الى ملاح وجهه التي ترسم ملامح المشهد..وتلون الاحداث قبل لسانه!

اعلامي بارز, أثبت مقدرته الفذّه للوصول للحقيقة..فتربع في أفئدة معظم الناس.

       مفعم بالروح الانسانية النبيلة.. والشجاعة,حيادي في نقل الاخبار,حاز على احترام واعجاب شريحة كبيرة في الشارع العربي والمراقبين.

اعلامي ومراسل واذاعي متميز ...جابرعبيد أهلا ومرحبا بك.

· هنالك من يقول أن جابر عبيد كسر القاعدة التي تقول بأن" المذيع الخليجي أقل مقدرة من غيره في تصوير صورة المشهد أيا كان"فهل جابر خروجا عن القاعدة فعلا أم أن في ذلك ظلم للاعلامي الخليجي؟خاصة وأن المذيع الخليجي استطاع أن يظفر بحب المشاهد وأن ينافس؟فما رأيك؟

أنا ..أنا أرى العكس..يعني اذا أردنا أن نتخذ على سبيل المثال المقولة التي تقول أن" الجزيرة كسرت القاعدة التي كانت تسير عليها الفضائيات العربية "هو نفس الشيءفالاعلامي الخليجي لم تتح له الفرصة من قبل للتعامل مع وسيلة اعلامية متطورة, اذ  كان معظم تعاملة يدور في فلك الفضائيات الممولة والمسيطر عليها حكوميا, وحتى الان لا تزال كثير من الفضائيات رهينة بيد الحكومة بشكل أو بآخر.

هي فرصة أتت.. حيث سقف الحرية كان عالي جدا..والخطوط الحمراء لم تكن موجودة,بل بالعكس كنّا مدفوعين للتعامل مع  قضايانا بشكل مختلف عما كنا نتعامل به. لهذا السبب يمكن أنا ظهرت بهذا الوقت  لكني أعتقد أن البقية بالتأكيد ستأتي.

*جابر عبيد بما أنك ذكرت الجزيرة..هل نستطيع القول بأن" المنافسة  كانت تحديدا ما بينها وبين قناة أبو ظبي"؟وان كان هذا صحيح, فهل بروز قناة كالعربية أضاف منافسا جديدا لقناة أبو ظبي؟

قناة أبو ظبي ليست قناة اخبارية..قناة أبو ظبي تجمع ما بين الترفيهي والاخبار..نعم نحن تميّزنا في تغطيتنا لاحداث الحرب على العراق..وتمّيزنا في تغظيتنا لأحداث الانتفاضة..ولعلنا تفوقنا  حتىعلى محطات اخبارية متخصصة  مثل الجزيرة..ولكن مشكلة قناة أبو ظبي أنها حتى الان لم تختط لنفسها طريقا يصل بها الى حد يصنفها على أنها قناة أخبارية..فبالتالي كان دائما وأبدا بعد انتهاء أي تغطية تعود قناة أبو ظبي الى ما كانت عليه في السابق وتتراجع قليلا.. وتفسح المجال , سواء أمام قناة الجزيرة حين ذاك أو أمام  قناة العربية حين أتت فيما بعد.

  لكن بالتأكيد من الظلم وغير منصف تماما أن نقارن قناةالجزيرة بقناة أبو ظبي .. نقارن تغطيات محددة نعم , أما نقارنها كقناة لا هذاغيرمنصف لقناة أبو ظبي .

والان يمكن أن نقول بأن قناة أبو ظبي قادمة بقوة فيما يتعلق بتحديد هويتها الاخبارية,واذا شاءت الظروف وتكاملت وتظافرت الجهود..ستنتج قناة اخبارية في المستقبل القريب.. حين ذاك أنا اعتقد يمكن أن نقارن.ثم انا اعتقد ان العربية أتت منافسا للجزيرة ..ولم تأتي منافسا لقناة أبو ظبي..أبو ظبي هي خارج المنافسة أصلا في اطار المنافسة بين القنوات الاخبارية.ولكن ستبقى أبو ظبي دائما في اطار المنافسة في التغطيات الاخباريةللأحداث الجسام والكبيرة.

