الجنوب النيجيري

أكبر معاقل التنصير في إفريقيا

أجرى الحوار/ أسامة عبد الرحيم

بعد مرور عدة سنوات على شعار ما يُسمى بالحرب على الإرهاب، والذي قُصد به الحرب على الإسلام، كشفت الأجندة الغربية صراحة عن وجهها القبيح وجاهرت بعدوانها المستميت على الإسلام؛ عقيدة وعبادات ومعاملات وأخلاقًا، وعدوان آخر على المسلمين في شتى بقاع الخارطة الأرضية.

وأخذت نيجيريا الدولة الإفريقية الغنية بالنفط نصيبها مبكرًا حتى من قبل هذه الحرب؛ حيث بدأت الحرب الخفية على المسلمين الذين يشكلون أغلبية صامتة منذ تسلم الرئيس "أوباسانجو" النصراني المتعصب شوكة السلطة حتى رحيله عنها، وتعمدت الحكومات إضعاف المسلمين وتحييدهم اقتصاديًّا وتعليميًّا وإعلاميًّا وعسكريًّا وسياسيًّا.

ونحاول في هذه المقابلة مع الداعية الناشط الأستاذ "داؤد عمران ملاسا" الرئيس العام لجماعة تعاون المسلمين، تسليط الضوء على واقع العمل الإسلامي في نيجيريا، لاستنقاذ المسلمين والحفاظ على الهوية وتطبيق الشريعة، ومقاومة التنصير وزحف المعتقد الشيعي.

* بداية، نرحب بالداعية الناشط الأستاذ داؤد عمران ملاسا، ونريد تعريف القارئ العربي ببطاقتكم الشخصية والدعوية، وتعريفًا آخر عن جماعتكم "تعاون المسلمين" ونشأتها وأطر ممارستها للدعوة في نيجيريا.

** أنا نيجيري من قبيلة يوروبا ثاني أكبر قبائل نيجيريا بعد قبيلة هوسا، تعلمت الدراسات العربية والإسلامية في نيجيريا على أيدي عدة من مشايخ السنة في الجنوب، وأنا الآن أعمل مدرسًا وداعية.

قمت بتأسيس جماعة تعاون المسلمين سنة 1414 هجريًّا، لإنقاذ المجتمع النيجيري والشباب وغيرهم من خطر الحركات التنصيرية والتغريبية والانحرافات التي ظهرت بالقوة منذ استقلال نيجيريا عام 1960م.

من المعلوم أن الحكومة الإسلامية هي جدار الأمن للشعب المسلم والمجتمع والأسرة والأفراد, تقوم بحماية حياتهم ودينهم وأعراضهم وحقوقهم، فالواجبات الدينية ـ كما قال الإمام المجدد ابن تيمية رحمه الله ـ لن تتم إلا بالسلطان.

ففي جنوب نيجيريا، لا حماية لإسلامنا وحياتنا, والواجبات الدعوية والتعليمية والعبادة والعقيدة ضائعة بسبب عدم وجود السلطة أو الحكومة المسلمة التي تقوم بهذه الأعمال.

ولذلك فالجماعات الإسلامية والمراكز هي الوقاية الوحيدة التي تحمي الدين، ولكن هذه الجماعات ضعيفة أو جاهلة وأحيانًا منحرفة.

فلما رأينا واقع مجتمعاتنا يسوء كل يوم ويضعف ويستسلم للتغريب، وأفراده يتنصرون وينحرفون عن الطريق الصحيح؛ فلذلك فكرنا في عمل لا يمكن النجاح فيه إلا بالتنظيم والتعاون مع الغير أفرادًا وجماعات، فمن هنا خرج الاسم "تعاون"، وتجمع شباب يؤمنون بالإسلام ويتحمسون ويتعاطفون مع القضايا الإسلامية ويحبون الدعوة، فتربى الكثير على الإيمان والعمل والعلم والدعوة، وذلك بالكتب الإسلامية؛ من القرآن والأحاديث الصحيحة والتوحيد والعقيدة الصحيحة والوسطية والآداب والفكر الإسلامي والفقه.

والجمعية تلعب دورها في نشر الوعي الديني وتصحيح العقيدة والفكر، وللجمعية أكثر من 25 مدرسة، وأسست الجمعية مستشفى إسلامي، وللجمعية كذلك مركز إعلامي "مركز القدس الإسلامي للإعلام".

