قصتي مع الشيخ أحمد المبارك رحمه الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه بإحسانٍ إلى يوم الدين وبعد:

نِعَمٌ ومِنَحٌ،وهِباتٌ وأفضالٌ بأشكالٍ وألوانٍ وصُنوفٍ وأنواعٍ من المولى سبحانه لترانا بحق نسبح في بحارٍ من المنِّ والجود ونجوب في فضاءاتِ فضل الله وإحسانه فماأجملك ياربَّنا وأكرمك، وماأجلَّك يامولانا وأعظمك، لأقول ابتداءً إنَّ من نِعَمِ الله الجليلة عليِّ أن قيَّض لي أن أعمل في المملكة العربية السُّعودية بلاد الحرمين الشريفين طيلة عقودٍ أربع ، ومن عظيم فضله وإحسانه أنَّني عملت هنا في الأحساء في هَجَر تلك البلدة الطيِّبة التي زكَّى أهلها الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام قبل أكثر من أربعة عشر قرناً من الزَّمان كما جاء في حديث هود بن عبد الله العصري أنَّه سمع جَدَّهُ مزيدة العصري قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم يُحدِّث أصحابه إذ قال لهم (سيطلع عليكم من هاهنا ركبٌ هم خيرُ أهل المشرق )فقام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتوجَّه نحوهم فلقي ثلاثة عشر راكباً فبشرهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم ثمَّ مشى معهم حتى أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فرموْا بأنفسهم عن ركائبهم وأخذوا يده فقبلوها وتأخَّر الأشجُّ حتى أناخ راحلته وجمع متاعهم ثم جاء يمشي إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم فقال له صلى الله عليه وسلَّم:

إنَّ فيك خصلتين يُحبُّهما الله الحلم والأناة الحديث في صحيح البخاري وقد قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم قبل في روايةٍ أخرى (مرحباً بالقوم غير خزايا ولا النَّدامى )

أيها السَّادة الأفاضل ماأشبه هجر بطيبة وهو عنوان مقالةٍ قديمةٍ لي نشرت في جريدة اليوم  فالأحساء أو هَجَر شبيهةُ طيبةَ الطَّيِّبة بظلالها وجمالها، بسعفها ونخيلها ،بطيبها وودها بأنسها وبشرها،برياضها ونضارها ، تلك التي عشت فيها زهرة شبابي ،وقضيت فيها ريحانة عُمُري طيلة عقودٍ أربع  أجل عشت فيها أربعين سنة  تشرّفتُ بمعرفة أهلها وأسَرِها، وشَرُفتُ بمعرفة رجالاتهاو وجهائها،وتعلَّمت من علمائها وفُضلائها، واستفدتُ واستمتعت بصحبة أدبائها وشعرائها،والحقُّ أنِّي مارأيتُ منهم إلا كلَّ جميل أخلاقٍ، وطيبَ معشر، وصفاء ودٍ،ومالمست منهم إلا كل احترامٍ وتقدير ووفاء،كانوا ومازالوا نعم الأهل والأخوة ونَعِمَّا الصَّحبُ والجيرة، ونعمَّا القوم والخِلان ،فالغربة تزول وتتكسر مخالبها  ببشر محياهم وأنس لقياهم وجمال أخلاقهم وحسن معشرهم فلا هجرٌ بهجرٍ بل وصالُ هوذاك وهو عنوان قصيدةٍ جديدة لي عن الأحساء ألقيتها في النادي الأدبي قبل أشهر ونُشرت في مجلة الأحساء التي تصدر عن الغرفة التجارية العدد الأخير وهي بين أيديكم. 

