كيف يمكن جذب سواد القراء إلى القراءة الأدبية؟

الناقد الجزائري عبد الملك مرتاض يناقش مفهوم القراءة

ميرزا الخويلدي

صدر أخيراً كتاب «نظرية القراءة» للناقد والباحث الجزائري الدكتور عبد الملك مرتاض، الذي يهدف إلى «تعميق القلق المعرفيّ، والدّعوة إلى السّعي الحثيث من أجل المزيد من التفكير في فتح أبوابٍ جديدة للقراءة الأدبيّة لا تزال غيرَ مفتوحة»، كما يقول في هذا الحوار الذي أجري معه على هامش مهرجان الجنادرية الأخير في الرياض بالمملكة العربية السعودية:

* في كتابك (نظرية القراءة)، وجدنا أن فكرة الكتاب انطلقت بعد بحوث عن السيرة الشعرية لأبي القاسم الشابي، في حين تناول الكتاب ثلاثة شخصيات ادبية بينها الغذامي والمسدي، فما قصة هذا الكتاب؟.

ـ لكلّ حادث حديث، كما يقال. فكثيراً ما يكون مجرّد سؤال عارض، أو رغبةٍ عابرة، سبباً لإنجاز عمل، أو تأليف كتاب، أو كتابة قصيدة، أو تدبيج رواية، أو النّهوض بأيّ شيء ذي قيمةٍ في الحياة. فعامّة الكتابات الأدبيّة عبر التاريخ تقوم على أسباب أو أحداث أو مناسبات معروفة. اما أهم الأسباب التي أفضتْ إلى تأليف (نظرية القراءة)، فكان أهمّها دعوة مؤسسة البابطين إيّاي للإسهام ببحث أحاول أن أعرض فيه لِمَا كُتِب من دراسات ونقود عن الشاعر أبي القاسم الشابي. وقد صادفتني مقادير كبيرة من الكتابات التي دُبّجت عن هذا الشاعر، فكان بعضها تقريظاً، وبعضها كتابات عارضة، وبعضها كتابات تقليديّة لا تكشف جمالاً، ولا تحلّل شعراً. فكان عليّ أن أجتزئ بالتوقّف لدى ثلاثة أعمال رصينة معاصرة هي لعبد اللّه الغذامي، وعبد السلام المسدي، وحمادي صمود.

ولَمّا كانت تلك الكتاباتُ الحداثيّة نفسُها، لهؤلاء النقاد الثلاثة، كُتبت منذ ما يقرب من ربع قرن، فقد بدا لنا عليها إضافات يجب أن تضاف، وقراءات أخرى قرأناها بها يجب أن تسجّل، فكانت فصولاً وفصولاً، خارج إطار بحث البابطين المحدّد بالمساحة، وتقدير الرّاحة!...

وقد تداعت الأفكار، وتواردت الخواطر، وانصرف الهمّ إلى البحث عن الإجراءات التي كان النُّقّاد الأقدمون يحلّلون بها الأشعار أمثال الزوزني، والمرزوقي، والتبريزي، وغيرهم... ثمّ تسجيل كلّ ذلك بالكتاب... فاستخلصنا من كلّ تلك القراءات وجود نظريّة عربيّة، تراثيّة، لقراءة النّصّ الشعريّ تنهض على ثلاثة أسس فصّلنا القول في شأنها في الفصل الثاني من كتابنا «نظريّة القراءة».تلك إذن أهمّ الظّروف السعيدة التي أفضت إلى تأليف هذا الكتاب.

* هل كان مفهوم (القراءة) مفهوماً حديثاً، ألم يكن مستخدماً في القراءات النقدية فيما مضى؟.

