هل التشكيك ، بأصدق وأوثق حليف لك؛ بناء على اختلاف طرائق الحساب السياسي: حكمة أم حماقة؟

من تعريفات السياسة ، أنها :

فنّ الممكن ، أو فنّ التعامل مع الممكن !

ومن أهمّ ظواهرها ، وآلياتها : أنها موازنة ضغوط "

ضغوط خارجية وداخلية !

ضغوط مادية ومعنوية !

ضغوط هامّة ومستعجلة ، لكنها غير خطيرة !

ضغوط خطيرة وهامّة ، لكنها غير مستعجلة !

ضغوط هامّة وخطيرة ومستعجلة !

فمع أيّها ، يتعامل صانع القرار ، حسب ترتيب أولوياتها ؟ ومعلوم أنه : كلّما كان القرار معقّداً، وفيه قوى كثيرة متداخلة متصارعة ، ومصالح شتّى متناقضة ، قريبة وبعيدة ، ظاهرة وباطنة ، يمكن حساب بعضها ، ويصعب حساب جوانب كثيرة منها .. كلّما كان القرار كذلك ، صعُب استيعاب الكثير من عناصره ، وفوائده ، ومضارّه ، على الكثيرين ، من صنّاع القرارات ، ومن حلفائهم ، ومن المتأثرين بنتائج قرارهم !  

هنا يأتي دور الحكمة ، ودور الخبرة ، لدى صانع القرار، ولدى حلفائه !

فقد يكون صانع القرار حكيماً ، وبعضُ حلفائه حمقى ، أو لديهم ضعف ، في القدرة ، على حساب القرارات المعقّدة !

مثال  :

أن تطالب حليفك القويّ ، بحمايتك ، فتعطيه ورقة ضغط ، في مفاوضة الآخرين ، شيء .. وأن تتّهمه بخيانتك ، شيء آخر: مؤذٍ له ، ولك ، وسارّ لعدوّكما المشترك !

قواعد عامّة :

السياسة تحكمها المصالح، لكنّ المصالح ، ذاتَها ، تحكم بعضَها الأخلاقُ النبيلة ، وتحكم بعضها طباع : الغدر والأنانية والخسّة ! وبعضُها يضبطها الإيمان ، وبعضها بلا ضوابط !

وسوم: العدد 824