أجل نبض قلوبهم الود ، ونفحهم الطيب ، ومُحيَّاهم البِشر، ،وحِسُّهُمُ الأصالة، وشيمتهم المروءة وحليتهم مكارم الأخلاق،لألقى كلَّ هذه حيث كنت فيها شاخصةً جليَّة، أليسوا هم خير أهل المشرق كما أخبر حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟! أجل وكان ممن جسّد هذه السمات والصِّفات ،وتمثَّل تلك القيم ،و أبرز  هذه الشِّيم شيخنا الجليل السفير القدير والأديبُ العلم صاحبُ هذه الأحدية الشيخ أحمد المبارك رحمه الله تعالى وقد كان ممن لهم الأثر الكبير عليَّ في نفسي وحسي وفي حياتي كلها الأدبية والثقافية والمعرفية والحياتية

وذلك مما حباني به من فضله وكرمه، وماأحاطني به من جاهه ووجاهته، ومما اكتسبته منه ومن ندوته من فنون الشعر والأدب والثقافة والمعرفة حيث كانت ندوته جامعةً جامعة للأدباء والمفكرين والشعراء والمبدعين ،وجامعةً جامعة للآداب والفنون والمعارف والعلوم وقد كنت من روادها منذ نشأتها عام 1411هـ لتتم الآن عقدها الثالث كما كنت من المشاركين فيها شاعراً ومحاضراً وكنت أحاول جاهداً ألا تفوتني ندوةٌ من ندواته أو أمسيةٌ من أمسياته مما كان فيها من زَخَمٍ فكري، وحراكٍ ثقافي، وتألُّقٍ معرفي، ولا أبالغ إن قلت بأنَّ فضل هذه الأحديَّة وأثرَها على المنطقة طيلة عقدين من الزمان على حياته يفوق الوصف في جَنَاهُ ومَدَاه، وفي عَطَاهُ وسناه،حيث نقلت هذه الندوة المباركة أدباء المنطقة ومثفقيها وشعرائها وأدبائها خلال عقدين من الزمان على حياته رحمه الله إلى عالم النور والحضور ، ووضعتهم على شُرُفاتٍ عالية سُلِّطت عليهم فيها الأضواء ولعلي أولعلنا جميعاً كنا تلامذةً في ندوته ، وطُلَّاباً في حصَّته ، ومريدين في حضرته ، وصغاراً أمام قامة تواضعه،سقينا في هذه النَّدوة الزُّلال من أدبه ، وروينا الشَّهد من حكمته، ونهلنا من فيوض ثقافته ، وارتوينا من ينابيع معرفته أجل لقد أبحرنا جميعاً في رحاب فلكه في رحلةٍ ثقافيةٍ ممتعة ،خضنا فيها في بحورٍ الثقافة والمعرفة والشعر والأدب تلاطمت فيها الأمواج وهاجت وعلت لتبرز حكمة الرُّبان في الإبحار فينا بروعةٍ وسلام ،وجمالٍ وأمان، تمتعنا خلالها بفيوض العلم والمعرفة واستمتعنا معه بألوان الآداب وفنون الشعر ، وحلَّقنا من خلالها إلى عوالم ممتعة ،وثقافاتٍ مختلفة ،وفضاءاتٍ رحبة ،تلاقحت فيها الأفكار بالأفكار ، وتألَّق فيها الحوار الحضاري بأجمل صوره،كان هذا هنا في هذا المجلس المبارك الذي انقدح فيه الفكر ولمع، وانبرى فيه قلم المعرفة وسطع، وانجلى فيه اليراع وبرع، وتألَّق فيه الإبداع في جميع فنون الأدب ليحلق إلى عوالم وآفاق من المتعة والمعرفة والثراء الفكري والجمال المعرفي والألق الحضاري لترى في هذه الندوة المباركة شموساً أشرقت وسطعت في فضاءاتٍ مختلفة ، في الشعر والأدب ،في القصة والرواية ،في العلوم والفنون ،لتنداح من ثناياها الحكمة والمعرفة ، وينسال من يراعها الألق والإبداع ينابيع ثرة وشلالاتٍ عذبة ، ماأحيلى رذاذها وأسلى نسيمها ندياً مشبعاً بالمعرفة والجمال راوياً الفؤاد والروح ، محفِّزاً القريحة واليراع، لأتذكَّر ماقاله لي ذات مساء د.ابراهيم الحاوي رحمه الله وكان أستاذ البلاغة والنقد في جامعة الملك فيصل وأحد فرسان الندوة ومؤسسيها قال:بأنَّ فضل هذه الندوة وأثرها على الحراك الثقافي والفكري والمعرفي يفوق ويبزُّ أثر الجامعات مجتمعةً في المنطقة وقد صدق فيما قال رحمه الله.