 ـ يعدّ هذا المصطلح النقديّ من المصطلحات التي ظهرت في القرن العشرين. أمّا قبل ذلك فكان النقّاد يمارسون القراءة حقّاً، ولكنْ تحت مصطلحاتٍ أُخَرَ... وكأنّ النقد الجديد أصبح يجنح إلى الاستغناء عن جملة من المفاهيم القديمة، وتعويضها بمفهوم القراءة الذي هو متابعةٌ جماليّة وفنّيّة وتقنيّة معاً لنصّ من النّصوص الأدبيّة من خلال تحليل بناهُ اللّغويّةِ برُكوب إجراءات ملائمة تليق بمضمون النّصّ وشكله جميعاً، وعلى أنّ القراءة التي يقترب مفهومها من التحليل لا ينبغي لها أن تُلغيَ مفهوم النقد الذي يجب أن يظلّ قائماً باقياً; فكما أنّ النقد لا يستطيع أن يُلغي القراءة، فإنّ القراءة، هي أيضاً، لا تستطيع، في رأينا، أن تلغي النقد.

* ما الأساس المعرفي لمفهوم (القراءة) كما يتضمنه الكتاب؟

ـ تخضع القراءة الأدبيّة، في عصرنا هذا، لتقنيات معرفيّة تختلف باختلاف الانتماء المدرسيّ لقارئ النّصّ ومحلّله; فإن كان اجتماعيّاً يحاول قراءة كلّ النصوص بأدوات سوسيولوجيّة، وإن كان بِنَوِيّاً قرأها بأدوات بِنَويَّة، وإن كان أنتروبولوجيّاً قرأها بأدبيّات أنتروبولوجيّة، كما جاء ذلك كلود ليفي سطروس، حين حلّل مسرحيّة سوفوكل (أوديب الملك)... وهلمّ جرّا...غير أننا ندعو إلى نبْذ الإِدْيولوجيَا حين قراءةِ النصّ الأدبيّ; ذلك بأنّ بعض المناهج والإجراءات تشكل عقبة كأداء، ولا تستطيع أن تصنع شيئاً ذا بال للنّصّ المطروح للتحليل... فليس كلّ منهج قادراً، على سبيل الإطلاق، على قراءة النّصّ الأدبيّ، بكفاءة معرفيّة وجماليّة كاملة، على سبيل الإطلاق أيضاً.

* تشير في كتابك إلى رؤية معرفية لدى العرب الأوائل في تأويل النصّ، لِمَ لَمْ تتحول هذه الرؤية إلى تراكم معرفي لتجارب تؤسس لنظرية في هذا السياق؟

ـ ربما نكون من أوائل النّقّاد بحثاً، وذلك في حدود اطّلاعنا على الأقل، عن أسس القراءة الأدبيّة لدى الأقدمين، فتوقّفنا خصوصاً لدى ثلاثة من أكابرهم وهم الزوزني في شرح المعلّقات السبع، والمرزوقي في شرح حماسة أبي تمام، والتبريزيّ في شرح «سقط الزنَد» لأبي العلاء المعرّي.

وكانت مثل هذه البدايات المحتشمة هي في نفسِها ضرْب من تأويل النصّ المطروح للقراءة، وخصوصاً حين كان يستغلق فهْمُ النّص (نصوص الشعر القديمة خصوصاً) فيحتمل عدّة أوجه من القراءة، كما نجد، مثلاً من ذلك، في شرح ابن سيده لمشكل أبيات المتنبي. ونحن نعلم أنّ عدداً كبيراً من النّقّاد العرب القدماء كانوا يقرؤون النّصوص الشعريّة (المعلقات: الزوزني والتبريزي. ديوان حماسة أبي تمام: المرزوقي وغيره كثير. سقط الزند: المعري نفسه، والتبريزيّ. شعر المتنبي: ابن جنّي، وابن سيده وغيرهما كثير...)، والنصوص النثرية كمقامات الهمذاني (محمد عبده)، والحريري (الشريشي)، وكنصوص الخطب الكبيرة مثل شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد...: أفلا يمثّل كلّ هذا تراكما معرفيّاً بنى عليه النّقّاد العرب بعض جهودهم، بالإضافة إلى تلقيح تلك الجهود بالنظريّات والتجارب الغربيّة في القرن العشرين؟ وأمّا أن ترقَى مثل تلك الجهود الكثيرة والخصيبة معاً، في التراث النقديّ العربيّ، إلى نظريّة للقراءة قائمة بذاتها، فإنّ ذلك لم يكن، بكلّ أسف..