· انت تقول أن قناة أبو ظبي قادمة بقوة. ولكن كيف تفسر استغناء قناة أبو ظبي عن عدد من أبرز الاعلاميين لديها كالحبيب وغيره؟

هو لم يكن استغناءا بقدر ما كان تجديدا..دعنا نكون أمينين.قناة أبو ظبي في فترة  سابقة  قررت قناة أبو ظبي تقليص النشرات الاخبارية أو المساحة  الاخبارية الموجودة في التغطية ,وكان من الطبيعي أن يؤدي  هذا الى الاستغناء عن  خدمات بعض الاشخاص الموجودين. بحكم أنه قد انتفت الحاجة لوجودهم.وعلى فكرة الحبيب لم يستغنى عنه..الحبيب قدم استقالته.ولم يستغنى عنه والعياذ بالله .

واذا أردت أن تفسر ديمومة الحياة بالنسبة للمذيعين وبالنسبة للأخبار..فهذا هو السر فيها..

يعني.. جما ل ريان على سبيل المثال أحد الاشخاص الذين تواجدوا على شاشة  أبو ظبي.. وتواجدوا على شاشة الجزيرة ..وظل ينتقل من هنا الى هناك. الى أن استقر في الجزيرة.

و..منتهى الرمحي كانت في الجزيرة وانضمت الى العربية.مذيعون كثر واخرون يعملون خلف الشاشة,كانوا معنا ثم انضموا الى غيرنا,كانوا مع غيرنا ثم انضموا الينا.هذه طبيعة الحياة.وانا متأكد أنها تجربة ستثري الفرد قبل أن تثري المؤسسة فيما يتعلق بالانتقال من محطة لأخرى, لأن كل محطة تدير شؤونها بطريقة مختلفة عن الاخرى وبالتالي المحصلة النهائية, هي استفادة لكل هذه المحطات..اضافة الى استفادة الافراد أنفسهم.

*تحدثت عن التغطية المتميزة لقناة أبو ظبي  للحرب على العراق  كأحد  الذين قاموا بالتغطية للحرب بصورة حثيثة ابان وبعد الحرب على العراق وقدمتم أكثر من برنامج حول الموضوع.وكانت قناة أبو ظبي ملاصقة لقناة الجزيرة..ونتذكر جميعا  الشهيد طارق أيوب وكيف ساعدتم على نقل جثمانه, واخرجتم المصابين والجرحى حين تم استهداف  مقر قناة ابو ظبي ومقر قناة الجزيرة

ماذا يمكن أن تعلمنا عن ذكرياتك أثناء الحرب؟ما الذي شدك؟ما الذي المك؟؟

حين تذهب الى أرض الحدث ترى بعينك ما لا تستطيع أن تنقله عين الكاميرا.فعين الكاميرا تخلّف لديك انطباع قد يخلّف لدى ملايين من البشر بحكم أنها عين واحدة لكل هذه الملايين. ولكن حينما تذهب بنفسك  أنت ترى مشاهد تخلّف لديك ما تعجز الكاميرا أن تخلفه.

وطبعا كانت التجربة  الميدانية الحربية الاولى لي كمراسلوهي بحد ذاتها ثرية  وفريدة من كل النواحي بالنسبة لي فقد استفدت من التغطية حقيقة ما لا استطيع أن احققه ربما في عشر سنوات أعمال مكتبية أو من خلال الاستوديوهات أو من خلال تواجدي في القناة نفسها.

 تجربة ثرية على الصعيد الانساني وعلى الصعيد العملي وعلى الصعيد السياسي وعلى الصعيد الاجتماعي .

  والذي آلمني أكثر في هذه التجربة أنك ترى دولة مثل العراق-يمكن الدولة العربية الوحيدة من مجموع الدول العربية -التي تستطيع أن تحقق ما حققه الاخرون في دول شرق اسيا "النمور الاسيوية "على سبيل المثال ماليزيا.. واندونيسيا ..وغيرهما من الدول التي تمتلك من الثروات ما يؤهلها لذلك لكن للاسف كل هذا يذهب هباءا منثورا بغض النظر عمن تسبب في ذلك.

قديما العرب قالت"عندما يتعلق الامر بمصير الوطن فالغباء والخيانة يتساويان.وما بين غبي وخائن ذهب العراق أدراج الرياح!!!فهذا أكثر شيء آلمني في العراق لأن الحال انتهى الى ما انتهى اليه .