أيها السادة الأفاضل قصتي مع الشيخ قصةٌ أستذكرها وأحداثها وكأنَّها حُلُمٌ مرَّ على عجل أستذكرها لرجلٍ ماغابت ذكراه عنا وفضله شمسٌ ساطعة في فضاءات الأدب هو لسان حال الجميع فإن ذكر الأدب في الأحساء برز الشيخ على ناصيته ،وتربع على قمته قصتي أستذكرها لرجل كانت الأخلاق الفاضلة عنوانه ، والتَّواضع سمته، والصَّفاءُ نبضَه،والأصالةُ معدنَه،والأدبُ والجمالُ حُلَّتَه،والمكرمات والفضلُ بُردَتَه

أيها الأفاضل الكرام الشيخ أحمد المبارك رحمه الله قامةٌ عالية من قامات الأدب العربي عاصر جيل العباقرة الأفذاذ، وصحب العمالقة الكبار من الأدباء والكتاب والشعراء والمفكرين أمثال أحمد حسن الزيات صاحب مجلة الرسالة وماأدراك مامجلة الرسالة وكذلك عباس محمود العقاد العبقري في عبقرياته وعملاق القصة علي أحمد باكثير والذي تمتعنا بقراءة الكثير من قصصه وكان بينهما قصيدة وكذلك المنافح عن العروبة والعقيدة مصطفى صادق الرافعي صاحبُ كتاب تحت راية القرآن والأديب الكبير إبراهيم المازني وكذلك طه حسين عميد الأدب العربي كما درسه علامة التفسير الشيخ الجليل محمد متولي شعراوي رحمهم الله جميعاً فحديثي عنه هو حديثٌ عن قامةٍ رفيعة وهامةٍعالية تكتب قصته بسطورٍ من نور أجل حديثي عنه حديثٌ عن علمٍ من أعلام الفكر والثقافة،ومعلمٍ من معالم الأدب والأصالة،وأستاذٍ قدير وعى المعارف والفنون واستوعب الآداب والعلوم ،فعلمها لجيلٍ من الرواد هم أهل هذه الندوة المباركة التي قلت فيها بحضوره قبل عشرين عاماً:

لقد كان الشيخ  بحراً للمعارف والعلوم،معلماً للفضائل والمكارم، مدرسةً للشعروالنَّثر، منارةً للوسطية، قامةً في التواضع، هامةً في الديبلوماسية، قلعةً للتراث والأصالة،مشجعاً للمواهب والإبداع وفوق هذا كله كان دافئ الأحاسيس ، نديَّ المشاعر ، طلق المحيَّا ، لطيف العبارة عذب الحديث، يشعر كل من اقترب منه بالقرب وأنه ذو حظوة عنده،كان بحق رجلاً أهلاً للمكرمات جديراً بماتسنَّمه من مناصب عالية ومقاماتٍ جليلة وبما ناله من جوائز تقديرية وقد أوكلت إليه قبل مسؤولية مدير معارف جدة في أيام كان الملك فهد وزيراً للمعارف  رحمهما الله ثم انتقل للعمل بالسلك الديبلوماسي متنقلاً بين العراق قنصلاً عاماً والأردن قائماً بالأعمال فسفيراً للمملكة بغانا ثم أول سفيرٍ لقطر يوم استقلالها ليسند إليه في آخر المطاف إدارة الشؤون الإسلامية في وزارة الخارجية السعودية.

أيها السادة الأفاضل جوائز الشيخ وحفلات التكريم التي أقيمت من أجله كثيرة وعديدة ولكن حسبي أن أتحدث عن بعضها ويكفينا من القلادة ماأحاط بالعنق فقد استلم الشيخ جائزة وسام الملك عبد العزيز التقديرية مرتين أولاهما في عهد الملك فيصل والثانية في عهد الملك فهد وسلمه إياها الملك عبد الله في مهرجان الجنادرية ١٨رحمهم الله جميعاً حيث اختير شخصية العام الثقافية لما أداه من خدمات جليلة في مجال الأدب وبما يحمله ويمثله من قيمة فكرية وعلمية وإدارية وأدبية متميزة كما أكرم في النادي الأدبي في جدة١٤٠٥ وكان أحد أعضاء مجلس إدارتها كما أكرم في اثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجة في جدة١٤٠٨جرياًعلى عادته في تكريم رجالات الأدب والثقافة  وأكرم كذلك في الأحساء من قبل أدبائها ومثقفيها وشعرائها وكتابها كان ذلك في مجلس المبارك وكان لي شرف المشاركة في التكريم بقصيدة إليكم بعضها

