مع الشيخ بشير صلاد

أمير جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة

الشيخ بشير صلاد:

التقاتل بين الصوماليين خط أحمر

علي عبد العال

صحفي مصري/ القاهرة

[email protected]

طالب الدكتور بشير صلاد ـ أمير جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة ـ الفرقاء الصوماليين بالترفع عن الخلافات الحزبية والشخصية، والحرص على مصالح الشعب الصومالي، مؤكداً حاجة الصومال إلى دولة تقوم على الأسس الإسلامية، ترعى مصالح البلاد الدينية والدنيوية، وتلبي المطالب الشرعية.

حرمة الدم الصومالي

وفيما يتردد من مخاوف بشأن التقاتل بين فصائل الإسلاميين هناك، دعا الشيخ بشير أحمد صلاد ـ وهو واحدًا من أبرز الدعاة الإسلاميين في الصومال ـ دعا الزعماء الصوماليين إلى التحاور فيما بينهم، وحل الخلافات بالطرق السلمية، للوصول إلى حل يرض الله ويحقق مصالح المجتمع،

وذلك ممكناً بـ "عرض المسائل على أهل العلم"، لأن التقاتل لا يجوز شرعاً، وفيه مخالفة صريحة لأحكام الإسلام، معتبراً أن التقاتل "خط أحمر"، خاصة بين المنتسبين إلى الصحوة والتيار الإسلامي، لأن رفع السلاح في وجه الأخوة بعضهم بعض وإراقة الدماء من أكبر الكبائر، فضلاً عن كونه يضر بقضية الصومال وبالمصالح المشروعة لشعبه. مضيفاً و"مهما يكن من خلاف في الرؤى فلابد من حلها سلمياً"، مذكراً رفقاء السلاح الصوماليين بأنهم: "بالأمس كانوا جزءاً من كل، وكانوا إخوة متحابين وفي خندق واحد بمواجهة العدو".

وجماعة الاعتصام بالكتاب والسنة "الاتحاد الإسلامي" سابقاً جماعة سلفية تأسست عام 1996م إثر اتحاد جماعتين إسلاميتين كانتا امتدادًا للدعوة السلفية في الصومال.. كان لها دور ملحوظ في مجال الدعوة والإغاثة، حاربت القوات الإثيوبية أوسط التسعينات في مناطق جنوب غرب الصومال بعد توغل لتلك القوات، وهي من الجماعات التي شاركت في تأسيس القوة العسكرية للمحاكم الإسلامية، وينتمي إليها فكرياً الشيخ حسن طاهر أويس رئيس تحالف إعادة تحرير الصومال جناح أسمرة.. ويقوم المنهج الدعوي للجماعة على تصحيح المفاهيم العقائدية للمسلمين، بنشر المنهج السلفي وتدريس أصول أهل السنة والجماعة.

مساعي الوساطة بين الفرقاء

وفيما يتعلق بالوساطة بين كل من الرئيس الجديد شريف شيخ أحمد والشيخ حسن طاهر أويس، قال د.بشير: "سعينا منذ شهور واتصلنا بالأخوة وحاولنا أن نجمع بينهم، ودعوناهم إلى العودة إلى أهل الحل والعقد في البلاد، وأن يرجعوا إلى أصحاب المسألة الأصليين" وهم أبناء الشعب الصومال، لكي نجنب الشعب ويلات الحرب وويلات الاقتتال، إلا أن الدعوة لم تحقق شيئاً، قائلاً: "ما زلنا في المحاولات ولن نيأس"، مفيداً بتشكيل لجنة من علماء الصومال تنظر في تحقيق المباديء التي يجمع عليها الصوماليون ويتفق حولها جميع أطياف الشعب: "بحيث نعبر عن آرائنا بشكل جماعي".

وفي الإطار، أشاد الشيخ بشير صلاد بالخطوة التي أعلنها "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" والتي تتمثل في الوساطة بين الرئيس الصومالي وفصائل المعارضة الإسلامية، معتبراً أنها "دعوة جيدة تصب فيما نهدف إليه من عدم التقاتل بين الصوماليين والتصالح فيما بينهم للوصول إلى الأهداف المشروعة". موجهاً الشكر للعلماء تقديراً بهذا الدور الطيب، قائلاً و"نحن مستعدون لتقديم كل يد العون لهم" خاصة ونحن نسعى على هذا الهدف في الداخل ونجري الاتصالات بين الإخوة لحل المشاكل العالقة بينهم.

 الحكم على الدولة الجديدة

وفيما يتعلق بالموقف من رئاسة الشيخ شريف قال الدكتور بشير: "نحن لا نعلق مواقفنا على الأشخاص وإنما على المباديء التي ننتظرها وينتظرها الشعب الصومالي"، معتبراً أن "الدولة التي تم تشكليها في جيبوتي لا تزال في أول أيامها، ومن ثم يصعب الحكم عليها". وفيما يتردد من اتهامات للرئيس الجديد بالولاء لأمريكا وإثيوبيا، اعتبر بشير: أنه لا ينبغي إطلاق الاتهامات بدون دليل أو بينة، خاصة إذا كان ذلك في أمور يصعب التحقق منها، "فمن حيث الشرع لا يجوز اتهام النيات"، واتهام شخص بأنه كذا أو كذا يدخل في باب اتهام النيات "ولا يجوز اتهام نية الناس" وإنما ينبغي أن نحكم بالظواهر وأن نحاكم الإنسان بأفعاله.

وحول ما تردد بشأن عودة قوات إثيوبية إلى بعض المناطق الحدودية في الصومال، قال بشير: إن هذه الأنباء وردت "في جميع وسائل الإعلام المحلية، وهو أمر متفق عليه حسب رويات وسائل الإعلام وبناء على مكالمات من أهل هذه المناطق تثبت أن إثيوبيا دخلت، "ونحن نرى أن إثيوبيا لا تلتزم بأي اتفاق، ولو استطاعت أن تدخل كما تشاء وتخرج كما تشاء في ظل ما يجري من تكتم إعلامي فستفعل". معتبراً أن الحل في الحوار وإزالة الإشكالات، ومناقشة المسائل الخلافية، لأن الاتهام لا يحل مشكلة، لكنه التناصح فيما بينهم

نشط الشيخ بشير صلاد في حقل الدعوة الإسلامية؛ وكان من شباب الصحوة الذين انضموا إلى العمل الدعوي منذ السبعينات، وشارك في حمل لوائها ونشرها، إبّان الحكم الشيوعي في الصومال، ولاسيما بين شريحة المثقفين وطلبة المدارس والجامعات، كما قام بالدور نفسه في أوساط الجالية الصومالية بباكستان أثناء عمله ودراسته هناك.

ولد الشيخ بشير صلاد عام 1957م.. تخرج في الجامعة الوطنية الصومالية، بعد دراسته للغة العربية، ثم حصل على درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي من معهد الدراسات العربية في بغداد سنة 1987م، كما حصل على ماجستير العلوم الشرعية من (وفاق الدارس السلفية) فيصل آباد باكستان، ونال الدكتوراة  في السياسة الشرعية من جامعة كراتشي بباكستان. عمل مدرسًا في مختلف المراحل الدراسية في الصومال، إلى أن سافر إلى باكستان، وهناك عمل أستاذًا في جامعة أبي بكر الإسلامية بكراتشي، حيث تولّى هناك منصب عميد كلية الحديث والدراسات الإسلامية، ثم شدّ رحاله إلى ماليزيا وعمل أستاذًا في المعهد العالي للدراسات الإسلامية في ولاية برليس.