· أيضا من خلال البرامج التي كانت تعنى بالعراق ..جسور..والمدار..ودنيا..؟

"يقول مقاطعا" نعم.. المدار قدمناه شهر في العراق..وقدمنا جسور وكانت خمس حلقات بثت من خلال خمس أسابيع..ودنيا قدم من أبو ظبي ولم يقدم من العراق بل كانت هناك تقارير لدنيا ولكن البرامج التي كانت تقدم ميدانيا هي التغطية المباشرة للأحداث أي المراسلة اضافة للمدار وجسور.

· قلت أنها التغطية الاولى لك لحرب في المنطقة العربية..يعني هل أنت بذلك تقر بما يقوله البعض حول أن "مراسلو أبو ظبي لبغداد أو بعضهم حديثوا العهد بالتغطيات العسكريةحيث كانت تغلبهم الحماسة في النقل المباشر؟

    لا.. بالعكس كان في أوساطنا مراسلون لهم خبرة ممتازة جدا . فمثلا مسعود بن الربيع رجل غطى الكثير من المعارك وكثير من ساحات المواجهات.وكان ضيف دائم على شاشة قناة أبو ظبي  لمشاهديها..

  أيضا هاشم أهل بّرا ..غطى الحرب وكان ممن سبق لهم أن غطوا ساحات مواجهات في افريقيا وفي اماكن متفرقة من العالم.

هشام بدوي ممكن المراسل الذي ما كان يتمتع بخبرات ميدانية.

  هو يمكن المشكلة التي دفعت البعض الى الاعتقاد بان  الاداء غلبه الحماس كون أن الحرب لمن يشاهدها مختلفة تماما عمن يوجد في قلب الحدث..يا أخي مهما حاولت أن أصف الساعات التي يكون فيها القصف قريبا جدا منك, أو في محيط المكان الذي توجد انت به.. ليس هنالك من كلمات تستطيع أن تصفه.بالتالي.. نعم قد تكون هناك حماسة ولكنها مرتبطة بالحدث نفسه .وهي مبررة تماما و90% من مراسلي القنوات الاخرى لم يكونوا في اطار الحدث..

*"مقاطعا" مثل  أي القنوات؟

 الجزيرة على سبيل المثال كانوا يلجأون الى وضع كاميرات على سطح المنزل..وتترك وينزلوا ليغطوا من الأسفل. يعني لم يكن المصور يتواجد بالقرب من كاميراته.. ولم يكن المذيع يتواجد فوق المنزل..اذ كان يتواجد المذيع اضافة الى باقي الطاقم في القبو ومن خلال الشاشة يعلق على ما يراه يعني يرى الحدث كما تراه أنت كمشاهد!!من خلال شاشة..

-* "مقاطعا"لكن الشهيد طارق أيوب استشهد على السط ح وبالقرب من الكاميرا ...!؟!

 مقاطعا" لأ.. الذي حدث التالي.. أن الكاميرا انحرفت بسبب قذيفة كانت قريبة من المكان فطلبوا من المصور ان يذهب الى الاعلى ويعّدل وضعية الكاميرا...طارق أيوب رحمه الله قفز.. وذهب الى الاعلى ولحقه مساعد المصور العراقي..فطارق أيوب..وتيسير علوني..ومها عبد الله...كانوا تحت بالاسفل..بينما قناة أبو ظبي عندما كانت تنقل الحدث مباشرة.

ولهذا السبب اذارجعت بذاكرتك للوراء كاميرا قناة أبو ظبي هي الكاميرا الوحيدة التي كانت تتحرك  أثناء القصف بينما كانت كاميرا الجزيرةstil ثابته!!!نحن كنا على سطح المنزل حين تقصف بغداد...حين قصفت وزارة التخطيط ..حين قصف المجمع الرئاسي...حين قصف ذلك المحيط بأجمعه كنّا على سطح المنزل بينما كان الاخرون في الاسفل.. وعلى فكرة مغظم العاملون في  المحطات الاجنبية لم يتجاوزوا الفنادق التي كانوا يتواجدون فيها..ومعظم الصور التي كانت ترد اليهم كانت ترد عن طريق ال        ABTN .ولم تردهم عن طريق كاميراتهم الخاصة فيهم!