* ممّ تعاني القراءة الأدبية، وما هي إشكالاتها من حيث المفهوم؟

ـ من أهمّ ما تكابده القراءة الأدبيّة هو المسألة المنهجيّة العويصة: فبأيّ منهج نقرأ النّصّ الأدبيّ؟ وبأيّ الأدواتِ والإجراءات نحلّله ونؤوّله؟ ذلك أنّه بحكم انتماء هذا النصّ إلى حقل العلوم الإنسانيّة فقد يكون لكلّ محلّل منطلقاتُه الفلسفيّة أو المعرفيّة أو المنهجيّة أو الإدْيولوجيّة فيحاول إخضاع النّص المطروح للقراءة لبعض ما في نفسه من اقتناعات، كما سبقت الإيماءة إلى ذلك. فربما تكون هذه المشكلة مركزيّةً في تناوُل النّصّ وتحليله... وحتّى إذا وقع تحليل نصّ واحدٍ من محلّلَيْنِ اثنين أو أكثر، افتراضاً، فإنّهما وان انطلقا من منطلَقٍ فكريّ واحد، وإن استعملا أدوات وإجراءات واحدة، افتراضاً على الأقلّ، إلاّ أنّنا نتصوّر أن النتائج ستختلف، لدى نهاية الأمر، بالقياس إلى كلّ محلّل، أو قارئ، فكيف إذا اختلفت الرُّؤى والخلفيّات الفلسفيّة في قراءة النّصّ الواحد؟

ولعلّ نقطة الضعف في النّص _وهي في الوقت نفسه نقطة القوّة فيه- أنّه يمنح كلَّ من يجيء إلى قراءته شيئاً لم يكن منحَه قارئاً آخرَ من قبل، فهو مزدخِرٌ بأنواع القراءات يُعاطِي كلّ من استعْطاه.

* تحدثت في الكتاب عن علاقة القراءة بعالم الكتابة، ماذا تعني؟

ـ قد نكون نحن من أوّل من تحدّث عن هذه المسألة، إن لم نكن أوّلهم، وهي علاقة الكتابة الحميمة بالقراءة; فهي علاقة حميمة، بالفعل، على الرغم من لطِفها وإشكالها في التمثّل الذهنيّ للنّاس. فقد تصوّرنا، نحن، أنّ الكاتب حين يكتب نصّاً أدبيّاً ما، إنما هو يقرأ، من بعض الوجوه، نفسَه، قبل أن يقذف بما يقرأ إلى قارئه أو متلقّيه. فبدون هذه القراءة التي تُخرج نصّاً من عدم إلى وجود، لا يكون للنّصّ الأدبيّ وجودٌ أبداً. وإلاّ فهل يجوز لكاتب من الكاتِبين أن يكتب شيئاً للنّاس من عدمٍ من القراءة الدّاخليّة التي تمثُلُ له نصّاً قائماً بذاته قبل أن يستحيل إلى نصّ مسطور على قرطاس... أرأيت أنّ الشاعر حين يكتب بيتاً من الشعر يتمثّل له في الغالب في القريحة، فتكون قراءته داخل قريحته، قبل أن يُحِيله إلى نصّ مكتوب.فمثل هذه العلاقة الأولى بين النّصّ المكتوب من وجهة، والنّصّ قبل الكتابة من وجهة ثانية، والمؤلّف الذي يكون واسطة بينهما.

* وماذا عن نظرية «موت المؤلف»؟

ـ هنا تبدو هشاشة هذه النظريّة الحداثيّة العابثة المنادية بموت المؤلّف، هي التي يجب على النّقد الجديد أن يتعمّق في بحثها لإمكان الانتهاء فيها إلى نظريّة.

