العَالَمُ اليَوْمَ يَحْتَرِقُ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

لا أحسب أحداً يجادل .. بل لا أحسب أحداً يستطيع أنْ يُمَاري إنْ قِيْلَ : أنَّ العالم اليوم يحترق .. وأنَّ المُجتمعات البشريَّة تحاصرها وتحيق بها أسباب الهلاك والدمار من كل أقطارها.. ويَوْمَ أنْ التقيت فخامة بابا الفاتيكان فرانسيس الأول عام ١٤٣٤هـ - ٢٠١٣م بحضور نخبة من كبار الكرادلة قلت لهم : نحن ما جئنا لأسلمتكم ..ونأمل منكم ألَّا تنشغلوا في تَنْصيرنا .. إذاً لماذا جئنا ..؟ نحن جئنا لأنَّنا نرى أنَّ المسيرةَ البشريَّةَ في خطر .. وربُّنا وربُّكم تباركت أسماؤه وتقدسَّت صفاته يَدعونا ويقول لنا: " لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ". أجل ها هي المجتمعات البشريَّة في خوف وَرَهَبٍ وذُعرٍ ورُعْبٍ .. وها هو العالم في خطر تجتاحه الحرائق والحروب من كل أطرافه.. فَهْلّا فعلَّنا قيم ربنا ومضينا معاً .. نُطفئ الحرائق ونوقف الحروب ..ونضع حداً لثقافات الكراهية والبغضاء والإقصاء .. ونُطَهِّرُ الأرض من صناعة تكنلوجيا الموت والهلاك والدمار ..؟ أجل إنَّ جديَّة ومصداقيَّة التزامنا بقيم ربَّنا .. هي اليومَ مُرْتَهَنةٌ بقدرتنا على تنمية قيم الحب والإخاء والمودة بين النَّاس ..وفي بناء ثقافة أجيالنا وإقامة سلوكهم على الالتزامِ بتَعَاليمِ رَبِّنا في إجلالِ قدسيَّةِ:

·        حياة الإنسان.·        وكرامة الإنسان.·        وحريَّة الإنسان.·        ومصالح الإنسان.

واحترام صون قدسيَّة سلامة البيئة بشقيها (الجغرافيِّ والاجتماعيِّ).

هل نحن فاعلون ..؟ إنَّا لنأمل ذلك.. وإنَّا والأجيالُ البشريَّةُ لمنتظرون.. والله سبحانه المستعان.

وسوم: العدد 810