* الأستاذ داؤد: يشكل المسلمون أكثر من 70% من عدد سكان بلدكم البالغ أكثر من 130 مليون نسمة، فهل كان وجود الرئيس النصراني "أوباسانجو" على رأس السلطة في نيجيريا, وتحكم الأقلية بالأكثرية مانعًا حقيقيًّا من تطبيق الشريعة؟ وهل تتوقعون بعد تولي الرئيس المسلم "أومارو يار أدوا" السلطة إنعاش الأمل في تطبيق الشريعة؟

** المشكلة في تطبيق الشريعة الإسلامية في نيجيريا ليست في تولي المسيحي السلطة، ولكن في وجود تيار علماني يخدم الغرب ويأتمر بأوامرهم، ينتسب إلى التيار عدد من المسلمين الفاسدين وكذلك من المسيحيين، إلا أن الكثير من الساسة المسيحيين ينتسبون إلى التيار لخدمة مصالح كنائسهم.

وليس لنا أي أمل في تطبيق الشريعة الإسلامية بعد تولي الرئيس المسلم عمر موسى ياردوا السلطة؛ لأنه ينتسب إلى التيار الحاكم العلماني.

بالإضافة إلى ذلك، المجتمع النيجيري بما فيه المسلمون بحاجة ماسة إلى معرفة ما هي الشريعة الإسلامية؟ فالجهل يلعب دورًا مهمًّا في معارضة البعض لفكرة تطبيق الشريعة الإسلامية في ولايات نيجيريا ومدنها.

* على الرغم من أن معظم سكان نيجيريا من المسلمين السنة، والجزء الآخر من النصارى، إلا أن غالبية النصارى يعلنون تأييدهم لكيان الاحتلال الصهيوني ويدعمون مواقفه العنصرية والاقتصادية أيضًا، ويأتي ذلك في الوقت الذي يعلن فيه المسلمون تضامنهم بطبيعة الحال مع الموقف الإسلامي المناهض للعدوان والاحتلال في فلسطين، ما موقف جماعتكم "تعاون المسلمين" من القضية الفلسطينية؟

** جماعة تعاون المسلمين هي أكبر الجماعات الإسلامية النيجيرية التي تهتم بالقضية الفلسطينية وتدعمها وتجمع وتصنع للقضية أنصارًا ومتضامنين، وهي تنظم في رجب هذا العام ما يمكن أن نسميه أكبر تجمع وفعالية في نيجيريا لنصرة القضية الفلسطينية، كما أن الجمعية قادت وتقود عدة مسيرات غاضبة تضامنًا مع القضية وغيرها من القضايا الإسلامية العالمية، وسيشارك في الملتقى القادم عدد من العلماء والشخصيات الإسلامية وحركات وجماعات إسلامية من داخل نيجيريا ومن مثل لبنان وسوريا ومصر واليمن والبحرين إن شاء الله.

* الأستاذ داؤد تحدثتم قبل ذلك عن خطر شديد يهدد مستقبل الإسلام في نيجيريا، وأشرتم على وجه التحديد إلى النشاط التنصيري، وجهود كنسية لإقامة كيان نصراني مستقل في الجنوب الغني بحقول النفط، هل لكم أن تعطونا صورة واضحة عن التنصير ووسائله في نيجيريا وجهود جماعتكم في مواجهته؟

** النشاط التنصيري والجهود السرية للكنائس والجمعيات التنصيرية لتأسيس مملكة مسيحية انفصالية في جنوب نيجيريا كل ذلك ممول من قِبَل دول غربية تعمل للسيطرة على نفط نيجيريا واقتصادها.

فأماكن الثروة كلها يسيطر عليها المسيحيون لاسيما حقول النفط، كما يسيطرون على الإعلام والجامعات والمدارس الحكومية, ويستخدمون قوتهم وتأثيرهم الإعلامي والتعليمي لتنصير المسلمين ولتشويه صورة الإسلام.

أما عن وسائل التنصير في نيجيريا, فمن وسائلهم تأسيس مؤسسات خيرية تقدم الخدمات الإنسانية والاجتماعية لتنصير المسلمين.

كما أنهم يستخدمون مدارسهم الأهلية غير الحكومية للتنصير كذلك، ولهم آلاف من الدعاة المنصرين منتشرين في قرى ومدن نيجيرية.

وقمنا في جماعة تعاون المسلمين بتأسيس أكثر من 25 مدرسة ابتدائية وإعدادية في أكثر من عشرين مدينة نيجيرية لمواجهة التحديات التنصيرية التعليمية ولكن للأسف أن المدارس المسيحية نوعية ومتقدمة ومدعومة بملايين من الدولارات الأمريكية واليورو الأوروبي.