أنا أذكرك الان  قل لي كم مرة رأيتExclusiveأو صور خاصة ب الBBCأو ب ال SKY NEWS أو بالCNN من داخل بغداد؟معظم الصور الخاصة التي كانت تأتيهم اما عن طريق أبو ظبي واما عن طرق الABTN وطبعا ما كانوا يضعوا عليها صور خاصة. والصورالاخرى التي كانت تأتيهم كانت تأتيهم من الصحفيين الذين يرافقون القوات الامريكية أو القوات البريطانية.

*  أيضا وفي نفس الموضوع..بعد الحرب على العراق ومن خلال استضافتك للصحاف كنت تسأله قائلا" لو ان صدام وافق على  مبادرة "المغفور له" الشيخ زايد فهل كان حدث كل ما حدث؟أنا الان بدوري أسالك نفس السؤال....هل كان ليحدث كل ما حدث؟

    - لأ.. لم يكن ليحدث. لأن دولة الامارات لم تطرح المبادرة الا بعد ما تأكدت أن الطرفين سيقبلان بها.كان هناك جس نبض وموافقات مبدأية.. لهذا السبب طرحت المبادرة ..يعني عفوا.ساذج جدا من يعتقد أن دولة بحجم دولة الامارات   تقدم على طرح مبادرة مثل هذه المبادرة في قمة عربية دون أن يكون على الاقل لديها قبول مبدأي من الطرفين سواء من الولايات المتحدة الامريكية أو من العراق...بأن المبادرة ان طرحت ستقبل. ولكن ما حدث أن العراقيين تراجعوا عن القبول المبدأي الذي كانوا قد وضعوه في أيدي الامارات!  ولهذا السبب دهشنا في دولة الامارات حتى من تبعات زلزال الرفض العراقي..فالرفض العراقي لم يكن فقط مقتصرا على الرفض بل تجاوزه الى حدّ حتى الاسفاف والتناول الشخصي والتجريح لرموز دولة الامارات للأسف .وهذا كان تضليل  للرأي العام العربي بالتأكيد..يعني حاولوا يظهروا وكأنهم متفاجئين بالمبادرة وهي لم تكن مفاجأه للطرفين..لأنه وكما قلت قيل للطرفين أن المبادرة ستطرح.

· نتحدث قليلا عن جانب اخر ونقول أن الامانة العامة لجائزة" تريم عمران الصحفية"..أعلنت أنك أفضل اعلامي لعام2003 كيف نظرت لهذا التكريم لصحفي عمره الاعلامي 4 سنوات؟

في عام 2003 كان عمري الاعلامي 3 سنوات وجائزة" تريم عمران "حقيقة وضعت على كاهلي حمل ثقيل.. فمن المعروف أن النجاح في حد ذاته صعب ..ولكن البقاء على ذلك النجاح هو الاصعب.  وامانة الاختيار وضعني في موقف لا أحسد عليه..فالآن أنا مطالب بأن اضاعف كل جهودي التي كنت أبذلها في السابق حتى أبقى في مستوى ما يراه فيّ البعض.والجائزة بقدر ما هي عبيء على الكاهل..هي أيضا حافز للشخص حتى يبذل كل ما لديه  وهي أيضا رسالة لمن يعمل في أي مكان..فليس المهم سنوات الخبرةان جاز التعبير.ولكن المهم كيف تؤدي ذلك العمل.

قد تكون اعلامي في سنتك الاولى ولكنك تحصد جوائز وتستطيع ان تكون اعلاميا في شهرك الاول وتحصد قلوب.. وعقول.. وأفئدة.. وهي الاهم من الجوائز..فبالتالي جائزة "تريم عمران" ليست الجائزة الاولى..فثروتي الحقيقية هي تلك المشاعر..هذا الاقتراب الحقيقي من الناس.. المصارحة ..الابتسامة النظرة التي احيانا تعبر عن الشعور الذي لا تستطيع أي جائزة في العالم أن تأتي فيه.

