الملح .. المشايخ (ملح البلد )

الشيخ حسن عبد الحميد

هناك ملح بحري ، وملح عادي ، وملح جبولي   .

أهل الباب الكرام يعرفون لحم الضأن البابي والملح الجبولي واللبن البلدي وهو زينة موائد الطعام  

وأسالوا العمدان !

اللبن البلدي من أيد صنّاع وقد قالوا ماكل من خاض العجاجة عنتر  

العمداء المتقاعدون عرفوا لبن الباب وجنان الباب فقابلوها بالقصف والتدمير  !

وقرية الجبول ومملحتها نسبة لبحيرة الجبول شرق مدينة حلب ٤٥كم هو المفضل لدى أبناء المنطقة في تمليح الجبنة والمؤونة وهي امتداد لمدينة الباب التي قال عنها كبار العلماء أمثال الطرابيشي وأبو الفتوح والبدر قالوا 

الحمد لله على الإيمان والسكنى في الباب  .

يُعير الشاب بقول القائل شفت أمك بالسوق تشتري الباذنجان ؟ 

ياللعار كيف أصبحنا اليوم ! 

 الملح له معيار !

 والزائد أخو الناقص 

الأكل بالملح البحري يصيبك بعسر الهضم ! 

أما طعامك إذا كان بالملح الجبولي فتقول من أعماقك الحمد لله وتحتاج إلى ( هاضوم ) كلمة أطلقها الأديب علي الطنطاوي على البيبسي والكولا  .

والعلماء ملح البلد إذا صدعوا بالحق وكانوا مع المظلوم حتى ينتصر وعلى الظالم حتى ينكسر  .

ليسوا علماء من سبحوا بمديح الحكام على المنابر بحجة الدعاء لولي الأمر ، فليس وليا للأمر من لا يطبق شرع الله ويعز دين العظيم محمد صلوات الله وسلامه عليه 

قصدت شيخا من هؤلاء بقضية تخص ولدنا المعتقل فاعتذر وقال إن له ثأرا عند أبناء بلده وبعد أسابيع كان واقفا على باب العميد في قضية شخصية له !

وقديما قالوا بئس العلماء على أبواب الحكام  . 

العز بن عبد السلام قال من نزل بقرية فشى فيها الربا فخطب عن الزنا فقد خان الله ورسوله فما بالك اليوم  بالظلم والقصف والتهجير  ؟

الإمام مالك يجلد لأنه أفتى لابيعة لمكره   .

أبو حنيفة النعمان يجلد لرفضه تولي القضاء لأبي جعفر المنصور وأبى وأبى ! 

للأسف صار يدعى للظلمة على المنابر المحمدية 

ياموت زر إن الحياة ذميمة 

ويانفس جدي أن دهرك هازل 

يا عيب الشوم صار يقال عن العلماء شبيحة ! وبعضهم قتل لأنه تعاون مع الظلمة ؟ 

هل هو شهيد ؟ 

اسألوا المفتي !  

أنا أعلم أن من قتل في سبيل الله وهو يهتف الله أكبر هو الشهيد   

وإلا فاقرأوا: 

إذا إلتقى المسلمان بسيفيها فالقاتل والمقتول في النار  

هذا شأن القاتل فما شأن المقتول قال عليه الصلاة والسلام كان حريصا على قتل صاحبه ، رواه البخاري ومسلم  .

فيما مضى سنة ٥٧ ترشح اثنان أحدهما عالم كبير والثاني عادي ومن رجال البعث فكان مفتي الجمهورية كفتارو مع رجل الدنيا وقل حسبنا الله ونعم الوكيل  .

يا عيب الشوم أن يكون العلماء ماسحي أحذية ويحضرون مجالس السلطان 

حضر إبراهيم باشا مجلس المحدث الحسني وكان ماددا رجله بحضور الباشا إبراهيم ولما خرج الباشا بعث له بصرة كبيرة فيها المال فأعادها الشيخ وقال من يمد رجله لا يمد يده   .

آه ثم آه على أمثال الأوزاعي والليث بن سعد والقاضي شريح الذي رفض شهادة الحسن بن علي لابيه 

آه على أمثال المعاصرين ابن باز والعثيمين وسلمان العودة 

وفهمكم كفاية  .

والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين  

فرجك ياقدير

وسوم: العدد 809