كما أسسنا بقدر طاقتنا مركزًا إعلاميًّا باسم: مركز القدس الإسلامي للإعلام، وذلك لمواجهة النشاطات التنصيرية ولتثقيف مسلمي نيجيريا ونشر الوعي الديني، والمركز بحاجة ماسة إلى الدعم المادي والثقافي ليتمكن من أداء واجباته.

* هذا بدوره ينقلنا إلى الحديث عن جهود نشر اللغة العربية والتعليم الإسلامي، ما مدى اهتمام الحكومات والجمعيات الإسلامية في دعم وتعليم الدين الإسلامي، وما هي العقبات التي تعترض التوسع في هذا الاتجاه؟

** والله، هناك خطر كبير لمستقبل اللغة العربية والتعليم الإسلامي في نيجيريا، نتيجة لعدم اهتمام الحكومة بهما، والجماعات الإسلامية غير قادرة على دعم نشر تعليم اللغة العربية والتعليم الإسلامي، فالطلاب الذين أكملوا دراستهم الثانوية في مدارس عربية وإسلامية لا يجد أكثر من 85 % منهم السبيل للاستمرار ودخول الجامعة؛ نتيجة لعدم وجود الجامعات العربية في نيجيريا.

والجامعات العربية والإسلامية في الدول العربية والإسلامية غير مؤهلة لقبول الطلبة النيجيريين إلا قليلًا ونادرًا.

* ما هو التقييم الواقعي لدور المؤسسات الخيرية والإغاثية العربية والإسلامية في مواجهة برامج التنصير؟ ولماذا يشعر المسلم النيجيري بأنه منعزل عن العالم الإسلامي ويجهل قضايا أمته الراهنة؟ وما مدى حجم التواصل والتأثير الإسلامي في الإذاعة والصحافة والإعلام بشكل عام؟

** مسلمو نيجيريا منعزلون عن العالم الإسلامي ويجهلون القضايا الإسلامية العالمية، على رأسها قضية فلسطين والعراق والرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمسيحيون يسيطرون على الإذاعة والمراكز الإعلامية وعلى الصحافة.

الفقراء والمتسولون هم من يسيطر على الشوارع الجنوبية والشمالية حيث توجد الأغلبية المسلمة وتضر هذه الظاهرة بصورة الإسلام والمسلمين، فتجد طبيبًا مسلمًا واحدًا من مائتي طبيب مسيحي وكذلك من الصحافيين ومن المدرسين والمعلمين، فالمسلمون في الجنوب لا يقدرون على بناء مسجد ولا فصول دراسية فضلًا عن تأسيس مستوصف أو مستشفى إسلامي!!

لا يوجد في جنوب نيجيريا مؤسسات إسلامية خيرية سوى الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وهي فقيرة لا تستطيع أن تقوم بتنفيذ مشروع حفر البئر العادي فقط إلا قليل، مع وجود أكثر من مائتين من المؤسسات المسيحية الخيرية تساعد أيتام المسلمين وفقرائهم لتنصيرهم.

والإعلام في جنوب نيجيريا يسيطر عليه المسيحيون، فالصحافة والإذاعات والمطابع ومراكز التسجيلات الصوتية "استوديو" تملكها الكنائس، وكانوا يستخدمون هذه الآلات لمحاربة الإسلام وتشويه صورته، فغياب الإعلام الإسلامي له الدور الرئيس في جهل المسلمين عن القضايا الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

* ما هي الحلول المتيسرة في تقدير جماعتكم "تعاون المسلمين" للنهوض بالنشاطات الدعوية والتعليمية والخيرية, والتصدي لخطر التنصير, ومحو الأمية العقائدية المنتشرة بين المسلمين في نيجيريا وخصوصًا الفقراء منهم؟

** دعم أنشطتنا التعليمية والخيرية والإعلامية والثقافية بالمال سيعطينا الأمل ـ مما لاشك فيه ـ عن المستقبل الجيد للمسلمين في نيجيريا، لاسيما في الجنوب الذي يعتبر أكبر معاقل الحركات التنصيرية في أفريقيا.

فنحن نحتاج إلى تأسيس المدارس الإسلامية في المدن الرئيسية في الجنوب ونفكر في تأسيس أول إذاعة إسلامية في الجنوب خاصة، كما أننا نخطط لتأسيس المطابع واستوديو للنشر والطباعة.