* قسمت القراءة إلى أقسام متعددة، ورأيت أن طرق القراءة قد تطورت، ما علاقة هذا التطور بتأسيس العلوم الحديثة، وما هو دور الحداثة في مثل هذا التطور؟

ـ الحقيقة أنّ القراءة الأدبيّة عالَم مفتوح لا تُغلَق آفاقُه، وحقلٌ خصيب لا يُجْدب عطاؤه; فكلّ مَن يقرأ نصّاً أدبيّاً يدرك منه ما لا يُدرِك سواه، وقد يجد فيه ما لم يكن وجد فيه الذين سبقوه إليه. وسواء علينا أكانت هذه القراءة احترافيّة منتجة، أم هاوية مستهلكة. وإنّ قراءة أيّ نصّ من النّصوص يستدعي، من حيث المنطلَق، تمثُّلَ جملةٍ من المستويات بحيث يمكن قراءته في المستوى اللّغويّ (ولا يعني هذا، القراءة المنطلقة من اللسانيّات، ولكننا نؤثر أن يكون المنطلَق سيمَائيّاً، إذ كان عطاء اللسانيّات بحكم علميّته وصرامته محدوداً، في حين أنّ السيمائيّات تهَبُ النّصّ مستوياتٍ من القراءة التّأويليّة تتعدّد أبعادها، وتتجدّد آفاقها، فلا تكاد تنتهي... فالسّمة اللّفظيّة، إذا تحدّثنا عن هذه القراءة في مستواها اللّغويّ (ليس بالمفهوم المعجمي، وليس بالمفهوم اللّسانيَّاتيّ أيضاً، كما سلفَتِ الإشارة، ولكن بالمفهوم السيمَائيّ...) لا تزال تتحلّب بالرموز والمعاني والدلالات حتّى تغتديَ السمة اللّفظيّة الواحدة ذات أوجهٍ للقراءة متعدّدةٍ، وكلّ سمة لفظيّة ترتبط مع صِنوتها ـ أو صِنواتها ـ فتكوّنان علاقة ثالثة تتشابك في مجموعها مع المجموعة الأخرى من السمات المتداخلة المنتظمة في نسْج لغويّ مثقَلٍ بالدلالات التي لا تنتهي إلاّ لكي تتجدّد، ولا تتفرّد إلاّ لكي تتعدّد، ولا تنغلق على نفسها داخليّا، إلاّ لكي تنفتحَ على سَوائِها خارجيّاً دون الوقوع في فخّ المرجعيّة، أو ما يمكن أن يطلق عليه السياق. فهذه القراءة تنطلق من داخل نفسها، ومن عُمق ذاتها، فلا تغادر كينونتها إلاّ بالذوَبان في أرجاء هذه الكينونة... الخارج كأنّه غير موجود، فلا شيء غير اللّغة تُعطي وتأخذ في الوقت ذاته. وتنتج وتستهلك في الوقت نفسِه. وكلّ ذلك بفضل العلاقات المفتوحة التي تتناتج، أو تتبادل التناصّ، فيما بينها فلا تنتهي، أو لا تكاد تنتهي... ويبدو ذلك واضحاً في القسم الثاني الذي عقدناه من هذا الكتاب للتجارب التطبيقيّة في قراءة النّصّ الأدبيّ... وحين ننتهي من هذا المستوى ننزلق إلى ضرْب آخر من القراءة، وهو المستوى الحيزيّ (الْتماس الجانب الفضائيّ في السّمات اللّفظيّة، بحيث يقع الْبحث عن الأحياز التي تنتجها السّمات اللّفظيّة); ثم المستوى الزمنيّ الذي كنّا أومأنا إليه في بعض الإجابات السابقة، ثمّ المستوى الإيقاعيّ إذا كان النّصّ شعريّاً، أو نثريّاً كلاسيكيّاً، كخطب القدماء، وكنصوص المقامات... وهنا يقع الْتماس ما تمنحه اللّغة العربيّة من إيقاعات قد لا توجد في سَوائها من اللّغات العالميّة، إذا تراكبت جملُها، وتقابلت ألفاظها.