· هنالك من  وصفك بعلامة أبو ظبي المسجلة...ليس فقط بالقناة ولكن في القلوب...كيف استطعت أن تكسب حب المشاهد؟كيف اقتربت للمشاهد بهذه المسافة الكبيرة  خلال فترة زمنية قليلة؟

  أنا قررت منذ انضممت الى قناة أبو ظبي أن أكون أنا,ولا أكون شخص أخر. يعني لو رأيت جابر عبيد على الشاشة أورأيته خلف الشاشه أو رأيته في مكان عام, ستراه هو.. هو.أتكلم بنفس الحدّة أتناول الموضوع بنفس الطريقة..أتحدث اليك بنفس الحميمية..لهذا السبب أعتقد أن المشاهد أصبح مشاهدا ذكيا ..وليس كما كان عليه الحال في السابق..يعرف تماما متى يتصنّع المذيع.. ومتى يدّعي المذيع..ومتى يكذب المذيع! ومتى يجامل المذيع..اعتقد أن معرفة المذيع الحقيقي "بأن  المشاهد يمتلك وسائل لكشف زيف وادعاء  أي مذيع مذيع أمامه ,سيدفعه  هذا بالتالي الى أن يكون هو نفسه..وهي مشكلة لأن هناك بعض المذيعين..اذا أراد أن يكون هونفسه.فهو نفسه ذلك المزيف!فأنا قررت أن أكون نفسي لا أكثر ولا أقل والحمد لله رب العالمين أعتقد انه كان الاختيار صائب.

*بصفتك اعلامي عربي كيف تعرّف لنا معنى الحيادية في الاعلام العربي وهل استطاع الاعلام العربي منافسة الاعلام الغربي أم لا ولماذا؟

    أنا اعتقد أنه ليس هنالك ما هو حيادي فيما يتعلق بتناول الاخبار .فلكل انسان على هذا الكوكب قضية ما  يؤمن بقضية اجتماعية ..سياسية ..دينية.. ويعمل بالتالي بناءا على هذا الايمان وبناءا على ما يدفعه هذا الاعتقاد أو الايمان الى تبنيه..ونفس الشيء في الاخبار.كل محطات العالم سواءا الBBCأو ب ال SKY NEWS أو بالCNN  وانتهاءا بالمحطات العربية كالعربية وأبو ظبي والجزيرة..هناك قضايا يتم تبنيها..قد تبدو ظاهرة للعيان او قد تكون مخفية في بعض المحطات .

  يعني المشاهدين معظمهم ما شاء الله اذكياء ولماحون بسرعة يستطيعون أن يضعوا يدهم على توجه القناة..ما في قناة اسمها قناة حيادية أنت يجب أن تتبنى قضية..فمثلا قناة أبو ظبي يبدو جليا أنها تتبنى الخط السياسي الذي تتبناه دولة الامارات فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية على سبيل المثال والعربية يبدوا جليا وواضحا أنها تتبنى خط الدفاع عن المملكة العربية السعودية بحكم أنها أصلا مملوكة للمملكة العربية السعودية..

· "مقاطعا"وكأنك تقول أن الانحياز لقضية هو حيادية؟؟

عفوا... يعني ان لم تكن مؤمنا بقضية فأنت انسان مفرّغ..نحن بماذا نختلف عن سائر خلق الله؟ نحن نختلف بالمشاعر.. بالاحاسيس.. بالعقل.. بالقلب.. بايمانا بقضايانا ,ويجب أن ندافع عنها في بعض الاحيان كما في القضية الفلسطينية يجب أن تقدم الارواح في سبيل الايمان بهذه القضية.

· أيضا نقول نلتقي لنرتقي..بماذا يذكرك ذلك؟

   ببرنامج ستوديو واحد ..وهو برنامج نقدمه في اذاعة أبو ظبي ..أنضممت الى اسرته تقريبا بشهر ايلول/2004 وهذا البرنامج يتناول القضايا الاجتماعية الخاصة بدولة الامارات..والامانه أن جمهور دولة الامارات كان يعرف جابر عبيد من خلال  شاشة قناة أبو ظبي على صعيد القضايا الدولية..على صعيد قضية فلسطين..على صعيد القضية العراقية ..والقضايا الاخرى..وحقيقة كنت مفتقدا لتلك الوصلة  الداخلية.. ويمكن ستوديو واحد هو من امّنها لي.

· هل يجد جابر عبيد نفسه امام الكاميرا أم امام المايك اكثر؟

أول ما تعرّفت على الاعلام تعرفت عليه من خلال الكاميرا..وأمانة أنا شخصيا أميل للتفاعل مع الكاميرا أكثر. لكن هذا لا يغفل حقيقة وهي أن المذياع الوسيلة الاكثر تأثيرا وجماهيرية..وهذا من أرقام الامم المتحدة التي تقول" ان في العالم كله مقابل كل قاريء ..أومقابل كل مشاهد هناك خمسة مستمعين..اذا لو قلنا أن عدد سكان العالم يبلغ الان " ستة مليارات" فهذا يعني أن "مقابل مليار مشاهد أو مليار قاريء هناك خمسة مليارات مستمع "كونها الوسيلة الاكثر قدرة على الاتصال والاقل تعقيدا وأعتقد وهذا اعتقاد شخصي أنها الاكثر قربا حتى الى المستمع.