* قد لا يكون التنصير وحده أهم التحديات التي يواجهها المسلمون في بلدكم، ولربما رأيتم معنا السلطات المغربية تنتفض من سباتها، وتغلق مدارس شيعية ومكتبات تنشر الفكر الصفوي، وتصادر كتب من شأنها خلخلة العقيدة عند سواد أهل السنة، فهل تواجه نيجيريا بشكل أو بآخر أي نشاط شيعي يرتدي ثوب العمل الإسلامي، وهل تعتقد أن انتصار "حزب الله" كان عامل دفع لموجات التشيع؟

** إيران مولت الجهود الشيعية التي أدت إلى ولادة حزب الله، والذي يعد دولة داخل دولة، ولم تخف من أي تهديد أمريكي ولن تتردد في بناء مثل حزب الله في العراق والمغرب وغيرهما حتى في داخل السعودية! والدول العربية والإسلامية يقدمون لغير المسلمين ملايين من الدولارات دعمًا للبرنامج الاقتصادي وحماية للنظام التعليمي لدول ولمجتمعات غير إسلامية، وإذا طلبنا منهم ـ نحن إخوانهم في السنة ـ تمويل برنامجنا ومشاريعنا التعليمية والدعوية وغيرها عند ذلك يعتذرون بحجة "الحرب على الإرهاب".

في نيجيريا لاسيما في الشمال هناك مشاريع كبيرة من تأسيس المستشفيات والمدارس وغيرها تمولها إيران، وهناك مساعدات هائلة تقدمها للجماعات الشيعية لنشر التشيع بين المسلمين، أما الجماعات السنية فلا يحصلون إلا على لحوم الأضاحي كل سنة وحفر الآبار في أماكن يحتاج المسلمون فيها إلى المدارس والمستشفيات.

والعجيب أن المقاومة الإسلامية الفلسطينية من السنة تمولها وتقف معها دولة الشيعة وتعارضها دول السنة!!

فالتنصير هو أكبر التحديات التي نواجهها في جنوب نيجيريا والتشيع في شمالها، وهناك خطر آخر هو خطر التصوف المنحرف.

* ما حقيقة الطرح القائل بأن التشيع في نيجيريا بدأ من خلال الزحف على بعض التنظيمات الإسلامية؛ مثل جماعة الإخوان المسلمين، وما عدد الشيعة على وجه التحديد في نيجيريا؟

** لا، بل من خلال انتشار ما يُسمى بـ"فكر الثورة الإسلامية" التي تبنتها إيران، ومن خلال سفارة إيرانية التي تمول أنشطة الطلبة المسلمين من دون التمييز، وترسل الكثير إلى إيران للتعلم ودخول جامعاتهم، وبخصوص عدد الشيعة في نيجيريا فلا يمكن التحديد الآن، ولكن من المعلوم أن وجودهم في جنوب نيجيريا ضعيف جدًّا، وفي شمال نيجيريا موجودون في بعض الولايات بالقوة ولكن السنة هم الأغلبية.

* حذرتم أكثر من مرة من تحول نيجيريا إلى بوسنة جديدة في قلب إفريقيا، ووجهتم الأنظار إلى مخاطر حقيقية تواجه المسلمين في الجنوب تحديدًا، هل بوسعكم إطلاعنا على هذه الأخطار ومدى الدور الذي يلعبه "الكيان الصهيوني" والولايات المتحدة الأمريكية ضد المسلمين هناك؟

** قلنا سابقًا أن جنوب نيجيريا هو أكبر معاقل التنصير في إفريقيا، ولا مجاملة في الكلمة، فالتغلغل الأمريكي والصهيوني في الجنوب قوي جدًّا، فالنفط وثروات أخرى قد تكون السبب الأساسي لوجودهم في الجنوب.

فتحذيرنا من تحول جنوب نيجيريا إلى بوسنة جديدة حقيقي وواقعي بلا مجاملة؛ للأسباب الآتية:

- خلال فترة ما بين 1999م و2007م ـ فترة حكم أوباسانجو المسيحي المتطرف ـ تم تسجيل وتأسيس 32 جامعة أهلية غير حكومية اعترفت بها حكومة أوباسانجو، وللأسف أن 27 من هذه الجامعات للمسيحيين تم تأسيس ثلثيها في الجنوب فقط و5 فقط للمسلمين، وثلاثة من الخمسة التي أسسها مسلمون كادت أن تسقط نتيجة لمشاكل مالية وأكاديمية تهدد مستقبل هذه الجامعات، وهذه الجامعات الثلاثة الضعيفة في الجنوب، وكل ذلك من خططهم لإقامة دولة منفصلة ومسيحية.

