حال معممي قم صار كحال ذات النحيين!!

ليلة أمس أقدم العراقيون الغاضبون على حرق القنصلية الايرانية في محافظة النجف عاصمة التشيع في العالم، في رسالة إلى إيران الخمينية، أن أخرجي من بلادنا فكفى تدمير وقتل وتجويع وسرقة واستهانة بالشعب العراقي، الذي تحمل الكثير من وراء تدخل إيران في شؤون العراق وفي سعيها لكسر إرادة العراقيين ونهب ثرواتهم، وتمزيق النسيج الوطني العراقي، والنيل من الفسيفساء الرائعة لهذا النسيج، والعمل على إذلال الشخصية العراقية، التي لم تعرف يوماً إلا الشموخ والعزة والكبرياء، وملاحم الشرف التي سطرها الجيش العراقي على مدى ثماني سنوات في معارك القادسية الثانية (1980-1988) تشهد على ذلك.

لقد أطلق قادة فصائل مسلحة منضوية في الحشد الشعبي صنيعة إيران تحذيرات من أن تقوم الجماهير الغاضبة بالتعرض للمرجع الشيعي السيستاني، فقد قام زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي بنشر تغريدة على تويتر توعد فيها من التعرض للسيستاني قائلا: إن "كل من يعتقد أنه يمكن ان يمس شيء من سماحة السيد السيستاني فهو واهم أشد الوهم"، ثم توجه الخزعلي إلى النجف بشكل مفاجئ مقرراً نقل اقامته حاليا الى النجف بعد ورود اتصالات عن تعرض منزل السيستاني للخطر.

من جهته قال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس في بيان مقتضب، ان "جميع ألوية الحشد الشعبي الآن بإمرة المرجعية العليا، وسنقطع اليد التي تحاول ان تقترب من السيستاني".

في حين أطلق ابو آلاء الولائي زعيم كتائب سيد الشهداء، تغريدة تحذيرية على شاكلة الخزعلي وتوجه بعدها الى النجف، وهكذا يتأكد للقاصي والداني أن الحشد الشعبي ما هو إلا الذراع القوي والمنفلت لإيران داخل العراق، وأن ما قيل سابقاً على لسان رئيس الوزراء السابق واللاحق أن الحشد الشعبي هو فصيل يتبع الجيش ويأتمر بأوامر قائد الجيش، هو كلام كاذب ومضلل، وقد ثبت ذلك من تصريحات قادته عملاء إيران بامتياز.

حكام إيران من أصحاب العمائم السوداء ظنوا، واهمين، أنهم تمكنوا من لي ذراع العراقيين وغسل أدمغتهم، ليجدوا أنفسهم أمام شعب استفاق من غفوته كاستفاقة المارد من قمقمه، ومن أين انطلقت جحافله الغاضبة.. انطلقت من مدن الجنوب ذات الغالبية الشيعية المحسوبة على إيران وعملائها، وهذا الحال جعلهم كمن وقع في حيص بيص، وصار حالهم كحال ذات النحيين، فلا هي حافظت على العسل ولا هي تمكنت من حماية نفسها، وهذا حال أصحاب العمائم الذين ادعوا يوماً أنهم سيطروا على أربعة عواصم عربية، وأنهم تمكنوا من رسم قوس الهلال الشيعي، فما يجري بداخل إيران ليس أقل سوءاً لأصحاب العمائم السوداء مما يجري في العراق ولبنان، فالانتفاضة الشعبية في البلدان الثلاث دليل على دفع أصحاب العمائم السوداء نحو حافة الموت المشين التي تنتظرهم، وتلك اللحظة قادمة وإني لأراها قريبة وقريبة جداً، فقد آن الأوان ليشرب أصحاب العمائم السوداء من نفس الكأس الذي أسقونا منه لسنين طويلة!!

وسوم: العدد 853