الحَقَائِقُ الكُبْرَى

د. حامد بن أحمد الرفاعي

اللهُ .. الكونُ.. الإنْسَانُ.. هي الحقائقُ الكبرى لمعنى وقيمة الوجود .. الله هو الخالقُ .. والكونُ مُسخَّرٌ .. والإنْسَانُ مُستخَّلفٌ.. والعلاقة السليمة الراشدة بين الخَالقِ والمُسخَّرِ والمُستخَّلف.. هي التي تحدد بكل تأكيد المسارات السليمة للأداء البشري الراشد في ميادين الحياة .. الله سبحانه الخالقُ والمُدبِّرُ لأمر الأكوان والإنسان وباقي الخلائق .. شرّع جلَّ جلالهُ وقرر مرتكزات منهج حكيم متقن للنهوض بمهمة الاستخَّلاف في الأرض والكون.. ومنهج الاستخَّلاف الربَّاني : يقوم على مرتكزين اثنين:مرتكز "فاعلم أنه لا إله إلا الله" وهو مرتكز الروحانيات والقيم والسلوكيات والبناء المعرفي والثقافي .. ومرتكز "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه" وهو مرتكز الماديات والوسائل والكفاءات والمهارات والخبرات .. وهكذا(فاعلم) و(فامشوا (أو العلم والعمل هما مرتكزا منهج الاستخَّلاف الربَّاني في الكون .. مرتكز فاعلم : مسؤول عن البناء المعرفي والثقافي للإنسان وسلوكياته .. ومرتكز فاعمل : مسؤول عن بناء كفاءة الإنسان ومهاراته .. والسير الراشد في الحياة .. وإشادة الحضارات الآمنة .. كُلُّ ذلك مُرتهنٌ بالتكامل والتلازم بين العلم والعمل وبين السلوك والمهارات .. فالسلوك الأخلاقي والمهارة والإبداع هما الأساس الراسخ لبناء تنمية آمنة ..وإشادة صروح حضارية راشدة ..ولتحقيق هاتين الغايتين الجليلتين ..قرر الإسلام منطلقات وثوابت للنهوض الراشد بمهمة الاستخَّلاف في الكون من أبرزها: أنْسِنَةُ قُدسيَّةِ حياةِ الإنسانِ وكرامتِه وحريتهِ وممتلكاتهِ.. وإقامةُ العدل ..وصونُ سلامةِ البيئةِ .. وعلّمَمَةُ الأمنِ والسلامِ بينَ النَّاسِ .. وقرر الإسلام مبادئ وآليات وضوابط لسلامة السير الحضاري .. ولحفز عوامل الإنتاج وحمايته .. ولمنع أسباب العبثية والإفساد .. من أولوياتها: الأخوة الإنسانيَّة ..الحبُ والتراحمُ والتنافعُ .. التعاونُ والتنافسُ .. والتبادلُ المَعرفي والتكنولوجي .. والتدافع والتعاون والتحالف والتنافس لجلب المصالح ودفع المخاطر والمفاسد.  

وسوم: العدد 793