- تسيطر على نفط نيجيريا شركة النفط الوطنية النيجيرية وشركتان أجنبيتان، هما: "شل" و"شيفرون"، الشركتان الأجنبيتان لا توظفان إلا من كان مسيحيًّا ونادر جدًّا أن تجدوا بين موظفيهم مسلمًا، أما شركة النفط الوطنية النيجيرية فسيطرت عليها كنيسة "كاثوليكية" و"بابتيسية" و"ريديم" بدعم مباشر من أوباسانجو الذي خطط لهذا قبل وصوله للحكم عام 1999م، وهذا هو أكبر المصادر المالية للتنصير في نيجيريا.

- يوجد في الجنوب شركات إسرائيلية وأمريكية، وهي معاقل للـ"سي آي إيه" ـ جهاز الاستخبارات الأمريكية ـ والموساد الإسرائيلي، وهذه الشركات تساعد بشدة في تقديم الدعم التعليمي والتكنولوجي والتطوير الذاتي والاقتصادي للكنائس وللمسيحيين, وتساعد في عقد دورات عن العلوم التكنولوجية والاقتصاد وغيرهما لمندوبي الكنائس النيجيرية لاسيما الكنائس الجنوبية.

- للكنائس الجنوبية فرق وفصائل وتنظيمات عسكرية مدربين في معسكرات سرية، كما أن هناك كنائس نيجيرية تخزن الأسلحة حتى باعتراف الحكومة النيجيرية دائمًا.

- هناك دعوات انفصالية عديدة من قِبَل كنائس نيجيرية في الجنوب, تدعوا إلى إقامة المملكة المسيحية في الجنوب, وانفصال الجنوب عن نيجيريا.

* نود التعرف على التغلغل الصوفي في جسد العمل الإسلامي النيجيري، خصوصًا وأن ممثل الطريقة التيجانية الصوفية يشغل في الوقت نفسه هيئة الإفتاء, ويرأس المجلس الإسلامي النيجيري؟

** الوجود الصوفي في شمال نيجيريا قوي جدًّا، فهناك عدد كبير من الساسة البارزين والأغنياء ينتسبون إلى المذاهب الصوفية, وهذه المذاهب لا تعارض فكرة تطبيق الشريعة في نيجيريا، فهي غير متطرفة كثيرًا، أما في الجنوب فوجودهم متوسط.

* في نهاية الحوار تبقى كلمة نود أن تصل إلى مسامع العالم العربي والإسلامي عن واقع ومستقبل أبناء المسلمين في نيجيريا، في ظل عدم وجود رؤية واحدة تحقق وحدة العمل الإسلامي، وعدم تكاتف وتعاضد الأمة أمام التحدي السافر الذي يواجهه الإسلام في نيجيريا.

** نظرًا للظروف السياسية والاقتصادية والإعلامية التي تخدم النشاطات التنصيرية والتغريبية والتضليلية في جنوب نيجيريا خاصة وفي نيجيريا عامة، والتي تحارب التعاليم والآداب والأخلاق والشريعة الإسلامية بشدة.

ونظرًا لتدفق ملايين الدولارات من الدول الغربية, ومن الشركات الأجنبية, ومن اتحاد الكنائس المسيحية العالمية, ومن شخصيات اقتصادية في الغرب دعمًا للحركات التنصيرية وغيرها من المنظمات المعادية للإسلام والمسلمين في نيجيريا.

ونظرًا لأحوال المسلمين السيئة بسبب انتشار الفقر والجهل والمرض بينهم، والتي تهدد بمستقبل الإسلام وثقافته في جنوب نيجيريا خاصة، والمسيحيون يحاولون كل ليل ونهار أن ينتهزوا الفرصة لتنصير المسلمين, ويستخدموا أسلحة المدارس والمستشفيات والهيئات الخيرية والمراكز الإعلامية التي أسسوها، وتلعب دورها الرئيسي في محاربة الإسلام وتضليل المسلمين.

ولنتمكن من التصدي لهذا الخطر ولإنقاذ المسلمين من هذه الكارثة القريبة ـ لا سمح الله ـ فإنا ندعو الدول والمؤسسات العربية والإسلامية, وكذلك المحسنين إلى الاهتمام بمسلمي نيجيريا عامة, والجنوب خاصة, وتقديم الدعم المالي والتعليمي والإعلامي والثقافي للجماعات الإسلامية العاملة، وذلك في أسرع وقت ممكن.