الرجوع الكارثي لعهد الإنسان الحجري ..

اعزائي القراء 

لن ادخل بعمق في نظريات الفيزياء الحديثة ولكن امنحوني ثوان معدودة لاعطاء فكرة عن عودة الزمن الى الوراء . يقول اينشتاين : إذا ركبنا صاروخاً منطلقاً بسرعة الضوء، فان الزمن سيتوقف، ولكن اذا انطلق الصاروخ بسرعة اكبر من سرعة الضوء"وهذا مستحيل برأيه " فاننا  سنرى الماضي .

سنتوقف لحظات معاً عند محطة  الانسان الحجري ، ولنجر مقارنة بين عهدهم والعهد الذي وصلنا اليه هذه الايام.

اخواني 

في عهد الانسان الحجري  كان اقصى غاياته هي الاختباء من الوحوش الضارية في الكهوف وتأمين غذائه  مع إشعال حطبتين امام كهفه حتى لاتقترب منه الوحوش الضارية . 

فأمنه  وأمانه بيديه وهو قانع بهما  فلا أمم متحده ولا منظمات حقوقية ولا تصريحات اعلامية تتحدث عن حقوق الانسان . 

ولكن مالذي جناه الانسان في عالم اليوم من كل هذه التقنيات الحديثة ، اليس إشعال حطبتين امام دارنا صار اكثر امناً من وجود كل هذه التشكيلة والتي تجتر الكلام المعسول كما تجتر الحيوانات  طعامها.

بالامس كانت الوحوش تدخل بمعارك عادلة مع الانسان الحجري فيقتلها او تقتله وليس هناك من يتفرج عليهما والتكافؤ هو مقياس العدل بينهما  !. 

اليوم القتل مشروع امام الجميع والحرق متعة امام الجميع والبراميل فرجة ممتعة امام الجميع والكيماوي تجربة مثيرة امام الجميع والدخول الى " كهوف الناس الآمنين" صار  غاية مشروعة للقتل والسرقة والاغتصاب، وأكثر من ذلك صار الاختطاف مشروعاً امام العالم حتى وصل الامر بالصين باختطافها لاكبر مسؤول في الانتربول وظيفته ملاحقة الخاطفين!! ، وأكثر من ذلك، صار انقلاب الاعداء الى أصدقاء والاصدقاء الى اعداء بطرفة عين سالكاً .

هذا هو عالم اليوم والذي يقوده عصابات اكثر رجعية  بالتفكير من انسان  الكهوف .

اعزائي القراء 

بامكانكم اضافة ما ترغبون للموضوع ولكن مهما أضفتم فستصلون الى قناعة هي ان هذا العالم بكل وسائله التكنولوجية الحديثة وبكل المجلدات التي كتبها الفلاسفة عن حقوق الانسان والعيش في كنف الحرية والعدالة وحقه بالتعبير عن رأيه . وبكل التقدم الذي يحيط بنا . الا ان الفوضى الاخلاقية والجرائم الانسانية تخطت بكثير الفوضى التي عاش فترتها الانسان الحجري مع الاسف .

واليوم أمامكم خيار اعزائي الكرام، هل تريدون الانتقال بصاروخ اسرع من سرعة الضوء لنقف في رحلتنا في احدى محطات التاريخ ؟

انا على يقين ان اي محطة ستختارونها من الماضي  ستكون اكثر عدلاً ونزاهة من عصرنا الحالي .

فاختاروا المحطة التي تشاؤون.

مع تحياتي..

وسوم: العدد 793