أيها الأفاضل الأكارم حديثي عن الشيخ حديث العاجز العاثر الذي يحاول أن يحيط بمأثراته ومنجزاته ولن يستطيع ولكن حسبي المحاولة وكفى

وماسردته عنه في كل مجال وماكان يؤديه من خدماتٍ جليلة لبلده ووطنه وأهله ودينه ليشفَّ سيرة رجلٍ   كَتب سيرتَه بسطورٍ من نور على أسفار الخلود ،همته تُطاولُ السَّحاب،وتُسابقُهُ خطواته للمعالي، كان يحمل هماً وأمانة ورسالة عظيمة ومسؤولية لرقي بلاده ووطنه وخدمة أهله ودينه وقد سمعت الكثير الكثير من قصصه منه ومن غيره وخصوصاً في عمله الديبلوماسي الذي برع وأبدع فيه وماكان فيه من طرف وأخبار ومواقف وقفشات وهذا الأمر يحتاج بحق من يسبر غوره ويكتب فيه سيرته ولعل البعض منا هنا يشاركنا في سرد بعض الأحداث والوقائع سواءً كان ذلك عندما كان في سلك التعليم أو في عمله الديبلوماسي.

أما مايخصني معه فقد نمت وترعرعت وتوطَّدت علاقتي به على الصعيد الشخصي وهذا من فضل ربي علي بأن أكون قريباً من هذه القامة العالية والهامة الرفيعة والنخلة المثمرة الباسقة التي كلٍ مافيها خير وقد كنت ابتداءً من رواد هذه الندوة منذ نشأتها ومن المشاركين فيها والحريصين على حضورها كما كنت أرافقه في بعض زياراته لأرحامه وأصحابه وقد زرت معه الشيخ الشاعر و الأديب ابراهيم عبد المحسن العبد القادر جاري في المبرز رحمهما الله 

ويالسعادتي بالقرب منه وصحبته والاستفادة من كنوز معرفته كما حظيت بالسفر معه وصحبته داخل وخارج المملكة ونعمَّا صحبته ورفقته لتنفتح أمامك بوابات الأدب وخزائن المعرفة وكنوز النفائس الأدبية  على مصاريعها وتسمع وتستمتع بأمهات وعيون الشعر العربي من فيه وتشنف أسماعك بلطيف القصص والطُّرف والأخبار والمواقف.

لقد كانت الأحديَّة أيها السَّادة محطَّةً ثَرَّةً أشرقت كالشَّمس في حياتي الأدبية والمعرفية بل هي من أجمل وأجل المحطَّات في حياتي الشعرية والأدبية والثقافية والمعرفية تعرفت من خلالها على أدباء وشعراء وكتاب كبار وعلى قاماتٍ وهاماتٍ في جميع المعارف والعلوم وجميع فنون الأدب وفوق هذا كله فإني مدينٌ للشيخ طوال حياتي لأنَّ فضله بعد الله قد طوَّق عُنُقي ،بما حباني به من فضله وجاهه، وماأسكنني به في كنفه وحماه حيث رعاني رعاية الأب لابنه ليحيطني بحنانه، ويُسكنني في جَنانه ، ويغمرني بفضله وجاهه، وقد كان لشفاعته وتزكيته لي عند صديقه الحميم وزير الصحة عام 1413هـ الشيخ فيصل الحجيلان الفضل بعد الله سبحانه في استصدار ترخيص العيادة الخاصة لي في الأحساء حيث كان زميلَه قبل في العمل الديبلوماسي حيث كان الوزير قبل سفيراً للمملكة في فرنسا وقد كان رحمه الله معي في كل موقف يدعمني ويحيطني بكنفه ويدفع عني بجاهه والحق أنَّه كان لكلماته وخطاباته ومواقفه أثر السحر بل هي السحر حيث لايملك من يقابله ويقصده شافعاً لأحدٍ من طرفه إلا أن يستجيب لطلبه حياءً وأدباً وتقديراً لشيخنا الجليل رحمه الله حيث كان يفتتح شفاعته بعبقريَّةٍ وحكمة وحسن عرض فبعد السلام على من قصده والاطمئنان عنه والسؤال عن معارفه معه يستهل مطلبه وشفاعته بهذا البيت

