حَيَاةُ الشْعوبِ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

حياة الشعوب ليست حقولَ تجاربٍ لساسة متدربين .. وليست خشبةَ مسرحٍ لزعاماتٍ هواة.. وليست أنابيب اختبار لاستنساخ أو تَصنيع قيادات حسب الأهواء.. حياة الشعوب وكرامتها وأمنها واستقرارها ومصالحها أعظم وأجل من أن يعبث بها من ليسوا على مستوى قدسيَّة حياة الإنسان وكرامة الإنسان وحريَّة الإنسان ومصالح الإنسان وأمن الإنسان وسلامة البيئة وجلال طموحات الأجيال في بناء حياة عادلة وتنمية راشدة .. حياة الشعوب تحتاج لزعامات مهرة.. وخبرات بارعة.. وعقول مدبرة.. وحكماء حصفاء تعلو بهم مسؤولياتهم عن رغبات الذات لصالح تحديات هموم الوطن وسيادة الوطن ..وتسمو بهم مصالح الوطن لتكون فوق مصالح الفئوية والجهوية والحزبية والقبلية.. حياة الشعوب تتطلب زعامات ذات أصالة عريقة في صفاء عقيدتها.. وفي نقاء هويتها الثقافيَّة.. وفي عذرية حبها وعشقها للوطن وسيادة الوطن وتألق الوطن في شتى ميادين الابتكار والإبداع والارتقاء..  حياة الشعوب تحتاج مسؤوليات جادة واثقة تعلن وتؤكد للنَّاس وتقول : نحن شركاء لا أوصياء.. نحن أنداد لا أتباع.. نحن أصلاء لا عملاء.. نحن أصدقاء لا أعداء .. نحن نتعاون ولا نتضاد.. أجل حياة الشعوب تحتاج إلى نخب سياسية حكيمة راشدة .. تتحول بمجتمعاتها من ثقافة الحزب إلى ثقافة الدولة.. ومن مصالح الحزب إلى مصالح الشعب .. ومن جدليَّة الانتماء إلى أخلاقية الأداء.. هذا ما يحتاجه النَّاس في كُلِّ بقاع المعمورة.... وهذا ما ترنوا إليه آمال الأجيال وطموحاتها في كافة المجتمعات.. وما تتطلع إليه بكل الأمل المسيرة البشريَّة المضطربة التائه ..أما الأمة العربية والإسلاميَّة  لهي أحوج ما يكون لقيادات تتصف بما تقدم من خصال وشمم ومكارم.. لتكون على مستوى بسالة وتضحيات أجيالها ،وعزائم فرسانها، وعظمة تاريخها، وعراقة وجودها.. للأخذ بيدها نحو المزيد من الحرية والتحرر.. وإنقاذها من أنياب النهش والتمزيق ..ولحمايتها من حرائق هوجاء آخذة بالتهام جودها.

وسوم: العدد 853