· أيضا منذ بداية مطلع العام 2004 وانت تدير اذاعة أبو ظبي التي تضم باقة متنوعة من المحطات الاذاعية سؤالي هنا.أنت تقول أن زيادة الانتاجية والمهنية في الاداء شرطان أساسيان للنجاح وضح لنا ذلك؟

   زيادة الانتاجية يعني ببساطة أن نقدم ما يريد المستمع أن يظفر به ضمن هذه الوسيلة, ويتناسب في نفس الوقت مع الاطار المجتمعي والاهداف المجتمعية التي نضعها لتلك الوسيلة.

   والمهنية في الاداء يعني أن يتوافق الاداءمع تلك الاهداف ببساطة..وأنا ساتحدث  عن اذاعة أبو ظبي, اذاعة أبو ظبي مفرّقة" أن صح التعبير" فيما يتعلق بالاهداف التي أنشأت من أجلها فهناك هدف أنشأت من أجله الاذاعة  للأسف هي أنحرفت عن المسار فيما يتعلق بتحقيق تلك الاهداف.

   الان المراد أن نضع قطار الاذاعة  مرة أخرىعلى مساره.

ففي بداية العام قمنا باستطلاعات للرأي شملت الزبون الداخلي وهو" الموظف" والزبون الخارجي وهو" المستمع" قمنا بجسّ النبض وعرفنا ماذا يريد أن يستمع اليه المستمع ,ومن ثم قمنا ببناء دورة برامجية  تباعا, تتفق مع هذه التطلعات.

  وفي نفس الوقت يحقق الاهداف يعني ليس كل ما يريد أن يستمع اليه المستمع هو بالتالي جيد ..يعني يجب أن يتفق أيضا مع اطار المجتمع الذي نعيش فيه.

    وقمنا أيضا بلفت أنتباه العاملين في الاذاعة من" معدين ومن مقدمين ومن فنيين" الى أن التنفيذ خلف المايكروفون وخلف الجهاز أيضا يجب أن يتناسب مع هذه الاهداف..بمعنى لن يكون هناك في الاذاعة بعد اليوم مطلقا برنامج غير معروف ماذا يريد أن يحقق ..والفئة العمرية التي يستهدقها ..والاهداف التي يراد لهذا البرنامج أن يحققها..والمؤشرات التي يمكن أن تعطينا انطباعا بأننا سائرون نحو تحقيق هذه الاهداف.. وميزانية مرصودة طبعا لتحقيق هذه الاهداف.

· كلمة للشعب الفلسطيني والقاري الفلسطيني  ؟

أشكر لكم هذه الفرصة للتواصل مع أخواني الفلسطينيين ورسالتي الوحيدة أو طلبي الوحيد هو أن يبقى الشعب الفلسطيني كما هو عليه  , أنا لم أكن  أمانة أفهم  معنى شعب الجبارين الى أن أتيت الى فلسطين .

    أن تحرم دولة بحجم وقوة وجبروت اسرائيل من التمدد على ما تدعي أنها أرضها  وأنه الوطن هو في حد ذاته اعجاز.. عندما دخلنا جنين  مرتين كان بعض من أتوا معي يقولون أنظر الى معاناة الفلسطينيين ..أنظر الى الجنود الذين يحيطون بالفلسطينيين.. بجنين.. بغزة..ولكن  كنت أقول لهم" صحيح في معاناة ولكن المعاناة الاكبر هي للاسرائيليين انظروا كيف يمنع هؤلاء الاسرائيليون من التمدد بصورة طبيعية  في أرض هم  يقولون أنها أرضهم .. وطنهم .

  واسرائيل هذه الدولة التي تعجز عن مقارعتها الجيوش العربية و الدول العربية أنظر الى ما يفعله الفلسطينيون بهم  ما أعتقد أنه في شعب أخر على الكرة الارضية ممكن أن يقوم به .أتمنى  انهم يصلوا لما يريدون وتحسين أوضاعهم السياسية والاجتماعية .