تاريخ الأفغان

في عام 1841م وفي شوارع قرية أفغانية نزل بعض العسكر الانجليز واقتحموا أحد المنازل القروية ونهبوا ما به من مال وطعام وملابس، وأثناء خروج الجنود مال احدهم على حجرة جانبية بها سيدة المنزل ونزع غطاء الوجه عنها باحثا عن سلاسل ذهبية في صدرها فما كان من السيدة إلا ان أخرجت سكينا من تحت ملابسها وذبحت الجندى الانجليزي من رقبته، فقبض زملاؤه عليها واقتادوها معهم، فهاجت القرية على الدورية وذبحوا 160 جنديا منهم 8 ضباط برتب مختلفة وخلصوا السيدة من ايديهم، ثم اشتعلت الثورة في أفغانستان ضد الإحتلال الانجليزي وكانت شعلتها في مدينة كابول ، وقتل فيها المعتمد البريطاني وعدد كبير من كبار الضباط الإنجليز حتى أن المجاهدين الأفغان في ذلك اليوم ابادوا فيها 17000 جندي بريطاني وذلك في عدة كمائن نصبوها لهم في "خورد كابول" فلم ينج من تلك الموقعة سوى الطبيب العسكري الانجليزي " بريدون" الذي فر إلى جلال آباد ليخبر قومه بالمصيبة التي حلت بجيشهم جيش بريطانيا العظمى جيش الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، مسحه الأفغان من على وجه الأرض ولم يبقى من 17 الف جندي إلا واحدا فقط، فطلب القائد البديل الذي أتى من الهند منقذا لمن تبقى من الموظفين المدنيين طلب الأمان من المجاهدين مستعطفا لهم ان يتركوا المدنيين يخرجوا سالمين من #افغانستان فسمحوا لهم بالخروج بعائلاتهم من افغانستان غير مأسوفا عليهم، فتعلم الانجليز في تلك الواقعة أن ينظروا إلى الأفغان بغير العين التي ينظرون بها إلى جيرانهم الهنود وعرفوا ان الافغاني لا ينام ابدا وعليه ثأر ولا يقبل أن يطأ الأجنبي تراب وطنه ، وبالتالي لا يتساوى بالهنود من غير المسلمين، وقد حكمت انجلتر الهند الكبيرة بــ 10 آلاف جندي انجليزي، تخيلوا 190 مليون تعداد الهند وقتها يُحكموا من عشرة آلاف جندي فقط..!! حيث ان باقي جيش الانجليز كان من الهندوس والسيخ وباقي العرقيات والعقائد، على ان من يدين بالإسلام في الهند كان هو العدو الاول للانجليز ولا يثق فيه المحتل ابدا لعلمه أنه لن يقبل بالمهادنة ، وبالطبع لكل قاعدة شواذ وأفغانستان اليوم تتداخل فيها مصالح العالم كله على ألا تنهض ومنها اميركا وروسيا والصين والهند وإيران ، ولو تركت الفرصة لشعبها الحر لناطحت القوى العظمى في عظمتها.

فالافغانستان مقبرة الامبراطوريات فالغرب يكن لها العداء منذ تلك الفترة.

وسوم: العدد 855