* ما هي الثمرة النهائية من هذا الكتاب؟ بمعنى ماذا يقدم الكتاب للباحثين العرب في الحقل الأدبي؟

ـ إنّ أيّ بحثٍ في العلوم الإنسانيّة لا تُجْنَى منه الثمرة بصورة مباشرة، وظاهرة; فإنّ مِن البحوث لَمَا يكون ذا مغزىً نظريّ خالص; وإنّ منها لَمَا يُثير جملة كثيرة من الأسئلة فيجيب عن بعضها، ويذَر بعضها الآخرَ لِسَوائه، لكي يحاول الإجابة عنها، بطريقة غيرِ الطريقة التي تبنّاها هو في الإجابة عنها... بل إنّ منها لَمَا قد لا يأتي شيئاً غيرَ طرْحِ الأسئلة، دون الالتزام بالإجابة عنها إطلاقاً... ثمّ، لنفترضْ أنّ الواحد منّا يطرح سلسلة من الأسئلة المعرفيّة القلِقة، ثمّ يجيب عنها، بقلَق أو اطمئنان; فهل يعني ذلك أنّنا سنتّفق معه في مُساءلاته وفي إجاباته معاً؟ فالمسألة كما نرى هي من التعقيد والإشكال بحيث يصعب طرْح السؤال بالكيفيّة التي طُرِح بها...

ومن ثَمّ فكتابنا هذا ليس كتاباً في «نحو» القراءة الأدبيّة، بحيث كلّ من أراد أن يقرأ نصّاً واستغلق عليه أمره يرجع إليه ليجد الجواب الكافي الشافي.. وكان رولان بارت قد تحدّث عن بعض هذا في سرْد حكاية وقعتْ له مع طالبة جاءت تسأله عن كيف تقرأ نصّا أدبيّاً وتحلّله؟ بل إنّ كلّ ما نهضنا به أنّنا تابعنا الجهود التي قام بها النّاس قبلنا في القديم والحديث، وفي الشرق والغرب، وهم يقرؤون النّصّ الأدبيّ... ثمّ جئنا نحن، وانطلاقاً من هذه التجارب المتراكمة، فحاولنا أن نؤسّس جملة من المبادئ الكبرى التي يمكن الاستئناس بها لدى قراءة نصّ من النّصوص. ولعلّ أهمّ ما توصّلنا إليه، أنّ النّص الواحد قد يُقرأ عدّة مرّات من شخصٍ واحدٍ، فيختلف عطاؤه. وقد كنّا نحن نهضنا بهذه التجربة بعدُ حين قرأنا قصيدة «أشجان يمانية» لعبد العزيز المقالح قراءتين اِثنتين منفصلتين، كلّ منهما أثمرتْ كتاباً كاملاً دون أن تشتبه القراءة الثانية بالأولى، بلْهَ أن تتماثل معها...

وإذن، فلا شيء يقدّمه كتابنا هذا إلى الباحثين العرب غير تعميق القلق المعرفيّ، والدّعوة إلى السّعي الحثيث من أجل المزيد من التفكير في فتح أبوابٍ جديدة للقراءة الأدبيّة لا تزال غيرَ مفتوحة... فكما أنّ النّصّ لا تحدّه الحدود، وسيظلّ الإبداع في شأنه مفتوحاً إلى يوم القيامة; فكذلك ما يُكتب من حوله يجب أن يظلّ مفتوحاً، وهو تحليله وقراءته وتأويله... وشيء آخر قدّمه هذا الكتاب، وهو ما نهض به من قراءة لنصوص أدبيّة، في قسمه الثاني التطبيقيّ، على نحوٍ يختلف عن القراءات الأدبيّة الأخرى. ولكنّ ذلك كلّه يظلّ مجرّد تجارب أوليّة لا يمكن الاستمساك بها إلى درجة التعصّب لها، والدّفاع عنها.