وهل يستطيع من قصده الشيخ وطلب منه شيئاً طبعاً ليس له إلا أن يكون صاحب مروءةٍ ويواسي ويسلي ويلبي طلبه

وقد احتفظت بخطابين له أحدهما لوزير الصحة الدكتور أسامة شبكشي والآخر للدكتور أحمد العلي مدير الشؤون الصحية بالشرقية بخط يده، أما شفاعته لي عند الشيخ فيصل الحجيلان وزير الصحة قبل ثلاثة عقود فلا أعلم كيف كانت وماذا خطَّ فيها فجاءني الترخيص من الرياض على طبقٍ من ذهب بفضله ومسعاه وكيف لي برد جميله فجزاه الله عني كل خير وسأقرأ عليكم أحد الخطابين وهو خطابه لوزير الصحة د. أسامة شبكشي لتروا فيه السحر بحق وبديعَ العرض وحسنَ الطلب وروعة الخطاب

أيها السادة مواقف الشيخ الجليلة لاتُنسى ومحامده لاتحصى ويعلم ربي كم كنت ولازلت عاجزاً عن ردِّ قطرة من بحر فضله عليَّ وحاله هذا ليس معي بل مع غيري وحيث كان فهكذا دأبه وهكذا سيرته ولاأقول إلا جزاه الله عني وعنا في الندوة كل خير حيث كان ساعياً لأن يتمثل حديثَ المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي رواه الصحابي الجليل أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(الخلقُ كلُّهم عيالُ اللَّهِ ، وأحبُّ الخلقِ إلى اللَّهِ أنفعُهم لعيالِهِ)

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البيهقي | المصدر : شعب الإيمان

الصفحة أو الرقم: 6/2547 | خلاصة حكم المحدث : تفرد به يوسف بن عطية

التخريج : أخرجه البزار (6947)، وأبو يعلى (3315 )، والطبراني

أجل أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وقد كان من أولئك في رحلة حياته وفي علاقاته ومعاملاته ومناصبه ومسؤولياته ولانزكي على الله أحداً ولكننا نشهد بما علمناه وسمعناه وخبرناه والناس شهود الله في أرضه.

ولاأنسى ذات مساء ليلةً عزيزةً على قلبي رأيت فيها إشراقة وجهه كالبدر يوم تمه،وكان القمر ليلتها بدراً ،كان ذلك أثناء إلقائي قصيدةً في عرس أخينا العزيز د.محمود محمد المبارك في مزرعة أم فريش وكان عرساً أدبياً مهيباً مما ألقي فيه من الشعر والكلمات لضيوف الحفل من داخل المملكة وخارجها كان ذلك في ١٦/٣/١٤٢٢ أجلَّ كان عرساً ثقافياً قبل كونه عرساً بديعاً رائعاً وقد شاركت فيه فإليكموها :

***

***

***

***

***

فلاأنساه ليلتها وقد التفت إليَّ بكليته وبكل أحاسيسه معجباً ، وعيونه تتلألأ بهجةً

ومحيَّاه يزهو نُضرةً وكأنَّ وجهُه القمرَ في إشراقه ،والبدرَ في تألُّقه وبهائه رحمه الله .

ويوم طويت صحائف شيخنا الجليل وحُمَّ القضاء وجدت نفسي وحسي ومشاعري كلهم يرددون معي في صلاة الجنازة

اللهم هذا من أهل الفضل والجود وقد قدم إلى موئل الفضل والكرم والجود

اللهم إنَّ هذا من أهل البرِّ والمروءات وقد قدم إلى صاحب العفو والمنِّ والإحسان

اللهم مُنَّ عليه بعظيم عفوك وفضلك ورضوانك وعامله بلطفك ورحمتك وإحسانك

 واجمعنا به تحت ظلال عرشك في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا لكم مني جميعاً كل الحب والتقدير والحمد لله رب العالمين

وسوم: العدد 862